قبل أن نفى بما وعدنا به.. من استكمال البند (د) بالمقالة السابقة.. وخاصة حزبية طائفته.. «الثالثة».. المنتسبة باسمها.. لابن يعقوب.. «يهودا».. زعيم شر بنى إسرائيل.. «وفكرة قتل يوسف».. أول فكرة قتل.. «واغتيال».. بعالم دنيا الإنسان من بعد.. «قتل الأخ لأخيه».. من أبناء.. «أدم».. وكأن فكرة الاغتيال أصلها.. «يهودي».. فالقاتل دائما ما يكون.. «محب لشيطنة ذاته».. ومحترفاً للكذب وتحريف الكلم الحق عن مواضعه.. وعاشق لعلو زينة الحياة الدنيا.. إلخ..
وتذكيرا لحق وعدل احكامات.. الله.. فى خلقه وما شاءه وقدره من.. «ابتلاء عبودي».. بحق تدافعه وباطل صراعه.. وبحق قتاله وباطل اقتتاله الذى تسكنه فكرة.. «الاغتيال».. وكذا حق ذكر إيمانه وإيمان ذكره.. وباطل نسيان كفره وكفر نسيانه.. إلخ.. فإن حق وعدل كل احكامات الله فى خلقه.. يقومان على حرية.. «اختيار الجن والإنس».. بداية من اختيار الإنسان.. «خليفة».. فى الأرض وعدم سجود.. إبليس له.. ثم من بعد وعد.. «ألست بربكم».. (172/الأعراف).. وحتى قيام الساعة.. وهكذا الفارق بين من.. «يولد».. بالدنيا مستمسكاً بالذكر والسعى لاكتماله.. «إيمانا بالله وإسلاما له».. ومن يولد ناسياً ومعتصماً بأهواء غى نفسه.
وتذكيراً أيضا.. بما يعنيه اسم.. «اليهود».. الذين هم.. «أشد».. أعداء الذين أمنوا ويتبعهم فى ذلك.. «الذين أشركوا».. (82/ المائدة).. فهو يعنى حالتين.. (1) النسب به لاسم.. «يهودا».. الذى ينطق باللغة العبرية.. «يهوذا».. امعاناً لانصراف المعنى عن ما هو آت من معنى ثان.. (2) النسب به لاسم.. «الهدي».. ولذلك نجد من اتبع وصية إبراهيم.. والتى وصى بها يعقوب.. «بنيه».. حين حضره الموت.. (133/ البقرة).. اسمهم بالقرآن وعند الله من قبل.. «الذين هادوا».. أي.. الذين اهتدوا واستمسكوا بالهداية.. وهؤلاء لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون.. مثلهم مثل الذين أمنوا والنصارى والصابئين.. (62/ البقرة).. وحينئذ.. وبذاك النسب نجد اسم.. «يهود».. مناسب لمن مازال واقف بين الهدى والضلال.. «مازال يهود كمحاولة لا تكتمل باعتصام».. «ذاتيته».. بأهوائها وزينة زخارف الحياة الدنيا.. وطاعة شيطانتها.
والآن.. نأتى للوفاء بما وعدنا باستكماله.. ونظنه أمراً.. «متفرداً».. بعمق أصله.. «ومفهومه».. وخاصة سياسياً بمقياس باطل.. «السياسة الإيدلوجية».. وسوف نحاول بيانه بنقاط محددة منها ما هو آت.. (١) الاحتساب اللطيف لحق وعدل كل ما سبق التذكير به.. (٢) عظمة تقديم.. «الحلم على العلم».. يستحضر سياسياً عملياً.. «رحمة التوكل على الله».. وغيبية دعمها السياسي.. «بالأمان والوقاية من السوء».. السوء بحاضره ومستقبله الغيبي.. أما الأمان.. «ونعمته العظمي».. يجعل المخطط السياسى فى حالة.. «هدوء نفسي».. يزيد من استبصاره العلمى والوثوق فى أن.. «رحمة الله».. ستأخذ التنفيذ العملى السياسى إلى احكام مستهدفاته وتحقيق غايته من.. «عمارة الأرض بما ينفع الناس».. رحمة من الرحمن سبحانه.. بل ويجعل مراجعة ذلك.. «حين حدوث خطأ».. أمر ميسر علاجه وتكملة نفاده.. (3) أما فى حالة تقديم.. «العلم على الحلم».. فبصفة عامة وباحتساب ما ذكرناه من أسباب.. «قلة علم الإنسان».. وكذا عدم احتساب التوكل على الله.. «الذى يعلم ونحن لا نعلم».. وخاصة علمه بالغيب الغائب عنا.. فذلك كله دائما ما يجبر.. «المخطط السياسي».. على الاحتيال وخلط.. «حق العلم بباطله».. ويسلب منه ومن مخططه أمان.. «واطمئنان الرحمة».. فى التنفيذ.. نعم.. يسلب منه تأكيد بلوغه لمستهدفات تخطيطه وغايته.. وذلك ما يجبر احتياله على السعى لجذب.. «طرف أخر».. لدعم نقص وضعف موقفه العملي.. وذلك ما يعظم عبأ عدم الأمان بنفسه.. (4) اعلم أيها القارئ العزيز أن.. «الحلم وتقديمه على العلم».. ليس منحة بل هو مكنون فطري.. يتقدم نفسياً بقدر تقديم.. «الإيمان بالله بقلب سليم».. أى أنه اعقال اجتهادي..»بسلامة القلوب».. مستقره العالى هو.. «الإسلام لله المطهر من الإشراك».. وذلك كان مثال.. «إبراهيم».. إمام الناس وخليل الرحمن.. «الأواه الحليم».. وكذا سبيل ومثال من صاروا على نهجه من.. «أنبياء ورسل».. بداية من إسحاق ويعقوب.. وبعض من بنى يعقوب.. «بنى إسرائيل».. عدا اليهود والذين أشركوا منهم.. الذين باتوا أشد الناس عداوة للذين أمنوا.. (5) فى إطار مفهوم وواقعية ما سبق ذكره.. «زمنياً».. أظن بل اعتقد أن.. سبط وطائفة وحزب.. «اليهود».. من بنى إسرائيل اعتقدوا أنهم.. «كمثال».. الابن الأكبر والوحيد.. لأسرة أتاها الله ثراء.. «ملك الدنيا».. نعم.. أنبياء ورسل وملوك سخر الله لبعضهم.. «الإنس والجان».. وهكذا بجهالتهم العلمية وإشراك ضعف إيمانهم.. «بمالك الملك سبحانه».. تورمت كبراً وتكبراً شيطنة.. «ذاتية أنفسهم الإنسانية».. حتى أنهم.. «رفضوا».. قبول.. «طالوت».. الذى أرسله الله ملكاً عليهم.. وعصوا أمره فأهلكهم الله إلا قليلا منهم.. «الفتى داود».. الذى بطاعة إيمانه بالله.. «قتل جالوت».. وحينئذ.. نسأل ماذا فعلوا حين أرسل الله لهم.. «ومنهم».. رسولا نبيا؟؟.
وإلى لقاء إن الله شاء.
ملاحظة هامة:
لماذا لا يحسنوا لأنفسهم..؟؟ فيتقوا شدة المذلة.. القادمة إليهم..