قبل أن نعود إلى حيث..»إفك».. حديث..»أبو جهل اليهودي».. لرءوس جماعة حزبه..»الضال المضل».. وذلك بعد استبعاد..»الذين هادوا».. من المشاركة بالاجتماع.. فإننى أود طرح رؤية خاصة.. والرؤية الحق لله.. وهى أننا أحيانا نشاهد..»ونسمع».. إيحاء البعض لنا بأنهم على اكتمال..»صفاء لله».. وأن سياستهم فى الأرض والناس..»مرتهنة بذلك».. ونحن لا نطعن فيما لا يعلمه إلا الله..»بل».. ونعلم بمقتضي..»الذكر الحكيم».. أن لله بالأرض والناس..»أولياء».. قد ذكر الله لنا..»صفاتهم».. وسمات وسبل سياستهم العملية فى الأرض والناس.. وحينئذ.. تأتى رؤيتنا مع التأكيد على أن ـ الرؤية الحق لله ـ وهى تقوم على الوصول إلي..»نقاط ومسميات محددة».. هي..(1) بيعة المؤمنين..»وشراء الله أنفسهم»..(111/ التوبة)..(2) الفارق بين مسمي..»عباد الله».. بصفة عامة.. وبين توصيف قول الله.. عبادا لنا أولى بأس شديد..نعم.. «عبادا لنا».. (5/ الإسراء)..(3) فهل..»عبادا لنا».. تشير إلى تلك النخبة من المؤمنين التى اشترى الله أنفسهم..»بأن لهم الجنة».. وقد بايعوا الله على ذلك.. (4) نعم.. أرى أنهم كذلك.. بدليل أن البيعة كانت تقوم علي..»القتال».. الذى يتحتم بمقتضي..»البيعة أن يكون بأسه شديداً».. ولذا جاء تعبير.. «عبادا لنا».. والله هو أولى البأس الشديد.. وهو من منحهم ذلك.. (5) من يفهم ويدرك..»حق».. البنود السابقة.. يدرك معنى وكيفية..»الصفاء لله».. نعم.. يدرك ماهية عبدا عابدا لله.. حلالا.. له.. لديه بيان ما صار..»حلالا».. وما بات عليه من فرض محتم قضاؤه.. لا ينقص ولا يزيد فيما له وما عليه قط.. «ويرضى نفسا وحمدا لله».. أظن أن ذاك..»صفاء».. لا يعكر صفوه ضعف أو قلة علم.. أى ظلمة جهالة.. «وكذا لا يعكر صفوه».. غى وغرور أهواء النفس.. ولا وسوسة شياطين الإنس والجن.. «ولا تأتيه شهوة».. لأى من زخارف زينة الحياة الدنيا..»بزمن نفسه بها».. والعلم والحكم لله.
أيها القارئ..»العزيز».. لقد قصدت بالإيجاز سابق الذكر..أن يكون بأيدى اعقالنا.. «مقياس».. لفهم وإدراك مستهدفات حديث..»أبو جهل اليهودي».. وإفك محاولته.. «غسيل مخ جماعته».. بل والسيطرة علي..»اليهود والذين اشركوا».. وتوجيه شدة عداوتهم للذين آمنوا..»سياسيا».. فى وجه حال أمن..»أمة المسلمين لله».. وإكثار عدد وعدة من..»أشركوا منهم».. وهو الحال الذى نشاهد شدة فساد إجرامه..»وإجرام فساده الآن»..
والآن.. نأتى إلى ذكر بعض مما قاله..»أبو جهل اليهودي».. كما تصورنا.. (1) بعد أن رسم على وجهه ابتسامة..»ساخرة».. ليستر بها ما يعترى نفسه من..»لهيب غيظ».. قال وهو يفتعل..»التصديق على ما بأنفسهم».. كأسلوب تغرير وغواية بهم..»اعلم».. أنه لا يشغل بالكم قط.. ما ثرثر به من أغواهم عمى الجهالة عن..»رفعة قدرنا».. الذى لو آمنوا به لكانوا من..»المستبصرين بهدى الحق».. فدعونا من ذلك الآن.. (2) سأحدثكم عمن أدعى أنه رسول من الله.. وهو كما تعلمون..»رجل فقير لا يقرأ ولا يكتب».. وأنه مجرد راع غنم ويتكسب من تلك..»المهنة».. وكان يأوى إلى علمائنا بصوامعهم بالجبال.. فيعلمونه من حق ما علموا.. عساه يكون من المهتدين ويهود إلى الله.. ولكنه أخذ ذاك العلم وعرضه على بعض..»شعراء البادية».. فحرفوا حقه وزادوا عليه.. فلما أن أغوى بذلك..»أهل الفقر والجهالة».. وباتوا له تبعا وأغواه ذلك..أدعى أن ما بين يديه.. من ربه الذى أرسله..»رسولا».. وهكذا قامت أمة مدعى الإسلام على هؤلاء..»وما هم بمسلمين».. (3) انظروا ومن أنتم بما تلاه أباؤكم المؤمنون.. وجاء بكتاب..»محمد».. ألم يقل الله أنه يجعل منكم..»الأنبياء والملوك».. ألم يقل عنكم..»أنه فضلكم على العالمين».. ألستم من شق الله البحر لكم وأنجاكم..»وأغرق فرعون المصرى وجنوده».. فرعون الذى أخرجكم من أرضكم..ألستم قوم..»داوود».. الذى نصره الله علي..»جالوت وجيشه».. ألستم قوم..»سليمان».. الذى سخر الله له..»الجن والإنس».. إن ذلك لبعض من..»رفعة قدركم».. (4) تذكروا جيدا من أنتم.. وافهموا بإدراك ما سأقوله..»الآن».. نحن لا نتدرس كتاب..»محمد».. على أنه حق..»كما قال الجاهلون».. بل نتدرسه لأن اتباع محمد.. «يعتقدون أنه الحق».. ويقيمون على تعاليمه..»سياستهم».. وهكذا نحن نتدرس مواطن..»ضعف وقوة سياستهم».. وهكذا نخطط لتفتيت مصادر قوتهم.. ونقضى عليهم من مكامن ضعفهم..»وذلك ما تقضى به فنون مكر حق السياسة».. (5) سأذكر لكم ما هو هام جدا..»بل وتفصيله».. بالاجتماع القادم.. أما الآن..فاعلموا أنهم..»كثرة عدد».. لا تجيد سوي..»الثرثرة الكلامية».. وهم كثرة هامدة خاملة..»لا تدرك حق العمل العلمي».. ولكن..»احذروا تكاملية جمعيتهم».
وإلى لقاء إن شاء الله
ملاحظة هامة
كيف لأمة حكمت العالم..»ألف عام».. أن تتحول إلي..»فريسة للضواري»…