أيها القارئ.. «العزيز».. لدى ثلاثة أسماء.. أرى فى اكتمال تكامليتهم البعضية.. منظومة سياسية راقية عصية على إصابة مرض.. «الوهن لها».. وأول تلك الأسماء هو.. «اسم العزة».. والذى يعنى عدم تلويث من يتصف به.. «بأى باطل».. أما الاسم الثانى فهو.. «عرب والعربى المتصف به».. إنسان كان أو أيما كان.. هو الشيء المتصف بمحاسن.. «الحسن».. من كمال وجمال.. أما الاسم الثالث فهو.. «سَلِمَ».. والمتصف به هو مَن لا يصيبه أى من.. «ضر مادى أو معنوي».. ومنه جاءت أسماء السلام والمسلم.. ونوعية وكمية وكيفية.. «الإسلام لله».. كرؤية فكرية معنوية.. وكعمل سياسى فى الأرض والناس.. ثم.. «كدين ارتضاه الله للناس أجمعين».. نعم.. دين أوامر ونواهي.. نعم.. وكل ما أعزه الله وأحسنه فهو.. «أمر من الدين».. وكل من لاثه باطل أو حمل ضر هو.. ليس من السلم والسلام.. «ولا من الإسلام وحق سياسته».. وليس من عمارة الأرض بما ينفع الناس.. وحينئذ.. نسأل عن اسم وماهية.. «الوهن».. وبمفهومه العام الذى ذكرناه سابقا.. نجدأنه ليس به عزة ولا عروبة ولا دين.. إذن.. هل تقتصر المنظومة السياسية علي.. «الإسلام لله كدين».. بأوامره ونواهيه.. وحينئذ.. أرى الإجابة.. والرؤية الحق لله.. «هى نعم».
ولكن.. الإسلام كرّم أمورا واشياء.. منها على سبيل المثال.. «الشرق الأوسط العربي».. كرمه الله كمهبط ومولد.. لرسله وما أنزله الله عليهم من أرتال.. الدين الذى ارتضاه.. بل وكرمهم بميزة.. «اللسان العربى المبين».. وكأنهم رسل من رسل الله برسالة.. بيان أوامر ونواهى الله.. «لبيان سياسة الإسلام لله».. وذلك أمر عربى سياسى به العزة.. فهل بذلك نحتسب.. «مصر».. مأمن رسل الله.. بل ومأوى وبطن الكثير من رسل الله.. بل وقد وصفها الله.. «بالمقام الكريم».. «26/ الدخان».. بل وهى عربية ولسانها الأكثر.. «بيانا».. بل وهى التي».. تخيرها الله».. كأرض وأصالة شعب وعلم حكم سياسي.. «رغم تقلب بعض حكامها بين الإيمان ومرض الوهن».. مركز الابتلاء الإيمانى مع.. «بنى إسرائيل».. بصفة عامة وخاصة اليهود منهم والمشركين بصفة خاصة.. «منذ زمن يوسف وحتى قيام الساعة».. ولذا وصفها خاتم الرسل.. «محمد».. «بأنها فى رباط ليوم الدين».. حينئذ.. أرى والرؤية بعلمها وحكمها لله ـ أن الإجابة هي.. «نعم».. بذلك تصبح المنظومة السياسية الراقية.. والعصية على الإصابة بمرض.. «الوهن».. هى سياسيا استراتيجيا.. «إما».. الإسلامية العربية المصرية.. أو.. المصرية العربية الإسلامية لله.. أو.. العربية المصرية الإسلامية لله.. وبشرط أساسى هام جدا.. ألا يداخلها ذاتية إنسانية عربية أو مصرية.. أي.. «لا يداخلها وهن».. نعم.. فغاية المستهدفات السياسية هي.. حسن العزة الإسلامية للأمة كدولة متكاملة بأقطارها.. حينذاك.. تكون قوامة عمارة الأرض.. «بما ينفع الناس».. على مستوى الأمة.. وحينئذ.. يتوجب السؤال عن.. ماذا لو أتى تلك الاستراتيجية السياسية.. «الوهن قهرا».. من خلال أى من أقطارها.. «أو أتاها كأمة».. بقهرية القوة العسكرية.. «وخاصة من اليهود والذين أشركوا».. حينذاك.. «يفرض قتال الأمة الجمعي».. على أعداء الذين آمنوا.. بما فى ذلك تطهير القطر الذى أصاب حكمه.. «مرض الوهن».. حتى لا ينتشر المرض بباقى أقطار الأمة.. «حينذاك».. وبمصداقية القتال فى سبيل.. «الله».. تتدخل قوة القهار سبحانه مباشرة.. «لقهر أعداء الأمة».. وتطهيرها من.. «الوهن».. ودون ذلك.. «يصبح مثال الأمة كما هو بحال زماننا المعاصر».. أمة مريضة قام عليها حق.. «التمحيص الابتلائى من الله».. حتى تبرأ من.. «الوهن».
والآن.. ولكى نفهم حق ما سبق.. ونفهم عظيم حق قدر وتقدير معني.. «الكلمة».. وباستحضار مفهوم أن كل منا هو.. «كلمة».. بل.. كلمة وقول حق من الله.. فإننى أود التذكير بقول الحق تعالى الذى يقول.. «ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة أصلها ثابت وفرعها فى السماء . تؤتى أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون . ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض مالها من قرار . يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت فى الحياة الدنيا وفى الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء».. (27/ إبراهيم).
أتساءل.. أين محل مالك الملك من سياستنا العرجاء.. فى مواجهة شراسة الأعداء؟؟.. وأين ذهبت كثرتنا وكيف انقلبنا قلة غثاء.. أنسينا ما تعهدنا به من وفاء.. وأن الدنيا مجرد زمن ابتلاء.. ألم ترهبنا نيران صواعق الله التى ليس بأيدينا لها من إطفاء.. وفيض إغراق البحار سواء.. وماذا عن زلزلة الأرض وبها من قضاء.. أتساءل وكلى رجاء.. أتساءل عن حق الله بالصفاء.. أهكذا نقاوم الوهن وما به من داء.. وقد علمنا ماهية الدواء.. وكيفية الاستشفاء!! .. وإلى لقاء إن شاء الله
ملاحظة هامة
بسهام أعداء الدين.. نستطيع التفرقة بين أهل الحق وأهل الباطل..