بمرور الزمن.. أتقدم بالعرفان والوفاء لشخصيات لها الفضل على مسيرتى الحياتية وعلى الوطن.. أتقدم بالتقدير لأبى وأمى وزوجتى وأبنائى وإخواتى وعشرة رجال عظماء كان ومازال لهم تأثير واضح على مسيرة حياتى وأولهم أبى المرحوم عبدالباسط هدهود وتربيته لى وغرس روح الوطنية والانتماء للوطن والأهل والتحاقى بالكلية الفنية العسكرية والمؤسسة العسكرية لمدة خمسة وأربعين عاماً وبث فى كل إخوتى روح المحبة والاهتمام بالعلم والعمل وقضاء حوائج الناس جميعاً.. وعلمنا مبادئ الترشيد والتنمية واحترام الكبير والصغير.. وللأسف توفى صغيراً نسبياً ولم نستمتع بالتعايش معه بعد تخرجنا وزواجنا وإنجابنا لأحفادنا ومازلنا جميعاً نعيش باستثماراته.. وتولت أمى المرحومة محاسن السعيد تربيتنا لمدة 27 عاماً بعد وفاة والدى وتولت زواج باقى إخوتى وعلمتنا مبادئ الحب والتسامح وبذلت أقصى مجهود لتجميع الأولاد والأحفاد على هدف مشترك حتى وفاتها وكانت تحبنى وأحبها حباً جماً.
لوالدى الفضل فى الارتباط بزوجتى فتينة محمد سمير التى تشاركنى حياتى منذ 51 عاماً وتعلمت ومازلت أتعلم منها مبادئ التخطيط المتميز للحياة والتمسك بالدين والتقرب لله سبحانه وتعالى وإنكار الذات والتمسك بالصلاة وقراءة القرآن ولم شمل الأولاد والأحفاد والتضحية بالصحة والمجهود لإسعادهم ومعاملة كل شخص بنفس أسلوب تعامله معنا.. مررت طوال حياتى بعشرة شخصيات تعاملت معهم كأب وكان لهم تأثير إيجابى على مسيرة حياتى أولهم جدى المهندس السعيد إبراهيم الذى علمنى حب الوطن والتواضع والحنية بين الجد والحفيد وافتخاره بتخرجى فى الكلية مهندساً بالرغم من أنه كان أول مواطن بالقرية يتعلم تعليماً هندسياً وأول مصرى يشارك فى رصف أول طريق يربط جدة بمكة عام 1947.. ثم تعاملت مع أب ثالث الفريق إبراهيم سليم مؤسس ومدير الكلية الفنية العسكرية وكان يتعامل معى معاملة الأب لابنه خاصة بعد التخرج والعمل مدرساً بالكلية وزيارتى له المستمرة بمنزله بعد إحالته للمعاش حيث أخبرنى فى إحدى الزيارات بأننى سأكون أول ضابط مصرى ينجح فى تصنيع معدة عسكرية متطورة بالمجهودات الذاتية وقد تم فيما بعد.. وعلمنا أهمية الانتماء للوطن وعدم البحث عن المال كمطلب أساسى بل التمسك بالإيمان والعلم والعمل.. وأبى الرابع والد زوجتى محمد سمير إبراهيم ذلك الرجل الذى لم أر مثله طوال حياتى من حيث الرضا الذاتى والاهتمام بالعلم والابتكار والتواضع والبعد عن الأضواء والنوم ليلاً مرتاح البال وحبه الجم لى واعتبارى ابناً له ومسئولاً عن باقى أبنائه.
وأبى الخامس المشير أبوغزالة الذى اهتم بالصناعات الحربية والمدنية المصرية ونجح فى تحويل بعض الورش الرئيسية لمصانع حربية وأول من قام باستصلاح الأراضى الصحراوية فى توشكى والعوينات وكنت أشعر بالحب عند مقابلته ولا أنسى احتضانه وحمله لابنتى الطفلة ياسمين فى المطار عند استقبال الدكتور على لطفى رئيس مجلس الوزراء الأسبق عند عودته من رحلة علاج بالخارج.. ولا أنسى زيارتى له أثناء مرضه بمستشفى الجلاء عشية وفاته وكان معى نجلى الدكتور محمد هدهود فى حضور اللواء شكيب حيث قال له يجب أن تكون فخوراً بوالدك لدوره الإيجابى بالقوات المسلحة وشكى لى وهو يبكى عن عدم قدرته على تحريك قدميه من شدة الألم وأبكانا جميعاً لرؤية عملاق مصرى وطنى وهو يحتضر بين أيادى الله سبحانه وتعالي.
وأبى السادس المشير حسين طنطاوى الرجل الذى لم ينصفه التاريخ حتى الآن الرجل الوطنى الذى أفنى حياته فى تطوير القوات المسلحة وبث روح النظام والانتظام والتوثيق والاهتمام بالعمل والأمن وشعورى كلما كنت فى اجتماع مع سيادته كأنى أرى أبى مرة أخري.. هذا الرجل الذى قام بدور مهم وحيوى وتاريخى لصالح مصر والشعب المصرى كله قبل أحداث 25 يناير 2011 وما بعدها.
أبى السابع الفريق مجدى حتاتة الذى لم أتعامل مع أى شخصية مصرية بمستوى الوطنية والانتماء للوطن مثل سيادته.. لقد كان يدير عمله بالقوات المسلحة والهيئة العربية للتصنيع كأب لكل ضابط وصف ضابط وجندى ومهندسين وعمال وفنيين ولا أنسى موقفه معى عند تعرضى لحادث طريق عام 1998.. ولا أنسى مشاركته لى فى الأفراح والمآتم وما كان يعمله مع كل الضباط وادعو الله بشفائه العاجل من الحادث الذى تعرض له.
أبى الثامن المهندس إبراهيم محلب الذى أرتبط معه رباط الأخ لأخيه وشعورى بحب الأب لابنه ووقوفه معى ومساندته لى فى كل مراحل حياتي.
أبى التاسع خالى الدكتور مصطفى السعيد وزير الاقتصاد الأسبق حيث قام والدى بتسميتى على اسمه وكان المرجع الأساسى فى كل خطوات حياتى وكان المثل الأعلى لى ولإخوتى وعلمنا مبادئ الاقتصاد والتنمية والاستثمار فى المجالات التنموية.. أما أبى العاشر الدكتور على لطفى رئيس مجلس الوزراء الأسبق «خال زوجتي» الشخصية العلمية الوطنية الذى يهتم بالزمن والوقت وعدم إهداره فى موضوعات عديمة الجدوي.
ولا استطيع توضيح مدى حب واعتزاز أولادى أميرة ورانية وياسمين ومحمد وأحفادى بوالدهم وجدهم ودعائهم المستمر ومساعدتى فى التغلب على الكثير من التحديات والمشاكل التى واجهتنى فى مسيرة حياتي.
ولا أنسى دور إخوتى ناهد ونجوى وناجى ونادر وأسامة وعلاء ونهلة وأحمد فى مسيرة حياتى ووقوفهم بجوارى فى كثير من المحن خاصة المرحوم ناجى ذا القلب الطيب.
وربما يتساءل القارئ لماذا هذا المقال.. وأرد بأنه يستلزم منا نشر مبادئ الحب والمساواة وتقديم الوفاء والعرفان والتقدير لكل مصرى وطنى ساهم فى تربية أجيال وساهم فى تنمية هذا الوطن وصونه.