نحتفل جميعاً غداً بذكرى «تحرير سيناء» الملحمة الوطنية التى سطّر فيها الجيش المصرى والدبلوماسية المصرية أروع صور النضال والتحدى ونستعيد فيه ذكرى أحداث تاريخية عظيمة ورموزاً من الجيش المصرى سطروا بدمائهم بطولات النصر لهذا الوطن ولكننا لم نحتفل بيوم 25 أبريل لمجرد استرداد جزء من أرضنا بل لاستعادة كرامتنا الوطنية متذكرين دائماً وأبدا كيف كانت صلابة القرار المصرى فى مواجهة الاحتلال وأساطيره الكاذبة وكيف استخدم المصريون كافة أدوات القوة الضاربة لاختراق «بارليف» وتحطيم الأساطير الصهيونية.
لم تكن سيناء يوماً مجرد قطعة أرض بل كانت وما زالت تمثل عمقًا استراتيجيًا لمصر وجزءًا لا يتجزأ من هويتها الوطنية ومن هذا المنطلق تمضى القيادة السياسية بخطى واثقة نحو تحويلها من ساحة معارك إلى ساحة إعمار وتنمية بدءاً بوضع استراتيجية شاملة تعمل على تطوير البنية التحتية والقطاع الخدمى والصناعى والتنموى وتساهم فى توفير فرص عمل وتحسين مستويات المعيشة مثل مشروع أنفاق «تحيا مصر» والتى قلّصت الفجوة الجغرافية بين سيناء وبقية محافظات مصر ومشروع استصلاح الأراضى الزراعية فى جنوب وشمال سيناء ومشروع المزارع السمكية فى شمال سيناء ومدينة بئر العبد الجديدة ومدينة الإسماعيلية الجديدة ومشروعات تطوير قطاع السياحة فى شرم الشيخ ودهب ونويبع ومشروع محطة بنى سويف للطاقة الشمسية ومشروع شبكة الطرق القومية ومشروع تنمية وتطوير منطقة رأس سدر ومشروع تطوير ميناء العريش البحرى ومشروع مستشفى العريش الجامعى ومشروعات تطوير التعليم ومشروعات تحسين الرعاية الصحية فى مدن وقرى سيناء ومشروعات الإسكان الاجتماعى فى سيناء ومثل هذه المشروعات مهدت الطريق لعودة الحياة الطبيعية إلى المنطقة كما أنها ستجعل من المنطقة مركزاً اقتصاديا وسياحياً متميزاً وتفتح أفاقاً جديدة للمستقبل.
وما تشهده سيناء اليوم هو تحول جذرى من أرض صراع إلى أرض أمل تحدثه الدولة لتجدد العهد على استمرار العمل من أجل وطن قوى وآمن ومواجهة التحديات الجديدة فى الحفاظ على هذه البقعة الغالية وتنميتها وجعلها منطقة اقتصادية حيوية مستدامة.