خلال هذا الاسبوع ينتهى ماراثون اطول امتحانات تتم داخل مصر للمرحلة الثانوية العامة.. والتى باتت تمثل كابوساً مخيفاً لمعظم الأسر المصرية.. خاصة وانها سنة مفصلية فى حياة ابنائنا وبناتنا..لانه على اساسها تتحدد مصائر اولادنا.. ومن هنا بات هذا الامر الجلل يحوز اهمية كبيرة لدى كثير من الاسر المصرية ومن جانب آخر ظهرت مساوئ عدة لنظام الثانوية حيث تجد منذ بدء اليوم الاول الدراسى خلو الفصول من طلابها وطالباتها اعتماداً على الذهاب إلى السناتر التى تبدأ هى الأخرى نشاطها قبل بدء العام الدراسى الفعلى بحوالى شهر او شهر ونصف الشهر.. وبالتالى يجد طالب الثانوية العامة قد قطع شوطاً طويلاً من المنهج المقرر فى نظام السنتر او ما اسميه انا شخصياً «التعليم الموازي» والذى يجب ان تتخذ الدولة ــ ممثلة فى وزارة التعليم ــ حياله اجراء حاسماً للقضاء على ظاهرة باتت تمثل تهديداً خطيراً لنظم التعليم المصري.. لهذا السبب تجد فصول الثانوية العامة خاوية من طلابها.. وايضا ومن اسف هناك من يساعد على استمرار هذه الظاهرة من مدرسى المواد المختلفة الذين يذهبون لمدارسهم لمجرد التوقيع فى دفاتر الحضور والانصراف ثم بعد ذلك يتجهون إلى سناترهم لاداء دورهم الفعلي..صورة مؤسفة نرجو ان تنتهى قريباً فى ظل ولاية الوزير الجديد.. د. محمد عبداللطيف اما عن ابنائنا المقبلين على الدراسة الجامعية.. فالنصيحة لهم جميعاً لابد وان تكون مدركاً انك مقبل على نوع من الدراسة ينبغى ان تكون محباً لها ولا تغتر بالمجموع الذى حصلت عليه خاصة وان هناك نوعاً من الدراسة قد دخل مصر من خلال فروع الجامعات الدولية والاهلية وكذا البرامج الجديدة والمطلوبة فى كثير من دول العالم.. ومن هنا فعلى الطلاب ان يتريثوا قبيل تحديد رغباتهم وينظرو بواقعية للتخصصات المطلوبة مستقبلاً فلم يعد هناك ما يسمى بكليات القمة وكليات القاع.. فالفاصل هنا هو.. ما هو التخصص المطلوب داخلياً وخارجياً وبالتالى يحدد الهدف الذى ينبغى له ان يتوجه إليه ومن ثم تكون دراسته ذات فائدة له ولوطنه سواء مارس العمل داخله او اتجه إلى العمل خارجة لذا لابد من صياغة تفكيرنا بطريقة جديدة تضمن لابنائنا مستقبلاً يوفر للاجيال الجديدة الحياة الكريمة وفرص العمل التى تجعلهم يعيشون حياتهم دونما منغصات من قابل الايام.
وفى العموم فنحن على مقربة من اعلان النتيجة بعد ايام من انتهاء هذا الماراثون..وعلى اولادنا الطلاب واولياء امورهم ان يتدبروا امرهم وان يكون تفكيرهم متوافقاً مع ما نعيشه من مستجدات العصر الذى نعيشه بحيث التفكير صالح الطالب مع استشراف المستقبل.. حتى يتخرج ابناؤنا فى جامعاتهم ويجدوا الفرص المتاحة للعمل وبالتالى لا ينضمون إلى طوابير البطالة المقيتة التى لم يحسن اصحابها التفكير وتدبر امرهم حين كانوا فى مثل حالهم يوم حصلوا على الثانوية العامة وكانت نظرتهم تحت اقدامهم.. ولكن الان الامر اختلف والدولة من جانبها سعت إلى تطوير التعليم وادخال البرامج العلمية المطلوبة فى الداخل والخارج وعلى ابنائنا ان يحسنوا الاختيار حتى يفوزوا بفرص العمل المناسبة فى مستقبلهم القريب وساعتها سوف يترددون حقاً «مصر بخير».