جاء على رأس أولويات ومستهدفات العمل الوطنى فى الـ ٦ سنوات القادمة.. فى خطاب الرئيس السيسى التاريخى عقب أدائه اليمين الدستورية لفترة رئاسية جديدة.. الربط العبقرى بين العلاقات الخارجية المتوازنة.. فحماية وصون الأمن القومى هى رؤية عبقرية مصرية قادها الرئيس السيسى على مدار ٠١ سنوات نجحت فى صناعة الفارق.. وأدت إلى ترسيخ الأمن والاستقرار.. وصلابة منظومة الأمن القومى.. وتعزيز رؤى التنمية وجذب الاستثمارات العالمية الكبرى.. فكلما ازدادت قوة العلاقات الخارجية المتوازنة من تعاون وشراكة مع جميع الأطراف.. ارتفع مؤشر الأمن والاستقرار فى ظل عهد اتخذ من الحكمة واستشراف المستقبل ودقة الحسابات.. وتقديرات المواقف عقيدة للحفاظ على مصر وأمنها القومى.. من هنا أقول إن سلامة وحماية الأمن القومى رهن أمور معينة.. علاقات دولية قوية ومتوازنة.. وامتلاك القوة والقدرة الشاملة والمؤثرة بالإضافة إلى الوعى الحقيقى.. والاصطفاف الوطنى.
نتوقف كثيراً أمام خطاب الرئيس عبدالفتاح السيسى عقب أدائه اليمين الدستورية لتولى فترة رئاسية جديدة بمجلس النواب بالعاصمة الإدارية الجديدة.. الحقيقة أنه خطاب تاريخى واضح ومحدد.. تضمن ٧ ملامح ومستهدفات للعمل الوطنى خلال المرحلة المقبلة.. لكننى توقفت أمام البند الأول من هذه الملامح والمستهدفات.. والذى يقول وعلى صعيد علاقات مصر الخارجية.. أولوية حماية وصون أمن مصر القومى فى محيط إقليمى ودولى مضطرب ومواصلة العمل على تعزيز العلاقات المتوازنة مع جميع الأطراف فى عالم جديد تتشكل ملامحه وتقوم فيه مصر بدور لا غنى عنه لترسيخ الاستقرار والأمن والسلام والتنمية.. وربما يتساءل البعض ما علاقة العلاقات الخارجية والعلاقات المتوازنة مع جميع الأطراف بالأمن القومى المصرى وصونه وحمايته.. والحقيقة أنه شديد الارتباط.. وثيق الصلة.. فإدارة العلاقات الخارجية والدولية.. أمر وجزء مهم من منظومة حماية الأمن القومى وهى ليست بالقوة والقدرة التقليدية فقط ولكن أيضاً بعبقرية القدرة على صياغة علاقات خارجية ودولية متوازنة.. تتسم بالحكمة والذكاء والقدرة على التواصل والانفتاح الدولى بشكل محسوب ودقيق دون الجنوح إلى استقطاب أو انحياز لمعسكر على حساب آخر.. فى ظل عالم ونظام دولى جديد تتشكل ملامحه.
الحقيقة أن العلاقات الدولية والخارجية القوية والمتوازنة سبب ومقوم أساسى ورئيسى فى حماية وصون الأمن القومى.
الرئيس عبدالفتاح السيسى قائد عظيم.. وحكيم ولديه رؤية واستشراف للمستقبل.. ويتمتع بذكاء وقراءة لطبيعة الواقع الإقليمى والدولى الذى نعيشه وله انعكاساته وتداعياته على الدولة المصرية وأمنها القومى وفى هذا الجانب.. حقق الرئيس السيسى تفوقاً وإنجازاً كبيراً على مدار ٠١ سنوات بإرساء قواعد راسخة فى بناء علاقات دولية وخارجية «متوازنة».. ترتكز على الاحترام المتبادل والتعاون والشراكة فى كافة المجالات لتحقيق آمال وتطلعات الشعوب ومصالح الدول المشتركة.. وتبادل المنافع فى إطار من الندية.. والتفاهم وتنسيق المواقف والرؤى وتبادل وجهات النظر حول مختلف القضايا والملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.. من هنا تفتح مصر نوافذ السلام والتعاون والتقارب والشراكة مع مختلف دول العالم.. ولعل هذا المحور سبب رئيسى فى أن تحتفظ بأعلى درجات الأمن والأمان والاستقرار رغم أنها تعيش فى طوق من النار والحرائق المشتعلة فى كافة الاتجاهات وعلى مختلف الحدود.. وهى معادلة شديدة الصعوبة لكنها تحققت بفضل الحكمة.. والدبلوماسية الرئاسية التى اعتمدت على التوازن والانفتاح على الجميع.. وبناء علاقات قوية مع القوى الكبرى فى العالم دون تورط أو استجابة لاستقطاب أو انحياز يخلق صراعات واستهدافات.
