أيها القارئ..»العزيز».. أرجو أن نكون بكل ما ذكرناه من.. معلومات حق العلم عن..»عبقرية».. تاريخ ومكان..»مصر».. ذات الزروع والكنوز..»والمقام الكريم».. وذات تفرد كرامة النسب..»لرسل الله».. إلخ.. أن نكون قد مهدنا كل سبل..»اعقال».. أهم حالة تاريخية وعقائدية..»للوهن».. بالماضى بل وكذا بحاضر..»زماننا».. وكعظة وعبرة لمن..»يشاء».. النجاة من شدة سوء..»المنقلب».. وخاصة إن كان من..»اليهود والذين أشركوا».. الذين هم أشد عداوة للذين أمنوا..الذين يظنون بإجرامهم قد باتوا على..»أعتاب علوهم الكبير».. الذى السقوط منه سيكون شديد الألم..»عدلا من الله».. نعم.. والذى عدله سيبدو لنا..بمثال الحالة الأولى..»للوهن».. التى نحن بباب ذكرها بإذن الله.
معلومة هامة.. فمن المشاع علميا هو أن معنى..»الوهن».. هو حب الدنيا وكراهية الموت..»أى كراهية لقاء الله».. ودون إنكار ذلك.. فإننى أرى والرؤية الحق لله ـ أن ذاك هو.. «نتيجة كبرى للوهن».. أما معنى الوهن المعنوى أو المادى هو.. «إنكار بل إكفار الحق».. وكل ما أحق الأخذ به.. «سياسيًا عمليًا».. أى.. «استبدال الذى هو أدنى بالذى هو خير».. أى.. استبدال نقيض كل ما يشتق من.. «أسماء الحق العظمى».. فمثلاً لا أستبدل الظلم بالعدل.. ولا الظلمة بالنور.. ولا الجهل بالعلم الحق.. «أى لا استبدل بغى العلم بحقه».. ولا البطش والقسوة بالرحمة.. إلخ.. فذاك الاستبدال..يورث الإنسان.. «ضعف الخوف وشدة الحزن».. أى.. يورثه عدم الشعور والإحساس..»بالأمان والاطمئنان».. أى يورثه عدم القدرة على..»الاعقال».. واتخاذ القرار المتكامل السلامة..إلخ.
أهل الوهن.. «بما سبق ذكره».. شقاؤهم النفسى يكمن فى..بحثهم عن اسم.. «الخلود».. الذى لا ذكر له قط.. بالحياة الدنيا المحكوم عليها.. «بالفناء».. ولذا دائما ما يرشدهم.. «عمى الغباء».. إلى الارتكان الشديد إلى..»مادية البناءات».. بكل أنواعها وصور ظاهر قوتها وزخارف علوها..أى.. «مادية بنائية ظاهر القوة».. ظنا منهم بأنها ستخلد أسماءهم..»كما فعل فرعون مصر».. وذلك ما سيبدو لنا جليا فى ذكرنا.. «للحالة الأولى للوهن».. التى نحن مقدمون على ذكرها فيما هو آت بإذن ومشيئة الله..والتى زمانها ومكانها.. «مصر».. بكل احكامات الله لها..»تفردت».. بعبقرية التاريخ والاعتقاد..وكذا الجمع بين حق وباطل.. «السياسة».. بزمان حكمين وحاكمين.. أحدهما ملك مؤمن تنشأ وتربى بحضنه.. «رسول هو يوسف وأخوه بنيامين».. وزاد عليهم نبى الله.. «يعقوب».. وبنوه أجمعون وهم.. «بنو إسرائيل».. وبإيمان ذاك الملك المصرى..»قام يوسف على خزائن الأرض».. عمارة لها بما ينفع الناس.. وينفع بنى إسرائيل أيضًا.. أما الحاكم الثانى فكان.. «فرعون كافراً».. وبخير مكر احكامات.. «الله».. تنشأ وتربى بحضنه أيضًا «رسولان هما موسى وهارون».. ومن قبلهما أمهما.. «التى صدقت بكلمات ربها».. ولكن.. حين تبين لفرعون..»إيمان وإسلام موسى لرب العالمين».. وليس له كمدعى الألوهية بغباء..»وهنه».. اتخذه وأخاه وبنى إسرائيل جميعا..»عدو له».. واعتزم قتلهم جميعًا.. وسعى بذلك فى أسرهم.. وهكذا بدأت.. حالة الوهن الكبرى الأولى.. وبقص الذكر الحكيم.
الحـالة المشار إليها.. يقول الحق تعالى عنها.. «وأوحينا إلى موسى أن أسر بعبادى إنكم متبعون».. «52/ الشعراء».. «فلما تراءا الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون، قال كلا إن معى ربى سيهدين. فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم. وأزلفنا ثم الأخرين. وأنجينا موسى ومن معه أجمعين. ثم أغرقنا الأخرين. إن فى ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين».. «61 – 67/ الشعراء»..»فأخرجناهم من جنات وعيون. وكنوز ومقام كريم».. «58/ الشعراء».
يقول الحق تعالى..»ولقد أوحينا إلى موسى أن أسر بعبادى فاضرب لهم طريقا فى البحر يبسا لا تخاف دركا ولا تخشى. فأتبعهم فرعون بجنوده فغشيهم من اليم ما غشيهم. وأضل فرعون قومه وما هدى»..»79/ طه».. وحينئذ.. نتساءل عن أى..»عمى اعقالى».. أصاب فرعون حتى يتبع موسى وقومه إلى ذاك..»المنزلق العميق».. المسور بطودين من الماء.. وقد علم من قبل بانتصار موسى..»على السحرة».. من دون أن يؤمن بأنه رسول من الله.. وكيف يؤمن وهو مؤمن بأنه..»الله».. فهل ذاك ما أعمى اعقاله..»24/ النازعات».. وكذا..»38/ القصص».. ثم لننظر لقول الله سبحانه الذى يقول: وجاوزنا ببنى إسرائيل البحر فأتبعهم فرعون وجنوده بغيًا وعدوًا حتى إذا أدركه الغرق قال أمنت أنه لا إله إلا الذى آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين. الآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين. فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية وإن كثيرا من الناس عن آياتنا لغافلون»..»92/ يونس».
وإلى لقاء إن الله شاء
ملاحظة مهمة:
أهدى هذه المقالة إلى.. من تعالى وهو دون ذلك.. فالعلم أفضل هدية