إسرائيل.. فى سباق دائم مع الحرب ومن أجل الحرب وإشعال دائم فى المنطقة.. وتتعمد البحث عن الحرب القادمة.. قبل أن تتوقف نيران الحرب القائمة فى غزة.
بطبيعة الوجود والنشأة.. نجد أن إسرائيل قد أقيمت من العدم.. بالحرب.. وتعيش على الحرب وبالحرب.. ومن أجل الحرب والتوسع.. والامتداد بحدودها إلى أبعد نقطة يمكن أن يصل إليها الجيش الإسرائيلي.. كما كان يقول ديفيد بن جوريون.. مؤسس دولة إسرائيل.. هكذا.. تتعجل إسرائيل إشعال نيران الحرب القادمة.. قبل إطفاء نيران الحرب القائمة فى غزة.. وعلى مدى الأسابيع الماضية.. تحدثت صحف العالم عن حرب إسرائيل القادمة.. الشاملة مع حزب الله اللبناني.. أو حتى مع إيران.. ويتحايل تجار الحرب فى تل أبيب.. بكافة السبل لإشعال حرب الغد.. قبل أن تتوقف نيران حرب الأمس واليوم فى غزة.. وحرب الاستنزاف الممتدة مع حزب الله فى لبنان..ويبدو انفجار الصاروخ الغامض فى مجدل شمس بالجولان السورية.. مجرد ذريعة.. كانت تنتظرها إسرائيل لإشعال الحرب الواسعة ضد لبنان.
وقد هدد بنيامين نتنياهو بسرعة الرد الانتقامى الخاطف ضد حزب الله خلال زيارته لمدينة «مجدل شمس» بالجولان المحتلة.. وانضم جنرالات وقادة إسرائيل إلى نتنياهو.. فور عودته من واشنطن.. وارتفعت أصواتهم بالتهديد والانتقام من حزب الله وكانت أول عمليات الاستهداف لحارة فى ضاحية جنوب لبنان.. رغم أن الحزب نفى رسميا أنه أطلق أى صواريخ على مجدل شمس.
صحف إسرائيل تدعى أن حزب الله يحاول الهروب والتنصل من المسئولية.. لكن دون جدوي.. إسرائيل تبدو عازمة بكل قوة على إشعال الحرب الجديدة فى لبنان قبل إطفاء الحرب المشتعلة ضد الشعب الفلسطينى فى غزة.
ويتحدثون فى تل أبيب.. عن «بنك الأهداف» لدى جيش الدفاع الإسرائيلي.. الذى يحدد الأهداف اللبنانية.. التى يمكن للطائرات الإسرائيلية تدميرها فى أى ضربة انتقامية قادمة خلال الساعات القادمة.
الصحف الإسرائيلية تتعجل الانتقام.. وتقول لا يعقل أن تمضى 84 ساعة دون أن يرد الجيش الإسرائيلى على انفجار «مجدل شمس».. وتؤكد أن قائمة الأهداف التى يمكن تدميرها تشمل إشعال الحرائق فى خزانات الوقود الرئيسية فى بيروت ولبنان.. وتدمير محاور الطرق والكبارى والجسور الرئيسية فى لبنان.
وتدمير البنية الأساسية المدنية فى بيروت وحتى محطة الكهرباء الرئيسية ويمكن تدمير قواعد الجيش اللبناني.. وطبعا تبقى مخازن السلاح الرئيسية لميليشيات حزب الله هى الهدف الاستراتيجى الأول فى بنك الأهداف الإسرائيلي.. خصوصا مخازن الصواريخ بعيدة المدى دقيقة التوجيه.. ومواقع اطلاق الطائرات المسيرة.
تل أبيب تتحدث حاليا.. أن الوقت يمضى ودقات الساعة تدمر بلا توقف وإسرائيل لم تفعل شيئا ولم توجه بعد ضربة الانتقام لميليشيات حزب الله.. وهذا لا يمكن قبوله أو احتماله لدى المواطن الإسرائيلي.
