أيها القارئ.. «العزيز».. أرجو التماس بعض العذر لكثرة.. «استطرادى».. لذكر ومحاولة بيان.. «بعضا».. من كثرة وغزارة علم حق.. «احكامات».. العزيز العليم الحكيم الرحيم سبحانه وتعالى.. «ومرتكزات أسرارها».. التى لا يحيط بها سواه.. وخاصة أننا بصدد آخر مرحلة قبل اكتمالها بآخر رسالة برسول.. نعم.. آخر مرحلة وحالة.. «وهن».. أهلها أهل لسان.. «عربى».. ومكانها مكان كريم.. «كرامته».. مستمدة من أنه.. مرتكز ومحور.. «الدين».. الذى ارتضاه الله للناس أجمعين.. بل للجن والناس مجتمعين.. نعم.. أنه قرية.. «مكة».. قلب فؤاد الجزيرة العربية .
فى سياق وإطار السابق أعلاه.. أود ختم استطرادى بما هو آت من نقاط رؤية ـ والرؤية الحق لله ـ العليم بكل شىء قــــدره وخلقــه.. (1) لقد وصف الله جل شأنه تعالى.. «قرية مكة بأنها أم القرى».. نعم.. أم أماكن سكنة وسكينة البشر.. «الناس».. بالأرض منذ نشأتها وحتى قيام الساعة.. نعم.. «مكة التى بها الكعبة».. التى جعلها الله برسالته الأخيرة.. «قبلة».. وجه وتوجه المؤمنين الذين سماهم الخليل إبراهيم.. «بالمسلمين».. والذى بات عليهم حكما من الله.. أن يولوا وجوههم شطرها.. «أينما كانوا».. وذلك من مقتضيات الدين الحق الذى ارتضاه الله والذى.. «دونه غير مقبول من الله».. وذاك قول الله.. وحينئذ.. ودون أدنى مقارنة.. ولكن.. بما أراده الله من احكامات تقديره.. «الإيمانى دينيا وسياسيا».. وبما وصفه لمقام.. «مصر».. بالمقام الكريم ذات الغنى بمياه الحياة.. «وعيونها».. وبالزروع لسد حاجة الحياة.. وكذا بالكنوز وثرائها.. فحين جاء وصفها الدولى عالميا بأنها.. أم الحضارة وأم.. «الدنيا».. فحينذاك ندرك.. «محوريتها السياسية».. المشهودة لها.. «إيمانيا».. كرادع تاريخى لأهل.. «الوهن».. وإن شاء الله تبقى كذلك.. ولا نغفل أنها.. «أم ورحم إسماعيل».. بل ورحم إيواء وتنشئة وأمان.. «بنى إسرائيل».. منذ يوسف الصديق ومرورا.. بموسى وهارون.. وحتى كلمة وقول الحق تعالى.. «عيسى ابن مريم».. وذاك ما أشرنا إليه سابقا.. «من رباط ابتلائى».. بين مصر وأشد الناس عداوة للذين آمنوا.. «وهم حتى اليوم وغدا».. اليهود والذين أشركوا.. نعم.. اليهود الذى كفروا من بنى إسرائيل.. «بنى يعقوب».. والذين أشركوا من.. «أهل الكتاب جميعا».. وهكذا أم الدنيا سياسيا.. «فى رباط إلى يوم الدين».. عفاها الله وأهلها من مرض.. «الوهن».. اللهم آمين.. ويحفظ لها كرامة مقامها.. ويحفظ لجندها سمة.. «خير أجناد الأرض».. نعم.. سمة انعدام كره القتال فى سبيل الله.. «ونصرة الحق».. (2) لقد ذكرنا من قبل.. أن ما رتله الله تنزيلا منه.. «من علم حق رسالات برسل».. والأخذ بهدى نوره هو.. «سبيل الإيمان به».. ولكن.. فهم واستبيان ما بالعلم الحق من هدى.. «نور».. يحتاج حق كل من التفكر والتدبر والاعقال.. ونوعية وكمية وكيفية أسباب تلك الثلاثية السابقة.. بل والأهم هو يحتاج.. «تذكر».. نعم.. «تذكر النور».. الذى كان محيط بنا ونحن نوثق أنفسنا.. «بأن الله هو ربنا الأعلى».. وأننا لن نغفل قط عن ذلك.. نعم.. تذكر النور الذى كان.. «إبراهيم».. يبحث عنه فى كواكب السماء.. «وشمسها».. حتى أدركه نور ربه.. فاهتدى ايمانيا وأتى ربه اعقاليا.. «بقلب سليم».. نعم.. فهم واستبيان ذلك هو.. أمر غير يسير للعامة بل هو.. «عسير وشبه مستحيل».. ولذا أرى والرؤية الحق لله ـ أن الرحمن واسع الرحمة بالناس عبيده.. «وعباده منهم».. قد أوثق رباط بين.. «الاهتداء إيمانا به وبين فطرة الناس».. نعم.. الفطرة التى فطر.. «الإنسان عليها».. وذلك من عظيم فضله على.. «الناس».. وسعة رحمته بهم.. ومن ذاك الباب يأتى.. «إيمان العامة».. ويتعظم إيمان أهل العلم الخاصة.. ويخسر عدلا وحقا كل من.. حاد عن فطرته وجحد كفرا بنور هدى.. «العلم الحق وحقه».. وهدى نوره.. وحينئذ.. فلنا مثالا فى.. إبراهيم وقوله الذى قال.. «الذى فطرنى فإنه سيهدين»..(27/ الزخرف).. (3) وأرى بجلاء ـ والرؤية الحق لله ـ أن فيصل مرض.. «الوهن».. الفاصل بين احقاق حق الإيمان والإسلام.. «لله».. سياسيا فى الأرض والناس.. وبين الانقلاب على ذاك.. «الاحقاق».. أو التردد والتقاعس عنه.. بأى سبب أو ادعاء.. «هو عدم احقاق القتال فى سبيل الله».. حين يتوجب القتال وأسباب حقه.. نعم.. فقد كتب الله.. ذاك الاحقاق على المؤمنين به.. «وهو يعلم أنه كرها لهم».. (216/ البقرة).. وذلك يقع على عاتق مسئولية أولى أمر المؤمنين.. «المسلمين لله».. وليس على الرعية بأى من أفرادها أو جماعتها الحزبية حتى لا يكون.. «فتنة».. ولله العلم والحكم..
وإلى لقاء إن الله شاء.
ملاحظة هامة
كم من فئة.. «قليلة».. غلبت فئة.. «كثيرة».. بإذن الله.. فالله ينصر من ينصره.. حتى بالرعب ينصره..