مهرجان الجونة السينمائى لا يرفع فقط شعار سينما من أجل الانسانية، لكن أيضا رفع شعار السينما والمرأة، فيوجد اكثر من فيلم يطرح قضية بطلتها امرأة وقصص متنوعة غير متشابهة بالمرة، مما يجعل للمرأة نصيب الأسد فى الدورة السابعة من مهرجان الجونة السينمائى المستمر حتى الأول من نوفمبر القادم.
أبرز هذه الأفلام «شكرا انك تحلم معنا» اخراج ليلى عباس، وهو أول فيلم فلسطينى ينافس فى المسابقة الرسمية لمهرجان لندن السينمائى التابع لمعهد السينما البريطانى، وحظى الفيلم باستقبال حافل من الجمهور وانقاد عقب عرضه العالمى الأول بالمهرجان، فى عرضين كاملى العدد.
أيضا الفيلم هو آخر فيلم فلسطينى تم تصويره داخل الضفة الغربية، انطلق عرضه الافتتاحى بحضور كل من المخرجة ليلى عباس والمنتجة روشاناك بيهيشت نيدجاد والممثلين ياسمين المصرى وآدم خطار، وعلاء كركوتى وماهر دياب الشريكين المؤسسين فى شركة MAD Solutions الموزعة للفيلم، بالإضافة إلى عدد كبير من ممثلى الصحافة والشخصيات العامة.
ثم جاء عرضه الاول بالعالم العربى من خلال مهرجان الجونة السينمائى فى دورته السابعة، ضمن مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، ، ثم عرضه الأوروبى الأول بمهرجان سالونيكى السينمائى الدولى باليونان ضمن مسابقة Meet The Neighbors+.
يتابع الفيلم قصة مريم ونورا اللتين توفى والدهما تاركًا إرثًا كبيرًا من المال، فتخطط الشقيقتان للاستحواذ على الميراث قبل أن يعلم أخوهما بوفاة الأب لأنه شرعًا وقانونًا سيرث نصف التركة، وهو ما ترى فيه الأختان ظلمًا لهما.
الفيلم من تأليف وإخراج ليلى عباس، من بطولة ياسمين المصرى وكلارا خورى وكامل الباشا وأشرف برهوم، ومدير تصوير كونستانتين كرونينج ومونتاج هبة عثمان.
الفيلم يطرح قضية شرعا وقانونا غير مقبولة ولكن المخرجة نجحت طوال الفيلم انك تورطك معهما وفى مشكلتهم للتعاطف معهما ولا تحكم عليهما بشكل غير إنسانى.
نتعرف على الشخصيتين ونعلم أن الأختين ليستا على وفاق منذ الصغر، وحتى مباشرة الأب المريض الأخت الصغرى نورا تتحدث دايما على انها الوحيدة لوالدها لأنها عزباء وليس لديها أسرة.
والخلاف والاختلاف بين الأختين اختفى شيئا فشيئا حينما تم الاتفاق على أخذ أموال الأب الذى توفى فجأة، فى محاولة لحماية انفسهما من الزمن ومن الأخ الذى لا يفكر غير فى مصلحته.
الفيلم الآخر هو الفيلم الإسبانى «سلاما يا ماريا» اخراج مارا كول، وهو فيلم عن ماريا، أم وكاتبة جديدة، تعيش حالة نفسية مزعجة بعد ولادتها لأول طفل تجعلها احيانا ترغب فى قتله بسبب امرأة أغرقت توأمها الرضيعين، وتجعلها تعيش فى كوابيس ليل ونهار، ومن اول وهلة الفيلم يضع المشاهد فى حالة من التوتر ، ويطرح السؤال هل ستفعلها وتقتله؟
عناصر الفيلم جميعها تؤهلك لذلك التمثيل الذى أتقنته الممثلة الإسبانية لورا ويسماهار التى يكفى ان تنظر لوجهها وعيونها لتعرف مدى المعاناة والضيق النفسى الذى ينهش روحها ويجعلها بين نارين ان تحافظ على رضيعها او تقتله وترتاح من حياتها التى أصبحت متوترة وعصبية بسبب بكاءه المستمر، فهى غير مستعدة لمسئوليات الأمومة.
وموسيقى الفيلم كانت عنصرا هاما عكست بشكل كبير ما تشعر به ماريا، معظم الوقت الموسيقى صاخبة كما لو انها ترمز لدقات قلبها السريعة التى تدل على حالتها النفسية غير المستقرة والتى تجعلك متأهب لحدوث كارثة.
الفيلم تم عرضه فى المسابقة الرسمية لمهرجان لوكارنو السينمائى 2024 ، وفاز بجائزة افضل فيلم.
الفيلم الثالث هو الفيلم الفرنسى «المملكة» من الافلام التى عرضت فى مسابقة «نظرة ما» فى مهرجان كان السينمائى الأخير ، وهو أول فيلم روائى طويل للمخرج الفرنسى جوليان كولونا.
الفيلم متأثر كثيرا بفيلم «الاب الروحى» حتى ان احدى الشخصيات تحمل نفس الاسم. تدور أحداث الفيلم فى كورسيكا عام 1995، فى الوقت الذى دمرت فيه الحرب بين الجماعات القومية وعائلات الجريمة الجزيرة، ويركز الفيلم على عشيرة مافيا واحدة يحيط بها الأعداء من جميع الجهات وتحتاج إلى البقاء بأى وسيلة ضرورية. رئيس تلك العشيرة هو دون كورليونى الذى يرتدى ملابس غير رسمية ويدعى بيير بول، ويحتاج إلى الحفاظ على قيادته وحماية ابنته المراهقة ليسيا، أثناء فرارهم من رجال الشرطة ورجال العصابات. على حد سواء.
السيناريو كما ذكرنا به لمحات كثيرة من فيلم الأب الروحى – ولكن بوجهة نظر فتاة صغير فى عمر المراهقة والدتها متوفاة ، ولا تعرف حقيقة والدها الذى يقود جماعة ارهابية، ودائما كانت لا ترغب للذهاب والعيش معه لكن فى النهاية حينما تضطر مرغمة لذلك، تكتشف كل شىء بل تعيش أحداثاً تغير منها ومن شخصيتها، وينتهى بها الأمر فى السير على خطاه.