الانتقام والردع
ويؤكد خبراء الحرب فى إسرائيل أنه فى الشرق الأوسط.. إذا لم تقم إسرائيل بالضربة الانتقامية المنتظرة فى التوقيت المناسب.. فإنها تخسر قدرتها على الردع فورا.. وتظهر سريعا أعراض الضعف السياسى والعسكرى على إسرائيل. وهنا قد تشعر إيران بالنصر.
ويبقى السؤال.. هل تقوم إسرائيل بتوجيه ضربة انتقامية إلى حزب الله فى ضاحية بيروت الغربية.. المقر الرئيسى للحزب.. هل تشتعل الحرب وتمتد بعيدا.. وتضطر إسرائيل لتوجيه ضربة لإيران ذاتها، كل الاحتمالات واردة.. وكل السيناريوهات مفتوحة وممكنة!!
ويعترف الإسرائيليون أنه رغم كل التهديدات بالانتقام.. إلا أن إسرائيل لن تغير من سياسة «احتواء» حزب الله.. خلال معارك حرب الاستنزاف اليومية معه.
لكن معادلات الحرب تؤكد أن أى ضربة انتقامية إسرائيلية قد تؤدى لحرب شاملة ضد لبنان.. خلال ساعات أو أيام.
وقد حددت قيادة جيش الدفاع الإسرائيلى أهدافها بضرورة توجيه ضربة انتقامية غير مسبوقة لحزب الله فى لبنان هكذا تبقى أبواب جحيم التصعيد والحرب الشاملة مفتوحة بلا حدود.
هكذا.. نكتشف أن عواصف الحرب هى أقذر صناعة إسرائيلية وقد تفوقت إسرائيل دائما.. فى صناعة عواصف الحرب فى الشرق الأوسط.. بهدف التوسع.. واحتلال المزيد من الأراضى العربية بالقوة المسلحة.
وهذا هو السر الرهيب وراء الجنون الإسرائيلى بالحرب وإراقة الدماء.. لأن الحرب.. هى لعبة تجار الحرب فى المشروع الصهيونى الإسرائيلى فى فلسطين.
وتدعى إسرائيل دائما.. أنها تحت حصار حلقة النيران الإيرانية من كل اتجاه فى الشرق الأوسط.. مع أن إسرائيل دائما.. هى صاحبة المبادرة بالحرب.. وتفضل دائما الحرب الاستباقية للردع والتوسع.. والمثير للدهشة أن سياسات إسرائيل تخالف تماما القواعد والأسس الاستراتيجية للأمن القومى لأى دولة طبيعية فى العالم وتؤكد هذه الأسس والقواعد أنه من الحماقة أن تقيم أى دولة فى العالم.. علاقات عداء مع الدول المجاورة لها على كل خط من خطوط حدودها الخارجية.
لكن إسرائيل ليست دولة طبيعية.. فقد أقيمت بمؤامرات الحرب الدولية.. وهى تعيش على الحرب وبالحرب ومن أجل الحرب والتوسع واكتساب المزيد من أراضى الغير بالقوة.
بهذا تعيش إسرائيل على الحرب مع جيرانها الرئيسيين المباشرين فى سوريا ولبنان.. وحتى الجار الأبعد فى إيران.
ويشعر الإسرائيليون بأن سحب الغموض السوداء تغطى سماء العالم.. وأن حالة من انعدام اليقين.. تسود الولايات المتحدة بريطانيا وحتى فرنسا وألمانيا.. وكل دول أوروبا الحليفة لإسرائيل.
وبعد التصعيد الجديد مع حزب الله.. بدأ الإسرائيليون يتساءلون فى لهفة.. إلى من تتوجه إسرائيل.. بحثا عن الدعم والتأييد بالمال والسلاح.. إسرائيل أصبحت شبه معزولة بعد جرائم الحرب فى غزة.
وقد هبت رياح التغيير على أمريكا.. وأصبح الرئيس الأمريكى جو بايدين.. مثل البطة العرجاء فى البيت الأبيض فى حالة عجز تام عن اتخاذ أى قرار.. بعد خروجه من سباق انتخابات الرئاسة الأمريكية.
