يتواصل الحديث حول ثقافة الاستشراق والترجمة العكسية ما بين شامبليون وابن وحشية.. وأيهما أسبق فى ترجمة اللغة المصرية القديمة والهيروغليفية.
وقد ذكرنا فى المقال السابق أن العديد من المختصين فى كتب ومؤلفات التراث قد ذكروا اسم ابن وحشية ولم ينكروا جهده العلمى فى اكتشاف رموز هذه اللغة.
أنهم وثقوا ذلك فى مؤلفاتهم ومنهم:
محمد فاروس «موسوعة علماء العرب والمسلمين» وباقر أمين الورد «معجم علماء العرب» ومحمد حسان الطيان «اكتشاف مخطوطات علم التعمية» ويحى ميرعلم «ابن وحشية النبطي» وريادته فى كشف رموز هيروغليفية فى كتابه «المستهام فى معرفة رموز الأقلام» بحث منشور بمجلة مجمع اللغة العربية بمدشق ـ المجلد «97» الجزء «4».. كما دارت فى 2017 ندوة بمعرض القاهرة الدولى للكتاب بالمقهى الثقافى ناقشت الكاتبة سلوى بكر «من كتابات الأقدمين» كتاب «شوق المُستهام فى معرفة الرموز والأقلام» لـ «ابن وحشية النبطي» وتحدث فيها د.حجاجى إبراهيم أستاذ الآثار والفنون بجامعة طنطا، واستهل كلمته بالتأكيد على أن الكتاب موضوع المناقشة الذى كُتب فى العصر العباسي، ويُوضح المُصطلحات الهيروغليفية والهندية وغيرها وما يُقابلها بالعربية. ويمكن أن نعتمد على ما توصل إليه الباحث الدكتور عكاشة الدالى بعنوان «اكتشاف العلماء العرب فى العصور الوسطى.. ويتمثل الإنجاز الرئيسى لابن وحشية فى مجالين: أولاً تعرفه على عدد كبير من حروف الكتابة المصرية مع توصله إلى القيمة الصوتية الصحيحة لبعضها.
ثانياً: أن بعض الأشكال الهيروغليفية هى مخصصات تستخدم لتحديد المعانى .
أن ابن وحشية النبطى كان الأول والأسبق فى فك رموز اللغة المصرية القديمة، بأكثر من الف عاما تقريباً من شامبليون، والحقيقة أن «ابن وحشية» لم يكتشف «حجر رشيد» لكنه اعتمد على دراسة ومقارنة العديد من النقوش والبرديات المصرية القديمة.. فى كتاب فهمى خشيم «العرب والهيروغليفية»، نقلاً عن محمد رشدى المصرى «8331 هجرية»: «سبق العرب علماء أوروبا فى حل رموز الخطوط القديمة.
إلى الحلقة الثالثة