يلزمنا استحضار علم الله ..»المستبق».. لواقعية احقاق خلقه بأرض الدنيا
والآن.. وبما بدا لنا من خصوصية لقدر ..»موسي».. بصناعة ربوبية الله ..»له».. فسنحاول ..»استبيان».. تلك الخصوصية.. ومدى ارتباطها ..»بموسي».. كرسول لقوم ذات ..»صفات».. شديدة العصيان والتمرد ..وكذا أيضا ..»استبيان».. ماهية ..»الصناعة».. بصفة عامة.. ونسبها ..»لموسي».. بصفة خاصة.. وحينئذ.. يلزمنا استحضار علم الله ..»المستبق».. لواقعية احقاق خلقه بأرض الدنيا.. وصلة ذلك بما بين ..»الجن والإنس».. من رباط ..»عبودى ابتلائى سياسي».. ذات تأثير واقعى على ..»الإنس».. بما أتاحه الله لعدوهم المبين ..»إبليس».. وحزب شياطينه من ..»سلطان».. لا يحق على ..»عباد الله المخلصين»..
فى إطار السياق السابق.. وأهمية ..»علم الله المستبق للخلق».. علمنا تفصيلا من الذكر الحكيم ..أن ..»الجن».. بكل سمات قدراتهم المستمدة من خلقهم من ..»مارج من نار السموم».. قد خلقهم الله تعالى قبل خلق الإنس ..»بزمن كبير جدا».. وأحق عليهم ..»الابتلاء العبودى سياسيا».. وصاروا بمقتضاه ثلاثة أزواج هم ..ملائكة عباد مخلصين مقربين.. وأهل يمين مؤمنين.. وشياطين عصاة كافرين.. وعلمنا تكليف كل زوج ووظائف أعماله ..»وخاصة الملائكة منهم».. الذى كان إبليس منهم..
ثم علمنا متى وكيف بعد خلق وتقدير ..»الجن».. كيف خلق الله ..»أدم».. وبظهره كل ذريته.. وكيف عايشت تلك الذرية ..حمل أدم لما لم يعرض عليه من ..أمانة التكليف.. «العبودى الابتلائى سياسيا».. وكذا عايشت أحداث كيفية ..ارتباط التكليف العبودى الابتلائى سياسيا بين ..»الجن والإنس».. وكيف صار ..»إبليس».. عدوا مبينا لآدم وذريته.. وكيف خلق الله وجعل لأدم زوجه ..وبما كلفهما بعدم التذوق والأكل من ..»الشجرة المحرمة».. وكذا كيف أتاح لهم ..»الجنة».. سكنا ذات نعيم مقيم ..وحينذاك ..»حدث أمر جلل».. على كل منا أن احتسابه ..»بشدة لطف العلم سياسيا».. نعم.. وعنه يقول الحق تعالى ..»وإذ أخذ ربك من بنى آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلا شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين . أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم أتهلكنا بما فعل المبطلون».. (173/ الأعراف).
بما شهدنا على أنفسنا ..وربما كل منا ظن بأنه ..»قادر».. على الوفاء بشهادته ..إلا أننا كنا نتساءل عن ..ما هى الأسباب التى يمكنها أن تغافلنا ..ومن هم الأباء المبطلين ..نعم.. فقد كنا بجنة ليس بها أى من ..»بطلان».. ولكننا رحنا نعايش ..»وقائع».. عجيبة .. بدايتها كان حوارا بين إبليس وأبانا.. بدا فيه إبليس كنا صح أمين وأبانا متشددا حتى فى .. مجرد الاستماع لذاك النصح.. ثم تلى ذلك حوارا مماثلا بين إبليس وزوج أبانا.. وحينما تكررت تلك الحوارات ..»الثنائية».. حتى بين آدم وزوجه ..»صار بعد ذلك الحوار ثلاثيا».. به من سمة الاقناع قناعة ..»وبذاك الود الذى تسيد».. حدث الأمر الجلل الثاني.. «والذى كنا نخشاه جدا».. خاصة حين كان أبانا وزوجه ..»يتقدمان نحو الشجرة المحرمة».. أي.. نحو عصيان أمر الله ..»وما كادا يأكلان منها».. وبدت لهما سوءاتهما ..وراحا يحاولان سترها بورق الجنة.. وشدة ندمهما تتضرع توبة لله ..»ورجاء مغفرته وعفوه».. بينما راح إبليس يمرح فرحا وابتهاجا ..صدر أمر الله بهبوط آدم وزوجه ..»ونحن معهم».. إلى أرض الدنيا.. وهنالك فقط أدركنا ما الذى ..»سنواجه بشهادتنا على أنفسنا»..
نعم.. عايشنا بما بات فينا ..»من نشاط تفكر وتدبر ومحاولة الاعقال».. لشدة لوع حزن أدم ..»ومداومته على السجود استغفارا وطلبا لعفو ربنا».. ورجاء بلقاء زوجه التى ضلت بالأرض .. وعايشنا كيف كانت فرحته عظمى ..»حين تلقى من ربه كلمات قرآنية».. وما إن أتمها غفر الله له ..»بل وأعاد له صحبة زوجه»..
ولكن.. بدأت معايشتنا الجمعية ..»كذر بظهر أبانا أدم».. أمور شتى بذات نوعيتها وكميتها وكيفيتها أيضا.. منها على سبيل المثال لا الحصر ما هو آت.. (١) بتزاوج أدم مع زوجه.. وهو أمر أثار فى بعضنا الكثير.. تساؤلات وتصورات وأمانى شتى كثيرة.. (٢) راحت جمعيتنا تنتقص بانتقال بعضنا القليل.. لظهور أباء أخرى كانت معنا.. (٣) رحنا نستشعر وكأن بأنفسنا ..»صوت إبليس أو من يمثله».. وبدأ ذلك حديثا نقاشيا بيننا ..منا من استهداه وصدّق به.. ومنا من كذّب وراح يذكرنا بما حدث ..»بزمان الجنة».. ومنا من تأرجح بين هذا وذاك.. ولكن.. جميعنا وبدرجات مختلفة التأثر ..كنا بأحداث ..»دنيا الأرض وزمانها».. وما بهما من محبب ومرغوب ..»وما هو مستنكر ومكروه».. ولم نكن بذلك على رأى موحد قط.. (ج) حتى حين عايشنا ..»قتل الأخ لأخيه».. وقد كانوا منا من قبل ..منا من امتدح ما حدث.. ومنا من استنكره ..وأيضا بدرجات كثيرة ومختلفة ..(د) ربما الخلاصة حتى الآن هي.. ندرة قليلة تمسكت بذكر ..»شهادتها».. أما الكثرة فمنها من لج فيها والباقى قد طواها لديهم النسيان ..
وإلى لقاء إن الله شاء