والسيدة كامالا هاريس.. المرشحة الديمقراطية الجديدة للرئاسة قاطعت خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلى نتنياهو أمام الكونجرس.. بما يؤكد الموقف الغامض للسيدة كامالا هاريس تجاه إسرائيل وقد نجحت حتى الآن فى جمع 200 مليون دولار لتمويل حملتها الانتخابية.
وحتى المرشح الجمهورى دونالد ترامب.. الذى يؤكد دائما أنه أكبر مؤيد لإسرائيل فى تاريخ كل رؤساء أمريكا.. إلا أن صحف إسرائيل حاليا ترى فى ترامب.. شخصية زئبقية متغيرة.. لا يمكن الاعتماد عليها.. لأنه يطالب بتدمير حماس.. وبسرعة إنهاء الحرب على غزة.
ووسط سحب الحرب السوداء فى سماء إسرائيل.. فوجئ العالم بالرئيس التركى رجب أردوغان.. يهدد بغزو إسرائيل ودخول الجيش التركى إلى أراضيها.. أحدثت تهديدات أردوغان لفتة كبرى داخل تل أبيب.
يؤكدون فى تل أبيب أن تهديدات أرودغان بغزو إسرائيل عبارة عن تصريحات ملتهبة.. تؤكد إلى زيادة أجواء التصعيد العسكرى الإقليمى فى الشرق الأوسط.. وطالبت صحف إسرائيلية بإدانة تصريحات أردوغان فى كل عواصم أمريكا وأوروبا.
بل وارتفعت أصوات صاخبة فى أوروبا تطالب بطرد تركيا من عضوية حلف الناتو.
والآن.. يتواصل التدهور فى الحرب الإسرائيلية الغاشمة ضد الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة.. فيما أصبحت الحرب الإسرائيلية الشاملة ضد حزب الله فى لبنان جاهزة للانفجار فى أى لحظة.
وذكرت «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية أن أردوغان ألقى فجأة بالقبعة فى «حلقة نيران الحرب» المحيطة بإسرائيل من كل اتجاه.. صحيح لم يحدد أردوغان كيف يمكنه غزو ودخول إسرائيل.. ولم يحدد كيف يمكنه التدخل فى الحرب.. ولم يحدد أردوغان كيف يمكنه اللعب بأوراقه فى لعبة الحرب الإسرائيلية؟!!
قالت جيروزاليم بوست.. إن إسرائيل ليست سوريا أو ليبيا أو ناجورنو كاراباخ.. ولم تواجه تركيا جيوشا.. مثل الجيش الإسرائيلي.. بقوته وأسلحته وجاهزيته للحرب.
ذكرت صحيفة «لوموند الفرنسية» أن باريس وواشنطن تبذلان جهودا دبلوماسية كبرى لمنع التصعيد.. ومنع مخاطر الحرب الشاملة بين إسرائيل وحزب الله وفى لبنان.
وتردد أيضا أن أمريكا تحاول إقناع حزب الله بعدم الرد الحاد على أى ضربة انتقامية إسرائيلية.
لكن الأجواء السائدة فى تل أبيب.. تؤكد أن إسرائيل قد استعدت فعلا.. لانفجار الحرب القادمة ضد حزب الله فى لبنان وصحف إسرائيل تتوعد حتى إيران بالحرب.. إذا حاولت التدخل إلى جانب حزب الله.. ضد إسرائيل.
وهناك من يرسمون فى «كيرا» مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية فى تل أبيب.. جنرالات ليس لديهم ما يفعلونه سوى التخطيط للحرب الإسرائيلية القادمة وهناك مشاهد وسيناريوهات وأهداف وأطماع كبرى وراء هذه الحرب الإسرائيلية القادمة.. التى يمكن أن تنفجر فى أى لحظة.. حتى قبل إنهاء الحرب القائمة فى غزة.
ويدعى جنرالات الجيش الإسرائيلى أنهم مستعدون للرد على انفجار مجدل شمس الذى أدى لمقتل 12 طفلا فى ملعب لكرة القدم.
