تحتفل مصر غداً بذكرى عيد تحرير سيناء حيث تكلل العبور العظيم للجيش المصرى فى 1973 وانتصاره على جيش الاحتلال الإسرائيلي، بخروج دولة الاحتلال تماماً ورفع العلم المصرى فوق شبه جزيرة سيناء بعد استعادتها كاملة من المحتل الإسرائيلي، وكان هذا هو المشهد الأخير فى سلسة طويلة من الصراع المصري- الإسرائيلى انتهى باستعادة الأراضى المصرية كاملة بعد انتصار كاسح للسياسة والعسكرية المصرية فى 25 أبريل 1982حررت مصر أرضها التى احتلت عام 1967 بكل وسائل النضال من الكفاح المسلح بحرب الاستنزاف ثم بحرب أكتوبر المجيدة عام 1973 وكذلك بالعمل السياسى والدبلوماسى بدءاً من المفاوضات الشاقة للفصل بين القوات عام 1974 وعام 1975 ثم مباحثات كامب ديفيد التى أفضت الى إطار السلام فى الشرق الأوسط «اتفاقيات كامب ديفيد» عام 1978 تلاها توقيع معاهدة السلام المصرية – الإسرائيلية عام 1979.
بدأت مصر بقيادة الرئيس الراحل أنور السادات إجراء مباحثات واتفاقيات عُرفت باسم كامب ديفيد، وأسفر عنها توقيع معاهدة السلام المصرية – الإسرائيلية فى شهر مارس عام 1979م.
كان من أهم بنود هذه الاتفاقية إعادة السيادة المصرية لأراضى شبه جزيرة سيناء وانسحاب القوات الإسرائيلية منها بشكلٍ كامل، ومع نهاية هذه المرحلة تمّ تحرير ثلثى أراضى سيناء، من إجمالى مساحتها. وفى أبريل عام 1982م انسحاب جميع القوات الإسرائيلية من أراضى شبه جزيرة سيناء وتحرير مساحة أخرى من أراضيها، لتكون بذلك محررة بشكلٍ كامل من القوات الإسرائيلية، ما عدا كيلو متر مربع واحد فى مدينة طابا، تمّ تحريرها فى عام 1988م.
عادت سيناء الحبيبة إلى سيادة الوطن جبالاً ورمالاً وصحراء شاسعة على امتداد البصر قد صارت اليوم رمزاً للسلام وشاهداً على ما تحقق فى مختلف أرجاء الوطن من إنجازات فى شتى مجالات البنية الأساسية وقطاعات الإنتاج والخدمات، ولا شك ان شبه جزيرة سيناء تحظى بمكانة متميزة فى قلب كل مصري، مكانة صاغتها الجغرافيا، وسجلها التاريخ وسطرتها سواعد ودماء المصريين على مر العصور، فسيناء هى الموقع الإستراتيجى المهم وهى المفتاح لموقع مصر العبقرى فى قلب العالم بقارته وحضارته، هى محور الاتصال بين آسيا وأفريقيا وبين مصر والشام وبين المشرق العربى والمغرب العربي.