رغم أن عمرها الآن 71 عامًا.. إلا أنها تزداد شبابًا وجمالاً وتألقًا.. فالفكر بطبيعته عكس البشر، تزيده السنون بريقًا ونضارة وتألقًا.. خاصة إذا ما كان فى صحيفة يومية سيارة زاخرة بالأحداث ومجريات الحياة التى لا تتوقف لحظة واحدة.
تمضى «الجمهورية» فى مسيرتها الوطنية تؤدى رسالتها الإعلامية فى ثبات وثقة من جيل إلى جيل.. ينعم الله عليها بالمواهب والقدرات الصحفية المتميزة.. ما بين قيادات طموحة تبعث الدفء والمهنية والحرفية فى أوصالها.. تتفاعل معها كل الأجيال الشابة والمخضرمة فى منظومة عطاء يتدفق.. فتزف إلى عشاقها الكثر ومريديها كل صباح ــ بل كل ليلة مع طبعاتها الأولى أشهى الوجبات الصحفية بعد كل نهار يشقى فيه القائمون عليها من صحفيين وعمال وإداريين يبعثون بها فى عرباتها الحمراء المميزة وعبر القطارات التى تجوب المدن والمحافظات فى أبهى صورة وأفضل محتوى قادرة على المنافسة فى السوق الإعلامية شديدة الصعوبة فى هذا الزمان الذى جعل الكثير من البشر يتصورون أن «الموبايل» الذى فى أيديهم بما يحمله من مواقع وتطبيقات يمكن أن يغنيهم عن الصحيفة.
> > >
ولكن هيهات.. هيهات.. فغياب المصداقية وسيطرة الدخلاء والمغرضين بل والجهلاء الذين يخطئون فى الإملاء.. يزيد الصحف خاصة الورقية منها صقلاً وثقة لكى تمضى فى رسالتها السامية ودورها الوطنى وابداعها الصحفى تواكب حركة الزمان لتضيف دائمًا الجديد الذى يحافظ على مكانتها لدى عشاقها ومريديها وتجتذب أيضا الأجيال الجديدة الواعية من القراء الذين يستطيعون الفرز والتمييز بين الغث والسمين فى هذه «الميديا» الهائلة.
و»الجمهورية» فى عيدها الـ71 هذا العام تبدو مختلفة فى تألقها وتميزها مع قيادة صحفية موهوبة مخلصة جاءت إليها من مدرسة صحفية عريقة هى مؤسسة دار الهلال ليأتلف خلال شهور قليلة ويضيف إليها مع مدرستها الصحفية المميزة التى أسسها الصحفى القدير الاستاذ محسن محمد ــ رحمه الله ــ فى منتصف السبعينيات كصحيفة يومية شعبية متميزة تخاطب القاريء العادى البسيط غير «المتقعر» الذى يجد نفسه على صفحاتها فى كافة أبوابها تلبى رغباتهم وتشبع فضولهم لكى ترضيهم جميعًا.. عشاق الرياضة، وأرباب السياسة، والمال والأعمال، وطلاب التعليم، وأصحاب المشكلات والخدمات، وأرباب القلم والرأي، وهواة الفن، وقراء الحوادث، والباحثين عن العلم والأدب، والتاريخ.. وكل اهتمام جديد مع تطور الزمان وتسارع الأحداث والمستجدات.. وأهم ما يميزها وهو الحفاظ على طابعها الشعبى ودورها الوطنى التنويرى المعتدل الذى يتوافق مع دورها القومى ورؤية قيادتها السياسية الحالمة بالحياة الكريمة للشعب المصرى فى ظل الجمهورية الجديدة ــ التى تتشكل الآن على أرض الواقع وسط صراعات دولية وإقليمية هائلة تعصف بدول وتشرد شعوبًا وتحاول رسم مناطق صراع وتسيد جديدة على خريطة العالم.
> > >
تمضى «الجمهورية» بفكر وعزم وسواعد أبنائها فى رسالتها رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التى نالت من كل المؤسسات الصحفية ولكن العزم والإرادة فى الحفاظ على دورها ورسالتها وثقة القاريء الذى ينتظرها كل صباح سواء فى الشارع أو عبر التطبيقات الرقمية الحديثة.. تزيدهم رغبة وقدرة فى استمرارية الوجود والتأثير على الساحة الصحفية والإعلامية الواسعة.. كل عام و«الجمهورية» فى مزيد من التألق والازدهار.. وقارئها بكل خير وحسن ظن بها يحمل أبناؤها الكثير من المسئولية للسعى فى التطوير وحرية الرأى والشجاعة والاتقان والتجويد.
القومية العربية.. وسوريا الباقية
التطورات السياسية المتعاقبة التى تمر بها سوريا الشقيقة.. آثارت فى النفس الكثير من القلق والترقب بشأن المؤامرة الكبرى التى تلف المنطقة العربية بأسرها.
جيلنا الذى كانت عبارات ألعاب الطفولة تحمل اسم كل من مصر وسوريا مع خطى صغيرة تتقابل وتلتئم.. لا يصدق ما يحدث فى أرضنا العربية الطيبة التى كانت وستظل مقبرة للغزاة والطامعين.