وحدد جنرالات الجيش الإسرائيلى البدائل المتاحة لسيناريوهات هذه الحرب الدموية القادمة.. وأكد الجنرال أورى جوردين قائد المنطقة الشمالية الإسرائيلية.. المواجهة للبنان.. أن جنرالات الجيش الإسرائيلى لا ينتظرون قرارات مجلس الحرب الإسرائيلي.. وقد بدأنا فى القيادة الشمالية منذ ليلة الأحد الماضى سلسلة من الاجتماعات لتقدير الموقف العسكرى أمام حزب الله بالتنسيق مع هيئة الأركان الإسرائيلية فى تل أبيب.
وتشارك القوات الجوية والبحرية الإسرائيلية فى إعداد بدائل وسيناريوهات الحرب القادمة.
ومن بين هذه البدائل.. القيام بهجوم برى واسع على حزب الله.. أهدافه.. ومواقعه.. مع العمل على توفير الحماية لنقطة الضعف الإسرائيلية الجديدة.. وهى المراكز السكانية فى تل أبيب وحيفاء والقدس الغربية وبئر سبع.
واعترف الجنرال جوردين بأن قواته قد قامت بالتدريبات الواجبة على خطة الحرب ضد حزب الله.. وكيف يمكن لإسرائيل إحباط خطة حزبالله للتوغل داخل شمال إسرائيل واحتلال منطقة الجليل.
وقد عقد الجنرال هيرتس هاليقى رئيس الأركان الإسرائيلية اجتماعا لتقدير الموقف مع رئيس جهاز الأمن الداخلى الإسرائيلى رشيد بيت لدراسة مخاطر قيام حزب الله باطلاق كثيف للصواريخ على المدن والمنشآت المدنية الإسرائيلية فى المياه والكهرباء.
ولا تستبعد إسرائيل احتمالات وجود خلايا نائمة لحزب الله سواء فى الضفة الغربية والقدس العربية.. أو حتى داخل إسرائيل ذاتها.
وهناك نوعية جديدة من الصواريخ الإيرانية الدقيقة لدى حزب الله.. يمكن أن تصل إلى تل أبيب وأى مكان داخل إسرائيل من الشمال وحتى أقصى نقطة فى الجنوب.
ووسط كل هذه التطورات المفاجئة.. هددت تركيا بالتدخل المباشر ضد إسرائيل ودخول الأراضى الإسرائيلية.
ويؤكدون فى تل أبيب أن إيران وتركيا.. يتفقان على شيء واحد هو دعم وتأييد حركة حماس الفلسطينية لكن تركيا لا تؤيد حزب الله. لكنها ترفض أن يتعرض لبنان للدمار بنيران الضربات الانتقامية الإسرائيلية.
ويتحدثون فى إسرائيل عن الرئيس أردوغان باعتباره يهدد باستخدام القوة ضد إسرائيل.. ربما للفوز بالمزيد من التأييد الشعبى فى الداخل التركي.. لكن تهديداته قد تكون ورقة سياسية تستهدف الحد من التوتر الإقليمى فى الشرق الأوسط ومنع التصعيد.
لابد أن تلتزم إسرائيل بالحذر.. كما يقول جنرالاتها.. ويتم أخذ تهديدات أردوغان بالجدية الواجبة.
وقبل انفجار «مجدل شمس» فى الجولان السورية.. تحدثت الصحف الأمريكية الكبرى عن «حرب إسرائيل القادمة» وذكرت مجلة فورين أفيرز الأمريكية أن الضغوط تتزايد فى الداخل الإسرائيلى للدخول فى حرب شاملة واسعة ضد حزب الله اللبنانية وهذه الضغوط.. تنطوى على مخاطر وتهديدات كبري.. لأن المواطن الإسرائيلى تبددت ثقته فى قدرة الجيش الإسرائيلى على حماية تل أبيب والمدن الإسرائيلية الكبري.
هكذا.. اقتربت إسرائيل بشدة من الحرب الأوسع والأشد عنفا مع ميليشيات حزب الله.. وربما ضد إيران أو ميليشيات المدنى فى اليمن.
