واحة سيوة جنة الله على أرض مصر رغم بعد المسافة عن القاهرة ومشقة السفر إلا أنها تستحق لما تضمه من آثار وبحيرات وجبال الملح وعين كليوباترا وقلاع ومعابد وعيون مياه دافئة مالحة وكهوف ملح وتنوع بيولوجى وتميز وتنوع وتفرد واحة سيوة إلى جزء عبارة عن محمية طبيعية تحكمه قوانين حماية البيئة والقرارات التى تجرم الاعتداء عليها ولذا كان لابد من إدماج أهل محمية سيوة فى حمايتها والجزء الثانى هو سيوة التاريخ والحضارة والتراث محمية سيوة مساحتها ٠٠٨٧ كيلو متر مربع تنقسم لثلاثة قطاعات الحديث عن سيوة يجب أن يفرق بين سيوة الواحة وسيوة المحمية الطبيعية فتضم المحمية قلعة شالى وهذا الاسم لواحة سيوة باللغة الأمازيغية غير المكتوبة.
حالفنى الحظ فى زيارة سيوة فى إطار برتوكول التعاون الذى أبرمته الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة والدكتور محمود بكر رئيس جمعية كتاب البيئة والتنمية من أجل دعم الإعلام والصحافة بالمعلومات الموثقة من خلال زيارة المحميات الطبيعية والآثار والتعرف على التراث البيئى اصطحبنا فى هذه الزيارة محمد مصطفى مسئول التدريب والتوعية بوزارة البيئة واعد لنا برنامج الزيارة وقام بمرافقتنا للشرح إبراهيم باغى مدير محمية سيوة ووضح لنا ما تتميز به من تنوع ففى منطقة الجربة بها الكثبان الرملية والغزال الأبيض وسياحة السفارى والغابات المتحجرة ففى عام ٠١٠٢ بالتعاون مع جامعة متشيجن الأمريكية تم العثور على أكثر من ٠٧١ موقعاً للكائنات البحرية المتحجرة وأهمها حفرية أكبر حوت فى منخفض القطارة وأسنان سمك مما يعنى أنه كانت المياه والنهر موجود فى هذه المنطقة، كما تم اكتشاف أكثر من ٠٥١ موقعاً للحفريات لكائنات متنوعة والبيئات البحرية والصحراوية والنباتات وذلك لما تتمتع به واحة سيوة من تنوع ففيها البحيرات والعيون مثل عين فنطاس والكثبان الرملية على حدود بحر الرمال العظيم والحفريات فى الحبال والوديان والهضاب، مما أدى إلى تنوع الحياة البرية والنباتات والبيئات الرطبة وحجر الكرشوف الذى استخدمه السكان المحليون فى البناء وكان للأثريين الفضل فى اكتشاف الصحراء وأشهرهم الأثرى أحمد حسين.
التنوع البيولوجى كان واضحاً فيما تضمه سيوة من نباتات البالغ عددها ٨٣ نوعاً منها الرعوية التى تستخدم كغذاء للماعز والأغنام ولذا قامت وزارة البيئة من خلال إدارة المحميات بسيوة بتنظيم عمليات الرعى والتناوب على أماكنها لاستفادة المجتمع المحلى والحفاظ على النباتات بجانب نباتات المراعى هناك النباتات العطرية والطبية التى تستخدم محلياً فى علاج بعض الأمراض لما لأهالى سيوة خبرة متوارثة فى استخدام النباتات والأعشاب لعلاج الكثير من الأمراض بسبب بعدها عن المراكز الحضرية قديماً.. كما تضم أكثر من ٨٢١ نوعاً من الطيور بعضها مقيم والآخر مهاجر يأتى فى الفترة من نهاية شهر سبتمبر حتى نهاية شهر فبراير إضافة إلى الثعالب والزواحف والحية المقرنة وبعض الحيوانات مهددة بالانقراض مثل الضبع والأرانب البرية والورن والغزلان والنعام التى بدأت تتعرض منذ عام ٨٠٠٢ للانقراض والجربوع الصحراوى أما الفهد المنقط فقد انقرض لأنه لم يشاهد منذ أكثر من ثلاثين عاماً.
سيوة تضم ٠٣ محمية وبها جبل الموتى وقلعة آمون والإسكندر والمسجد العتيق وحصن أو قلعة شالى وجبل الدكرور الذى به جهة تستخدم للعلاج بالدفن فى الرمال بخطوات متوارثة وهناك حديث علمى عن نجاحها فى علاج أمراض الروماتيزم والمفاصل وموسم هذا العلاج يتم فى الصيف أما فى الشتاء راجت السياحة الداخلية وإن كان الأجانب خاصة الإيطالين والفرنسيين والألمان واليابانيين والصينيين أكثر زوار سيوة ومن المتوقع أن تزيد حركة السياحة بعد استكمال الطريق الجديد الذى سيساهم فى قصر المسافة واستكمال المرافق.
الكثير من المزارات التاريخية أنشئت كل لأسبابه ووفقاً للظروف التى أحاطت بسيوة فقلعة أو حصن شالى التى تأسست فى القرن ١١ الميلادى من أجل الحماية من غارات قطاع الطرق اللذين ليس لديهم موطن ثابت ويأتون من شمال البحر المتوسط للهجوم على الواحة والسطو على المحاصيل الزراعية المخزنة لدى أهل سيوة وكانت تحدث مواجهات راح ضحيتها رجال الواحة ولم يتبق منهم سوى ٠٤ رجلاً ولذا شيدوا حصن شالى ليحتموا به بطراز معمارى يتميز بالطرق الضيقة والنوافذ العالية والأبواب القصيرة وظل الوضع حتى عام ٣٢٨١ بعد تولى محمد على حكم مصر أرسل جيش بقيادة محمد بك الشماشرجى مدير مديرية البحيرة وحاصر القلعة واستسلم أهالى الواحة وأبرم معهم اتفاق حماية بموجبه يسدد أهل سيوة ٠٠٣١ ريال مصرى وحمولة مائة جمل من التمور للوالى العثماني.
ومن هنا بدأت الحكومة المصرية تأتى للواحة واستقر الأمن ونزل الأهالى من حصن شالى لبناء وتعمير باقى أجزاء سيوة ولم يحتاجوا إلى البقاء فى حصن شالى الذى لم يكن به سوى باب واحد للدخول والخروج ولم يصبحوا فى حاجة لأن تكون منازلهم من حجرة واحدة بل تمسكوا فى البناء بمادة الكرشيف والطين وورق الزيتون وجذوع النخيل للأسقف وشيدوا جامعهم الكبير الذى مازال حتى يومنا تقام فيه الصلاة خاصة صلاة الجمعة وبالتعاون بين المصريين والإيطاليين تم ترميم قلعة شالى والطرق والمبانى مع الحفاظ على سماتها التاريخية لتصبح من أهم المزارات السياحية وتعبر عن سيوة القديمة.