> من نعم الله على مصرنا الحبيبة أن نسبة الشباب فيها تصل إلى 65٪ وهذه قوة بشرية لا يستهان بها فهى قادرة على قيادة نهضة تنموية لهذا الوطن والوصول به إلى بر الأمان.. فالشباب هم السواعد الفتية والقوى البشرية العاملة القادرة على نهضة مصر لذلك علينا أن نحيطهم بالحماية والرعاية وأن نوجههم ونعلمهم ونأخذ بأيديهم لأن المخاطر محيطة بهم من كل الاتجاهات.
> شبابنا مستهدف من الخارج ثقافيًا وإعلاميًا بغرض محو الهوية الإسلامية والحضارية والثقافية تحت عنوان العولمة تمهيدًا لتسهيل لحواجز الرفض المبدئية التى شرعتها الشعوب والدول المستهدفة.
فى الما ضى كان المنتصر عسكريًا وسياسيًا هو الذى يحاول فرض ثقافته على الطرف المهزوم الذى كان يلجأ إلى كثير من المراوغات والوسائل للحفاظ على ثقافته الأصيلة خصوصًا فى الأماكن البعيدة عن سيطرة المعتدى ولكن اليوم وفى ظل السماوات المفتوحة فإن الغزو الثقافى اصبح من السهل أن يصل إلى أبعد مكان على سطح الكرة الأرضية مرورًا بكل البيوت والمصانع والمقاهى وحتى غرف النوم ونظرًا لأن الولايات المتحدة الأمريكية تهيمن على العالم اقتصاديًا وتكنولوجيًا التى تتجلى فى الشركات المنتجة لهذه البرامج الثقافية والترفيهية ونقلها ونشرها فى العالم من خلال اللغة الإنجليزية التى أصبحت منتشرة ومسيطرة بصفتها لغة الثقافة فى التعليم والإعلام وغير ذلك.
> هل بإمكان الجبهة الثقافية العربية أن تصمد لتكون خط الدفاع الأخير للأمة فى حين أن الحضارة العربية لديها مخزون ثقافى قادر على مواجهة التيار الفكرى الجارف المتطرف الذى يحيط بها شرقًا وغربًا.
> من أجل مواجهة هذا الغزو الفكرى الغربى المتطرف استطاع الإمام الأكبر د. أحمد الطيب شيخ الأزهر أن يوحد القوى ويلم الشمل من خلال استقبال د. أسامة الأزهرى وزير الأوقاف من أجل توحيد الجهود تحت مظلة واحدة ثم جعل مؤسسة الافتاء هى الأخرى كذلك من خلال اختيار د. نظير عياد مفتى الجمهورية وهو عالم معروف وابن الازهر كما فى استقبال الإمام الأكبر لوزير التربية والتعليم أكد أنه لابد أن يكون للتعليم شخصية مستقلة تتناسب مع تطلعات الأمة محذرًا من مخططات اختطاف التعليم العربى بما يخدم اجندات الغزو الثقافى مع توفير البيئة المناسبة لاحترام المعلم وتقديره وتشجيعه على العطاء من أجل بناء إنسان قوى قادر على مواجهة التحديات والعمل على بناء وطنه بحب واقتدار.
> أرى فى تطلع وزراتى التربية والتعليم والتعليم العالى لتعزيز التعاون مع الأزهر فى مجالات تحصين الطلاب ضد التطرف وتعزيز القيم أمرًا يؤدى إلى التكامل والوحدة وتعزيز الهوية الدينية والثقافية لدى النشء والشباب ليصب فى صالح الوطن وتقوية اركانه جاء فى توقيت مناسب ودقيق.
من اللقاءات التى أثلجت صدر كل وطنى حر محب لهذا الوطن لقاء الإمام الأكبر مع د.أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة لوضع استراتيجية وطنية لمواجهة التقهقر الثقافى والحضارى فى مجتمعنا من خلال نشر الوعى والثقافة فى مختلف أرجاء المعمورة من خلال المحاضرات والصحف واصدارات الوزارة من الكتب والنشرات يشارك فيها الأزهر مع الثقافة لبناء إنسان مصرى فاهم وواع لأن الثقافة هى الجدار الأول للحماية من الغلو والتطرف.
> التقارب بين المؤسسات التعليمية والثقافية والأوقاف والافتاء والعمل تحت لواء الأزهر الشريف سوف يساعد على تحصين الشباب ضد أى تيارات وافدة جارفة تريد النيل من الأمة وانحرافها عن الجادة والصواب.. نسأل الله لمصر الأمن والأمان وأن يحفظ مصر قيادة وشعبًا.