بعد 9 شهور من الحرب الإسرائيلية القذرة ضد الشعب الفلسطينى فى غزة.. بكل ما فيها من جرائم الحرب والإبادة تتعجل إسرائيل اليوم الدخول فى الحرب القادمة.
فقد سقط 04 ألف شهيد فلسطينى اليوم.. إسرائيل تخطط منذ يونيو الماضى للهجوم الشامل على ميليشيات حزب الله فى لبنان.. وفى المقابل نجد أن حسن نصر الله يهدد بالتوسع فى ضربات الصواريخ والمسيرات ضد المدن والمستوطنات الإسرائيلية.
ومن المؤكد أن سيناريو مثل هذه الحرب.. سوف تكون له تداعيات ونتائج هائلة فى جميع أنحاء الشرق الأوسط.
فى هذا المناخ.. تدرك إسرائيل جيدا أن الولايات المتحدة الأمريكية الحليف الأكبر لإسرائيل.. تعيش فى أجواء انعدام الاستقرار السياسى الشامل.. وهى تقترب من الفترة الحاسمة فى انتخابات الرئاسة الأمريكية.
وبالتأكيد.. فإنه لا يمكن إنهاء مثل هذه الحرب القادمة سريعا وليس من السهل أن تتمكن إسرائيل من تحقيق نصر حاسم فى هذه الحرب.. وقد انتهى فعلا.. عصر النصر الحاسم فى أى حرب فى العالم كله.
التداعيات النتائج على إسرائيل يمكن أن تكون خطيرة للغاية فقد تحاول إسرائيل مفاجأة حزب الله بضربة استباقية غير مسبوقة لكن إسرائيل ذاتها قد تتعرض لمفاجأة عسكرية صاعقة أشد وأقوى من مفاجأة هجوم حماس فى 7 أكتوبر الماضي.
وهناك حقائق عسكرية محددة قائمة فى إسرائيل حاليا.
أولا.. أن الدفاعات الجوية الإسرائيلية لا يمكنها تحقيق الأمن الكامل للمدن والمستوطنات الإسرائيلية بدون دعم كامل من القوات والأساطيل الأمريكية الأوروبية بالشرق الأوسط.
ويحذر الخبراء العسكريون الأمريكيون من مخاطر أى حرب إسرائيلية ضد حزب الله فى لبنان.. ويؤكدون أنه لعبة عسكرية وسياسية إسرائيلية بالغة الخطر.. لأن حزب الله يمتلك أكثر من 051 ألف صاروخ بعيد المدى دقيق التوجيه يمكنها الوصول إلى تل أبيب وأى مكان داخل إسرائيل حتى إيلات فى أقصى الجنوب.
وقد فشلت إسرائيل فعلا فى تجربة الحرب ضد حزب الله فى عام 6002 فماذا يمكن أن يحدث حاليا وقوة حزب الله تعادل قوته السابقة عشرات المرات.
وتؤكد تقديرات قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية أن الحرب الشاملة مع حزب الله.. سوف تؤدى لتعرض إسرائيل لوابل من الصواريخ ويزيد على ثلاثة آلاف أو خمسة آلاف صاروخ يوميا.. بما يفوق قدرة الدفاع الجوى الإسرائيلى على إسقاطها أو اعتراضها ومثل هذا التهديد العسكرى الكاسح بالصواريخ والمسيرات الانتحارية يفوق قدرة أى دفاعات جوية أمريكية وأوروبية وليس الدفاعات الجوية الإسرائيلية فقط.
بصعوبة.. سوف تسعى إسرائيل لحماية قواعدها الجوية والعسكرية الرئيسية ومنشآت البنية الأساسية فى المياه والكهرباء وآبار الغاز الطبيعى فى البحر المتوسط.. ومصفاة تكرير البترول الرئيسية فى حيفا ولابد أن يبقى معظم سكان إسرائيل فى الملاجئ تحت الأرض لفترات طويلة وهذه من المخاطر الكبرى لأى حرب شاملة مع حزب الله لم يسبق له لإسرائيل أن تعرضت لها فى أى حرب.
