أيها القارئ العزيز.. فى إطار تميز خصوصية ما ذكرناه آنفا من ..»حقائق».. بإذن العزيز العليم ..ربما نكون قد تأكدنا مما هو آت ..(ا) أن ..»الابتلاء».. العبودى سياسيا فى أرض الدنيا.. سواء أحقه الله ..»سخرة أو اختيارا».. هو فرض قوام على كل ..»خلقه».. ومنهم الجن والإنس بصفة خاصة.. سواء منهما من آمن بذلك أو لم يؤمن.. (ب) علينا أن نفهم أن ..»التسخير».. عبوديا لا ينفى الاختيار الحياتى ..»بيننا».. وذلك يمكننا إدراكه فى الحيوانات والطيور والأسماك ..إلخ.. وذلك من حكمة الله بقوامة ..»التكاملية الحياتية».. بين جميع الذين خلقهم من.. «وحدة جينية واحدة».. فسبحانه الله العليم بكل ما خلق.. (ج) أما عما يجب علينا العلم به .. من مراحل تأثير ..»ابتلائي».. على إبراهيم حين ألُقى فى ..»نار قومه».. فهى كالآتى ..أولا.. انتقاله من علم اليقين إلى عين اليقين إلى أن ثبت على ..»حق اليقين».. ثانيا ..»استباق بصيرته».. على مدركات سمعه وبصره.. ثالثا ..بات يقدم ..»الحلم على العلم».. بعد أن كان يقدم العلم على الحلم.. وذاك ما جعله يأتى ربه ..»بقلب سليم».. فما إن قال له ربه ..»أسلم».. قال على الفور ..»أسلمت لرب العالمين».. واستعصم بذلك ..وهكذا إبراهيم ..»الحليم الأواه المنيب».. (75/ هود).. (د) بما استعصم به إبراهيم ..بات مؤمنا.. بأنه ما من خلجة نفس تخالجه .. بعد استعاذته بالله من وسوسة الشياطين وهمزاتهم إلا وهى أمر بالغيب من الله ..»عليه طاعته سياسيا».. وتلك من رقى أسرار حق إمامة إبراهيم للناس..
والآن.. قد حان أوان كشف الغطاء عن ..»حق كرامة القدر المصري».. بمتوالية أهل الإيمان بالله والإسلام له .. (ا) إبراهيم كان بداية النشأة الثانية من بعد نوح.. وبداية متوالية تلك النشأة .. وهمزة الوصل بينها وبين مرحلة ..»نوح».. وذلك لأنه ..»من شيعة نوح».. (83/ الصافات).. (ب) بواقع تاريخ ..»المتوالية».. وذلك بمقياس ..»الذكر الحكيم».. نجد أن بدايتها الحديثة ..»هو إبراهيم».. والأهم علميا هو أن ..»خاتم الرسل محمد».. هو نهايتها .. (ج) انظر كيف ربط أمر الله لإبراهيم ..»بزيارة مصر».. بين بداية ونهاية المتوالية ..»وأحكم تواصلها الوسطي».. وذلك ..بزواجه المقدر من الله ..»بالأميرة المصرية هاجر».. التى من صعيد ..»مصر».. الحافظ لأصول متوالية ..»الإيمان والإسلام بالله وله».. (د) بالزواج من ..»المصرية».. وأصالة خلقها وحسن صفاتها.. أحق الله هبته الأولى لإبراهيم ..»بإسماعيل الغلام الحليم».. الذى جاء من نسله ..»وحلمه».. مكمل الدين الإسلامى لله ومتمم نعمته ..»محمد».. الذى بعثه الله ..»على ملة أبيه إبراهيم».. (123/ النحل).. متوالية بدايتها ووسطها وختامها ..»سمة الحلم سياسيا».. الحلم كرؤية سياسية إسلامية لله ..تقوم على أسباب علم حق الصبر .. (ه) من أى نسب قدر الله ..»اسم مصر».. قدره من حق يقين إيمان وإسلام ..»مصر ابن سام ابن نوح».. الذى استوطن صعيد ..»منف المصرية».. مولد ومنشأ هاجر.. نعم مصر الذى أتى منه ابنه ..»قبط».. وبصفة اسمه اتسم شعب مصر وخاصة ..»صعيدها بالأقباط».. أو أقباط مصر شديدى التأصل ..»بالإيمان بالله والإسلام له».. وأعراف وعادات ذلك ..»منذ نوح وحتى محمد».. وإلى الآن.. وحينئذ.. نذكر أمرا هاما جدا.. وهو أن التمسك بالأصول ..»قوة سياسية فى الأرض والناس علميا».. ولكن.. إن كانت الأصول على ..»حق أصلها الإيمانى الإسلامي».. صارت سياستها قوة عمار للأرض بما ينفع الناس ..»وهكذا يأمر الله باستطالة عمرها».. أما إن حادت عن حق أصلها.. واتبعت الأهواء النفسية والعلو بالأرض .. فمثلها ونهايتها كمثل .. «فرعون مصر بزمن موسي».. وبين هذا وذاك باطل حقه واستخفاف ..»متشابهات».. (و) تأكيدا ..»لحق كرامة قدر مصر القطر والدولة».. هو أن ذكرها الله تعالى ..»بكتابه القرآني».. بأكثر مما ذكر غيرها ..»لقد ذكرها خمس مرات مباشرة».. وذكرها أكثر من ثلاثين مرة غير مباشرة ..وقد وصفها ..»بالمقام الكريم».. وهى حقا وصدقا كذلك.. ولا يجرؤ على الانتقاص من ذلك ..»سوى من كان ليس من أصلها».
لا يفوتنى قط ذكر.. «مثال أصالة هاجر المصرية».. حين سألت زوجها وقد أسكنها ومن برحمها بأرض ..»جدباء».. بوادى غير ذى زرع .. فقالت هل هذا من نفسك أم أمر من ربك ..فلما أخبرها بأنه أمر ربه ..قالت بثبات إيمان ..»إذن هو لن يضيعنا».. ثم لننظر إلى ..»رقى مثالها بين النساء».. حين داومت على ذكر كرامة الأب الغائب ..»لابنه».. وحرصت على تأكيد أن طاعته ..»من طاعة الله».. فلما عاد له أباه وقد صار ..» إسماعيل فتي».. فلم يجد أباه منه سوى الإكبار والطاعة ..»فيما رآه بمنامه من ذبح ابنه»..
وإلى لقاء إن شاء الله.