أتصور أن الاحتفال بذكرى تحرير سيناء هذا العام يختلف عن كل الأعوام الماضية.. هذه البقعة المقدسة من أرض مصر التى كلم الله سبحانه وتعالى نبيه موسى عليه السلام.. كانت موضع اهتمام المصريين وقادتهم على مر الأزمان والعقود.. ليس فقط لأنهم يدركون قيمتها الربانية الغالية التى خصها الله وأضفى عليها من نفحاته وجلال عظمته.. ولكن شاءت الإرادة الإلهية ان تكون هذه الأرض بموقعها الجغرافى والتاريخى موضع اطماع ونهم إنسانى سافر من غير أصحابها الذين عاشوا على ترابها وتفاعلوا مع تراثها الحضارى واستثمروا بقدر امكاناتهم وظروفهم ثرواتها وكنوزها ليزيدوها خصوصية ويجعلوا منها ساتراً حافظاً لأرض الكنانة مصر.
تصد عن أبنهائها الغزاة والكارهين منذ عصر أحمس فى مصر الفرعونية وحتى عصور قادتها المعاصرين بدء من الرئيس جمال عبدالناصر وحتى الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى تكشفت فى عهده منذ أحداث طوفان الأقصى فى أكتوبر من العام قبل الماضى تلك الصفاقة والبجاحة الإسرائيلية.. هذا المخطط غير الجديد لطرد الفلسطينيين من أرضهم وتوجيههم تحت ضغط القتل والتشريد والابادة الجماعية صوب سيناء لتخلو لهم الأرض الفلسطينية بأكملها لإقامة دولتهم التوسعية بما يتخيلونه من أباطيل دينية ومغالطات تاريخية تصل إلى حد الخرافات والخزعبلات.
>>>
لذا أعتقد أن الاحتفال بالذكرى الثالثة والاربعين لتحرير سيناء يمثل علامة فارقة فى تاريخ المصريين ربما تكون على نفس الدرجة من الأهمية فى احتفالنا بهذه الذكرى بعد عملية تطهير سيناء من الإرهاب والإرهابيين فى عام 2018 بعدما نجح جيش مصر الصلب وشرطتها الباسلة برجالها الأبطال وشهدائها الأبرار من دحر الإرهاب وعناصره وفلوله بكل اجناسهم وشرورهم لكى تبدأ فى نفس الوقت تنمية سيناء وإقامة مشروعاتها العمرانية وكان اعظمها قطار الفردان الذى يجرى على قضبانه يحمل أهل سيناء فى أمن وأمان فى اشارة واضحة للعالم بأسره إلى نجاح مصر فى تخليص أرضها فى كافة البقاع من أهل الشر الذين يريدون بسط اذرعهم وتجاربهم المشكوك فى امرها فى دول أخرى فى المنطقة من المستحيل ان تكون مصر بخصوصيتها وثقافتها وعقيدة شعبها واحدة منها.
لقد كانت وقفة مصر القوية طوال العام الماضى وثبات قائدها المخلص الأمين على مصر والمصريين من رفض تهجير الفلسطينيين إلى سيناء بل إلى أى مكان آخر وتصفية القضية الفلسطينية علامة فاصلة سوف يتوقف عندها المؤرخون عندما يسجلون ملحمة حفاظ المصريين على سيناء التى حفظها الله وجعل منها بقعة مقدسة وجزءاً غالياً ثميناً من «بلد أمين» يملك من القدرة والمصداقية والجرأة لأن يتحدى بالعقل والمنطق والاسانيد ما تضع دول العالم حتى المنحازة منها للكيان الصهيونى خطورة تمدده واطماعه نحو سيناء أو غيرها ما يهدد الأمن والسلام والاستقرار فى المنطقة ومصالح الدول الكبرى التى اقتنعت فى النهاية بموقف مصر الواضح الثابت على كافة المحاور سواء فى وقف حرب غزة واغاثة أهلها ورفض تهجيرهم وتصفية قضيتهم.. وضرورة فتح آفق سياسى لحل الدولتين باعتبار أن هذا هو الضمانة لاحلال السلام لكل شعوب المنطقة.
>>>
كل عام ومصر البلد «القوى الأمين» وقائدها الشجاع بكل الخير وعلى العهد دوماً على الحق والخير والسلام.. وحماية الوطن ومقدراته.