الرئيس السيسى نجح من خلال الدبلوماسية الرئاسية وما تستند إليه من توازن وحكمة بالإضافة إلى الفهم والوعى والإدراك.. واستشراف المستقبل والاستباقية فى قراءة الأحداث والصراعات والمتغيرات والاضطرابات الدولية فى عدم توريط مصر أو المغامرة بها فى مستنقعات الصراعات رغم محاولات الاستدراج وجر مصر إليها فى جميع الاتجاهات.. وتجنب مصر الفخاخ المنصوبة عن عمد.. وإشعال جوارها بالفتن والصراعات والاقتتال الأهلى والإرهاب والفوضى إلا أن مصر وقيادتها كانت ومازالت تلتزم الثقة والحكمة والهدوء والثبات رغم ما لديها من قوة وقدرة فائقة ووقوفها على أرض صلبة وتعيش آمنة مستقرة رغم الاضطرابات العنيفة التى تعصف بدول من حولها.. ونيران مشتعلة فى كل الاتجاهات.. ولا أبالغ إذا قلت إن حكمة القيادة السياسية وحرصها وتمسكها بتوازن العلاقات الدولية إلى جانب المخزون الاستراتيجى من القوة والقدرة لديها.. الربط الرئاسى بين توازن العلاقات الخارجية.. وحماية وصون الأمن القومى المصرى.. هو رؤية عبقرية أتت ثمارها خلال الـ ٠١ سنوات الماضية وصنعت الفارق.. وحققت جدوى عظيمة فى ترسيخ الأمن والاستقرار والحفاظ على الأمن القومى.. وتجنب الدخول فى عدائيات أو صراعات ولكن مصر تعلى من شأن الحوار والتعاون والشراكة وتبادل المصالح.. وبالتالى فنحن أمام رؤية ثاقبة ودبلوماسية رئاسية عبقرية تتواصل.. وتتعاظم خلال الـ ٦ سنوات القادمة لتحصد مصر المزيد من الثمار والنجاحات.. وحماية الأمن القومى وتحقيق عوائد فى كافة المجالات سواء اقتصادية.. واستثمارية عالمية ودعم ومساندة الدول الكبرى فى ظل تهافتها على التقارب مع القاهرة سواء لقوة وقدرة مصر أو ما لديها من فرص.. أو سياستها المتوازنة والصادقة.
الحقيقة أن التأكيد على هذا البند.. كأول ملامح ومستهدفات العمل الوطنى خلال الـ ٦ سنوات القادمة.. هو أمر يشير إلى أن لدينا تجربة ملهمة.. ونجاحات لرؤية استمرت ٠١ سنوات وبالتالى فإن التأكيد على هذه النقطة أو البند.. هو أمر غاية فى الأهمية.. فقوة وقدرة الأمم تتمثل فى قدرتها على حماية هذه القوة.. وقوة الدول لا تعنى دخولها فى مقامرات أو صراعات أو استدراجها إلى آتون معارك لا طائل منها يمكن حسمها عبر وسائل وأوراق وبدائل أخرى وهو ما يتبناه الرئيس السيسى باقتدار.
وربما يتساءل البعض وفى ظل عالم يتصارع.. ودول كبرى تتطاحن وتخوض معارك تكسير العظام فى إطار البحث عن أمرين.. البقاء للنظام القديم القائم بكل تناقضاته وجبروته.. وازدواجية معاييره أو نظام جديد يقاتل من أجل الظهور.. فنحن بطبيعة الحال أمام عالم جديد يتشكل.. سؤال أو تساؤل البعض يقول.. كيف لمصر أن تحتفظ بعلاقات قوية.. تصل إلى حد الشراكة الاستراتيجية مع قوى كبرى متصارعة ومتحاربة ومتنافسة فيما بينها؟.. الإجابة باختصار.. إن حكمة القيادة وحرصها على توازن العلاقات مع الجميع وعدم التورط فى استقطاب أو انحياز لمعسكر على حساب آخر.. فمصر دولة تبحث عن تحقيق مصالحها وأهدافها.. وتحقيق آمال وتطلعات شعبها.. فعلاقات مصر مع كل دولة كبرى تحقق أهدافها فى تبادل المصالح والمنافع فى كافة المجالات واستفادت مصر من هذه العلاقات على كافة الأصعدة.. وبقراءة علاقات مصر الدولية والخارجية.. نجد أن العلاقات المصرية – الأمريكية تحظى باهتمام متبادل وتوصف بأنها علاقات استراتيجية ممتدة وهناك تنسيق واحترام متبادل.. ومصالح مشتركة وفى نفس الإطار تتمتع مصر بعلاقات استراتيجية وشاملة مع الاتحاد الأوروبى ودوله.. ولعل قمة القاهرة «مصر – الاتحاد الأوروبى» لترسيخ الشراكة الاستراتيجية والشاملة.. ودعم مصر بتمويلات تصل إلى ٨.٨ مليار دولار هو أهم ثمار هذه العلاقات الخارجية المتوازنة.. وأيضاً قدرة الرئيس السيسى فى تحويل مصر إلى دولة القوة والقدرة.. والفرص والتعويل عليها فى ترسيخ الأمن والاستقرار وقيادة الشرق الأوسط الذى بطبيعة الحال ينعكس على القارة الأوروبية.