ومن الواضح أن أمريكا لا تريد مثل هذه الحرب.. ويوجد فى واشنطن من يدعو إسرائيل لضبط النفس بعد انفجار مجدل شمس الغامض.. وباريس تدعو أيضا حزب الله لضبط النفس.. وحتى إيران لا تريد الحرب.. وتحذرر إسرائيل حاليا من اللعب بالنار.. نار الحرب التى تشعلها إسرائيل فى كل اتجاه بالشرق الأوسط.
لكن فى الداخل الإسرائيلى يوجد من يحاولون إغراء صانع القرار الإسرائيلى بالحرب الشاملة ضد حزب الله.. مع أن مثل هذه الحرب قد تكون مدمرة خاصة أنه يمكن لإسرائيل أن تخطط لبدء الحرب لكن إسرائيل لا يمكنها التخطيط لإنهاء أى حرب قد فشلت فعلا حتى الآن فى تحديد أى خطة لإنهاء الحرب المدمرة فى غزة.
لقد استعدت إسرائيل للحرب طويلا ضد حزب الله.. ولا يمكن لإسرائيل أن تنسى أنها تعرضت لمفاجأة استراتيجية كاملة ومزلزلة خلال هجوم حماس فى 7 أكتوبر 2027.
وأى حرب جديدة واسعة ضد حزب الله.. سوف تنطوى على مفاجآت استراتيجية كبرى أخطر وأشد وطأة من هجوم حماس..
وتدرك إسرائيل جيدا أنها تقع تحت حصار «حلقة النار» الإيرانية من كل اتجاه.. من غزة إلى لبنان.. وحتى سوريا والعراق واليمن وحتى إيران ذاتها على الخليج العربي.
وكل الميليشيات التابعة لإيران.. تمتلك حاليا القدرة على ردع إسرائيل.. بصورة لم تكن متوفرة من قبل.. لا يمكن لإسرائيل أن تتجاهل ضد الواقع العسكرى المدمر.
وقد قامت إسرائيل فعلا بحشد أكثر من ثلاث فرق عسكرية وعشرات الآلاف من الجنود.. استعدادا للحرب ضد حزب الله فى الشمال ويؤكد الخبراء العسكريون أن إسرائيل لن تتمكن من تحقيق النصر فى أى حرب شاملة قادمة ضد حزب الله.
ويعترف جنرالات القادة العسكرية فى إسرائيل أنه بعد هجوم حماس بـ 24 ساعة كان يمكن لحزب الله القيام بهجوم جديد فورى على شمال إسرائيل.. وأن حزب الله كان يمكنها التوغل الشامل فى مختلف أنحاء تلال الجليل بالشمال.. والوصول حتى إلى حيفا على بعد 26 ميلا فقط من الحدود مع لبنان.. وربما التوغلل لما بعد حيفا وفى ذلك الوقت ان جنرالات الجيش الإسرائيلى فى «كيرا» يبكون مثل النساء.. خلال هذه الساعات من شدة الصدمة والخوف.. الصدفة من هجوم حركة حماس المدمر.. والخوف من خطر هجوم كاسح متزامن فى الشمال من جانب حزب الله.
ويقول الخبير العسكرى الإسرائيلى إزاك بيرك إنه لم يكن بقدرة أحد وقف مثل هذا الهجوم من جانب حزب الله فى الشمال.. إلا الجيش الأمريكى فقط.
وقد وجه إيزاك بيرك اتهامات خطيرة إلى رئيس الأركان الإسرائيلى الجنرال هيرتى هاليفي.. وقال إنه يقود الجيش الإسرائيلى للانهيار.. والمذهل أن يلقى الدعم من بواف جالانت وزير الدفاع ونتنياهو رئيس الوزراء وقال إن الجنرال هاليفى يدمر الجيش الذى يقوده سواء بوعيى أو بدون وعى وكأن هاليفى وجالانت ونتنياهو يقومون بعملية مشتركة.
ويعترف الإسرائيلى آيان هيرشى بأن رئيس الوزراء الإسرائيلى نتنياهو.. يحاول دفع أمريكا للتورط مع إسرائيل فى حرب شاملة ضد إيران.. مع أن مثل هذه الحربب لا يكن أن يتحقق فيها النصر على إيران.
