ونستكمل ما سبق ذكره بإذن ومشيئة الله.. من أهمية ما تصورناه من.. «احتساب زمنى».. مرهون ظاهر بيانه.. «مكانيا».. عسانا نفهم إدراكيا.. «كيفية».. ما بين الزمان والمكان من.. «تصورالحدث».. الذى هو مستهدف بحثه ومحاولة استقرائه.. وهو.. «الحالة الأولى».. للوهن تاريخيا عقائديا.. والتى ذكرنا لها.. «ثلاثة».. أزمنة اتصفت بسمة.. «العمومية».. وكلها ذات صلة.. «بعبقرية».. مكان حالة الوهن الأولى.
والآن.. ننتقل من عمومية زمان ومكان.. «حالة الوهن الأولى».. إلى الخصوصية بل التخصيص.. بذكر ما هو آت.. «4» زمن نبى الله.. «يعقوب».. المكنى بكنية.. «إسرائيل».. وبنيه الاثنى عشر.. «ذكرا».. قد أتى بهم من زيجتين.. الأخيرة منهما قد أتى منها.. «يوسف وبنيامين».. من بعد.. «لاوى ويهوذا».. من الزيجة الأولى.. ونذكر هؤلاء الأربعة لأن منهم جاء.. «أنبياء بنى إسرائيل».. من دون الثمانية الباقين.. وجميعهم من يطلق عليهم مسمى.. «بنى إسرائيل».. «5» وتبدأ دقة.. «ولطف التخصيص».. بقصة.. «يوسف».. والتى بمقتضاها ذهب يوسف إلى حضن.. «مصر».. لتتم تنشئته المصرية وبلوغه بها إلى حيث صار.. «القائم على خزائن أرضها الثرية».. وذاك بزمن قوامة.. «ملك مؤمن على حكم مملكة مصر العظمى».. وبذاك الإيمان أدرك علم إيمان يوسف.. «فأقامه بالمقام سابق الذكر».. «6» وتكتمل قصة يوسف بأمرين.. أولهما هو.. «الإتيان ببنيامين».. لحضن أخيه يوسف ومصر.. وأما الأمر الثانى فهو.. دخول يعقوب وبنيه وأهله جميعا.. أى.. «بنى إسرائيل».. إلى حضن مصر ونجاتهم من حالة.. «الفقر والاحتياج».. «7» من.. «بنى إسرائيل».. كانت أم.. «موسى».. «المؤمنة التى صدقت بكلمات ربها».. وابنتها أخت موسى.. «وقصته وهو رضيع».. وكان من بعدهم.. «أخاه هارون».. وهكذا كانت تنشئة.. «موسى المصرى».. فى حضن.. «زوجة فرعون المؤمنة المصرية».. وذلك بقصر وربايه.. «فرعون مصر الكافر».. وحينذاك.. قد علمنا كيف صارت احكامات.. «العزيز الحكيم سبحانه».. بقصة موسى وهروبه خوفا من.. «القتل على يد فرعون وجنوده».. ثم عودته إلى مصر.. «رسولا من الله لفرعون وقومه».. ومعه.. «أخاه هارون».. دعما من الله لأخيه موسى.. «دعما بقدرته على البيان».. نعم.. ونعلم بأن قصة موسى وهارون.. قد أفضت إلى بطش فرعون بمن آمنوا.. «من السحرة».. بل وإلى عزم فرعون على.. «القضاء على موسى ومن تبعه من بنى إسرائيل».. وهكذا راح يطاردهم حين خروجهم من مصر.. «بأمر من الله لموسى وهارون».. هكذا تبدأ تفاصيل ما نحن بصدده الآن من.. «ذكر حالة الوهن الأولى» .
والآن.. وقبل محاولة ذكر.. «ظاهر».. تفاصيل قصة.. «حالة الوهن الأولى».. علينا أن نقف بلطف شديد.. من التفكر والتدبر ومحاولة الاعقال.. أمام ما هو آت.. «1» نحن لا نقص.. «أو نروى».. رواية أو قصة أو حكاية.. مضى على واقع قصها.. «آلاف السنين».. حتى لو تواجد.. «جسد فرعون».. «محنطا».. بالمتحف المصرى حتى اليوم وغدا.. شاهدا على وقائع حقها.. بأمر الله وليس بفن المصريين فى.. «التحنيط».. نعم.. فقد استبقى الله جسده ليكون.. «آية».. لمن بعده.. «92/ يونس».. إذن.. نحن أمام استحضار لحالة قائمة علينا ولنا.. تحتم على اعقالاتنا التفكر الشديد فيها.. وتدبر احكامات الحى القيوم سبحانه فيها.. نعم.. «فمثالها يتكرر بزماننا».. وقد أخبرنا الله بتكراره.. سواء لكل من يتعالى.. «فردًا كان أو قومًا».. مثل قوم بنى إسرائيل.. وقد ذكرنا عنهم ذلك قرآنيا.. وعن كيفية تفصيل حدوثه الذى سيحدث.. «2» علينا أيضا التفكر والتدبر ومحاولة اعقال.. عبقرية مكان حدوث تلك الحالة.. «الأولى للوهن».. أى.. «عبقرية اسم ودولة مصر».. نعم.. عبقرية نسبها العضوى.. برسل الله وكذا لبيت الله الحرام ورفع قواعده.. وكذا كيف ولماذا وصفها الله سبحانه.. «بالمقام الكريم».. ومواصفات.. «كرامته».. «25/ الدخان».. وكذا لماذا من يحكمها وهو مؤمن.. «يسمى ملكا».. ومن يحكمها بغباء كفره يسمى.. «فرعون».. وهل هذا يعنى أن.. «فروع شعبها».. جميعا وخاصة الأصيل منه.. «كلها عالية».. سواء علوا إيمانيًا جالبًا لرخاء حضنها.. أو علوًا كافرًا جالبًا لانتقام آيات الله.. «ربما».. رغم اعتقادى بذلك .
وإلى لقاء لنكمل إن الله شاء.
ملاحظة مهمة
أنا لا أنسى فرع مصر المؤمن العالى.. وكيف كان انتصاره بأكتوبر 1973م إعجازياً..