على الجانب الآخر.. نجد أن مصر تربطها علاقات قوية واستراتيجية بالصين وروسيا.. ولديها مصالح كبيرة معهما.. على كافة الأصعدة وفى مجالات كثيرة.. وهناك استفادة متبادلة.. لذلك أقول إن هذا التوازن حقق المعادلة السحرية والعبقرية فى قوة علاقات مصر الدولية والعبقرية تتمثل فى أن علاقات مصر الاستراتيجية مع أمريكا والاتحاد الأوروبى ليست بديلاً لعلاقاتها مع الصين وروسيا والعكس.. لكن القاهرة حريصة على مد جسور التواصل وتعزيز العلاقات المتوازنة مع جميع الأطراف وإن اختلفت توجهاتها.. وتوترت علاقاتها.. فما تسعى إليه مصر هو مصالحها وتحقيق أهدافها وتطلعات شعبها.
توازن العلاقات المصرية – الدولية الخارجية سبب رئيسى فى صلابة أمنها القومى.. وحالة الاستقرار المتوهج التى تعيشها.. وأيضاً سبب أساسى مع توافر الفرص الثمينة فى جذب استثمارات كبرى وحتى على الصعيد الإقليمى ومع دول المنطقة فإن مصر تحرص على علاقات التعاون والتوازن والاحترام المتبادل وعدم التدخل فى الشئون الداخلية لأحد.. ولم تهاجم أو تعتدى.. أو تستغل ظروف وأزمات هذه الدول المأزومة بل تعمل على التسوية وإنهاء الصراعات الداخلية.. والحفاظ على سلامة ووحدة أراضى هذه الدول ولها مواقف شريفة وثابتة.. لا تغدر ولا تتآمر على أى دولة ولا تتدخل فى شئونها الداخلية.
الربط الوثيق بين العلاقات الدولية الخارجية القوية والمتوازنة.. وحماية وصون الأمن القومى المصرى.. رؤية حكيمة وثاقبة.. توفر عقوداً وعشرات السنين تستثمر فى البناء والتنمية والتعاون والشراكة من أجل تحقيق الأهداف والمصالح المشتركة وتعزز الأمن والاستقرار.. وترسخ الثقة والمصداقية.
الحقيقة أن مصر تتجنب تداعيات الصراع الدائر والدامى بين الأقطاب الكبرى التى تسعى للحيلولة دون بزوغ نظام عالمى جديد والحفاظ على النظام القائم أو تلك التى تسعى وتتطلع إلى عالم متعدد الأقطاب.. وتحتفظ بعلاقات متوازنة تقوم على الشراكة وتبادل المصالح.
الرئيس السيسى فى خطابه التاريخى.. أكد على أننا نقوم بدور لا غنى عنه فى العالم الجديد الذى تتشكل ملامحه سواء فى ترسيخ الاستقرار والأمن والسلام والتنمية.. ولكل بند ومحور هناك جهود ودعوات مصرية تسعى لتحقيق هذه الأهداف.. فالقاهرة تتمسك بالقوانين والمبادئ والشرعية الدولية والأممية.. ولا تحيد عنها وتدعو دائماً لمعالجة الصراعات بتغليب لغة العقل والحوار والتسويات السياسية والسلمية وتحقق التوافق بين الأطياف الوطنية المتصارعة داخل دول الأزمات وتؤكد أهمية عدم التدخل الأجنبى فى شئون هذه الدول حتى لا تتعقد الأمور.. ولا تشتعل بشكل أكثر الاضطرابات.. لذلك فإن ثوابت مصر باتت معروفة وواضحة للجميع.. سواء فى الدعوة إلى الاستقرار وبما يحقق السلام.. والتعاون من أجل التنمية.. وتبادل المصالح والمنافع.. خاصة أن لديها أبحاثاً وتجارب فى أن الصراعات والحروب لا تحقق شيئاً بل تؤدى إلى إهدار الوقت وتفويت فرص التنمية والتقدم.. واستنزاف الموارد والثروات وتؤدى إلى التراجع والتخلف عن مواكبة التقدم.. وتزيد من المعاناة.. فمن خلال قراءة وتصفح دفتر أحوال العلاقات المصرية بدول العالم فى كافة الدوائر.. تجد علاقات شراكة.. وتعاون وتفاهم وأبعاداً اقتصادية وتنموية ومجالات كثيرة.
رؤية الرئيس السيسى متعددة الأبعاد لحماية وصون الأمن القومى.. تعتمد على امتلاك القوة والقدرة.. وكذلك بناء علاقات خارجية ودولية مع الجميع تقوم على التوازن والتعاون والشراكة والحوار.. وهى وصفة ورؤية سحرية.. تمكن الوطن من تحقيق آماله وتطلعاته والاستثمار فى الوقت والموارد والثروات.. وتعظيم الاستفادة من هذه العلاقات.
تحيا مصر