ويؤكد أن نتنياهو أوضح أمام الكونجرس الأمريكى أن إيران تخطط للحرب ضد إسرائيل أولا.. لكن أمريكا هى الهدف التالى لأى حرب إيرانية.. وقال إن إسرائيل تدافع عن أمريكا والغرب.. فى الشرق الأوسط.
وذكرت التقارير الواردة من إسرائيل خلال الساعات الماضية أن الاستعدادات العسكرية الإسرائيلية قد وصلت إلى أعلى نقطة.. للقيام بضربة انتقامية ضد حزب الله فى لبنان الطائرات المقاتلة الإسرائيلية فى أعلى درجات الجاهزية بالعشرات للقيام بغارات جوية شاملة على حزب الله مع ذلك لم يتم بعد إخلاء مستوطنات رئيسية فى الشمال مثل معالوث ونهاريا.
وقد عقد نتنياهو اجتماعا فوريا بمجرد عودته من واشنطن مع كبار الجنرالات وقيادات مجلس الحرب لتقدير الموقف ومناقشة سيناريوهات الرد الانتقامى الإسرائيلي.
أكد مصدر أمنى إسرائيلى رفيع أن الانتقام الإسرائيلى سيكون سريعا وعنيفا جدا.. وقد يؤدى لعدة أيام من المعارك على الحدود بين إسرائيل ولبنان.. وقد يقوم حزب الله بردد انتقامى وقصف ميناء حيفا الإسرائيلى بالصواريخ.
واعترف الإسرائيلى «إرفان كارد» بأن الولايات المتحدة هى الحليف الأول والوحيد تقريبا لإسرائيل فى العالم.. لكنها لا تريد الوقوف ضد جحيم نيران الحرب التى تحاصر بها إيران.. إسرائيل من كل اتجاه فى الشرق الأوسط.. وقال أمريكا.. وحتى دول أوروبا الكبري.. ليس لديها أية خطط لتغيير النظام الحاكم فى إيران من الداخل كما فعلت فى سوريا والعراق وليبيا واليمن.
واليوم سواء.. أصبحت أمريكا بعد انتخابات الرئاسة فى 5 نوفمبر القادم تحت قيادة كامالا هاريس أو دونالد ترامب.. فإن جحيم الصراع والحروب التى تشعلها إيران سوف يزداد اشتعالا فى كل أنحاء الشرق الأوسط.
ولا أحد يدرى من هو الرئيس الأمريكى القادم.. سواء السيدة هاريس.. أو دونالد ترامب يبقى هناك واقع أسود لا يمكن إسرائيل الفرار منه خصوصا لو تحولت إيران إلى قوة نووية وهذا هو أكبر خطر يهدد السلام العالمى فى القرن الحادى والعشرين.
وذكرت الصحف الأمريكية أن إسرائيل تشير إلى برنامج إيران النووى وهى تهدد يوميا باحتمالات قيامها باستخدام ما لديها من أسلحة نووية فعلا ضد أى خطر يهدد وجود بقاءها فى الشرق الأوسط.
وأكدت مجلة تايم الأمريكية أثناء وجود نتنياهو فى واشنطن أن الوقت قد حان كى تعيد الولايات المتحدة الأمريكية النظر فى علاقاتها الخاصة مع إسرائيل.. وضرورة الالتزام بتقديم الدعم المالى والعسكرى بالسلاح والتكنولوجيا لضمان استمرار بقاء ووجود إسرائيل.. رغم تورط إسرائيل الدائم فى الحروب الإقليمية فى الشرق الأوسط وكل هذه الحروب أصبحت تهدد المصالح الأمريكية الواسعة فى العالم العربى ومنطقة الخليج.
أكدت مجلة تايم أن الوقت قد حان كى تواجه أمريكا الواقع والحقيقة المريرة لأن تأييد أمريكا المطلق لإسرائيل فى الحرب على غزةلا يخدم المصالح الأمريكية ويعوض فرص السلام والاستقرار الإقليمى وقالت لن نتحدث عن الخسائر البشرية الفادحة فى قطاع غزة.