لمحة عدل.. على من شاء وارتضى أن يكون.. «وزاناً».. ويعلم أن أي.. «ميزان».. مادياً كان أو معنوياً هو.. «كفتان».. إن عدل الوزن ليس تساوى الكفتين.. بل هو ثقل وزن كفة.. «الحق».. ودون ذلك يتثاقل.. «البطلان».. نعم.. فأفضل تساوياً يوقف الوزان علي.. «الأعراف».. حتى يتغمده الله برحمته.. أما الوزن الحق بقول الحق هو.. «فأما من ثقلت موازينه، فهو فى عيشة راضية، وأما من خفت موازينه، فأمه هاوية».. «6/9 القارعة».. فلندرك أن آيات القرآن هي.. «ميزان ذو كفتين»..
والآن.. نعود إلى ميزان ووزن.. «أبو جهل اليهودي».. لآيات.. «القرآن».. وكيف ادعى استنتاج.. «سر سلاح».. زينة الحياة الدنيا وزخارفها.. وكيف به سياسيًا إستراتيجيًا سيجعل خفة الوزن بكفة.. «شدة بأس عباد الله».. وإثقال وزن كفة.. «العلو الكبير».. لليهود والذين أشركوا.
راح ذاك المتدرس.. «بجهالة».. فجمع آيات.. «الذكر الحكيم».. التى تتحدث عن.. «خفة تأثير».. زخارف زينة الحياة الدنيا.. «وفتنتها».. وكوزان شيطانى عمد إلى إثقال كفة تلك.. «الفتنة».. بمعية أمة الإسلام لله.. «ليسلخهم».. من حق ثقل وزن.. «عباد الله وشدة بأسهم».. وهكذا يضمن سلامة كبر العلو فى الأرض.. «لكفر أهله».. فكيف سيفعل ذلك من خلال الأمثلة الآتية.. «1» يقول الحق.. «المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات، خير عند ربك ثوابًا وخير أملاً».. «46/ الكهف».. إذن.. عليه أن يجعل خفة الوزن.. «بكفة الباقيات الصالحات».. وهكذا يسلب.. «خير عطاء الله وثوابه.. من أمل وطموح المسلم».. وهكذا لن يصل المسلم لشدة بأس العباد.. «ولن تأتيه»..»2» يقول الله سبحانه.. «زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث، ذلك متاع الحياة الدنيا، والله عنده حسن المئاب».. «14/ آل عمران».. تلك الآية أسعدت.. «أبو جهل اليهودي».. حتى أنه ظن أن الله يساعده.. بأن فصّل له.. «السلاح».. وفيما يوجهه.. فليس أفضل من سلاح.. «حب الشهوات».. نعم.. فلو أنه استطاع ملئ أنفس المسلمين.. «بالشهوة لمتاع الدنيا».. لانقطع سبيلهم.. إلى حسن المئاب.. «3» فلما أن قرأ.. «33، 34، 35/ الزخرف».. وتبين له الفارق بين باطل ماهية.. «زخارف الزينة».. وبين حق ماهية الأخرة عند الله.. «وأنها للمتقين».. وهى السمة السياسية عمليًا التي.. يعمل جاهدًا بألا يتسم بها المسلمون.. «فى الدنيا».. فهى من أرحب السبل المؤدية.. «للبيعة مع الله».. وبلوغ حالة.. «العباد أولى البأس الشديد».. وهكذا بات جلاء الصورة.. «العامة».. التى يجب عليها.. «كيفية».. تخطيطه السياسي.. «المفصل».. لبلوغ.. «العلو الكبير».. فى الأرض والحيلولة دون.. «تدميره».. حينذاك.. بدا لتصوره.. «المريض».. أنه جمع كل السبل المؤدية.. «للبيعة مع الله».. وعقد العزم سياسيًا على تدميرها.
فى إطار ما سبق أعلاه.. وباستحضار صفات.. «اليهود الذين كفروا».. وخاصة صفة.. «أنهم لا يتناهون عن منكر فعلوه».. والتى جلبت عليهم.. «لعنة الله».. وكذا باستحضار حق أن منهم.. «من هادوا إلى الله».. ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون.. فإننا نود تصور ما الذى يمكن حدوثه.. حين يجمع.. «أبو جهل اليهودي».. اليهود جميعًا كى يخبرهم.. «بما فتح الشيطان عليه به».. وهو يظن بجهالته أن الفتح أتاه من.. «الله».. بل ويظن أن ذلك سيفرحهم.. ولم يظن قط أن منهم من.. «سيحاجى جهالته».. وما إن أتم التباهى بما أخبرهم به.. وهو يتشدق زهوًا بتأثير سلاح.. «الشهوات».. حتى كاد.. «يجن جنونه احتقانًا».. مما سمعه ولم يكن يتوقعه قط.
بعد أن سكن التهليل لما قاله.. «أبو جهل».. وبطلب أحد من الذين.. «هادوا».. وقد راح يتساءل فقال.. أرى بجلاء شديد أن ارتكان سياستنا علي.. «آيات القرآن».. هو اعتراف صريح منا بأن كتاب المسلمين.. «حق من الله».. فكيف ونحن أهل كتاب سماوى وهو.. «التوراة».. أن نحيل الحق إلى بغى باطل سياسيًا.. هنالك ساد صمت يعتريه غضب متمرد مكتوم.. شقة المتحدث الثانى وهو يقول.. سلاحنا الذى أخبرنا به.. «كبيرنا».. قال عنه قرآن المسلمين.. «زين للناس حب الشهوات».. ونحن من الناس.. ونحن أيضًا نعلم من الله أن.. «العلو فى الأرض بغير الحق».. شهوة بل من أكبر.. «الشهوات بطلانا».. فكيف نقيم سياستنا على توظيف تلك الشهوة عظيمة البطلان.. حينذاك.. وحين وقف المتحدث الثالث.. «مبتسمًا».. سكن هرج ومرج اعتراض الحضور.. ظنًا منهم أنه سيؤيد رفضهم.. فقال.. من مفاهيم حضارة.. «المصريين».. وصفهم لمن ضاقت عليه سبل معيشته.. فراح وبايع الشيطان علي.. «الإجرام».. بأنه.. «مستبيع».. أي.. يستوى عنده أن يكون قاتلاً أو مقتولاً.. «وذاك شراسته لا طاقة لأحد لردعها».. فما بالكم بمن بايع.. «الله».. وقد ضمن لنفسه كرامة الدنيا وكرامة.. «الجنة».. فهل لكم طاقة ردع مع ذاك.. «المستبيع»..؟؟
وإلى لقاء إن الله شاء
ملاحظة مهمة
وقف إطلاق النار.. «الحالي».. نجاة لإسرائيل وحكومتها من.. «حزب الله».. فمن ينجى غزة والضفة من.. «إسرائيل»..؟؟