قبل أن نعود إلى ..»ذرية العليم إسحاق».. لنرى كيف كثير منهم من قدم .. العلم على الحلم.. بل ودائما ما يقدم الذين كفروا من بنى إسرائيل وهم ..اليهود والذين أشركوا.. العلم على الحلم.. بل وباطل بغى العلم وليس حقه.. «عداوة للذين أمنوا».. واعتداء عليهم.. وحينئذ.. نود الإشارة المؤكدة على الآتي.. أن اسم العلم بصفة عامة.. هو ..«نوعان».. الأول منهما هو ..«علم الحق».. الذى ينتسب إلى ..«الله الحق سبحانه».. وهو الذى أمر الله بالأخذ به وبحقه.. الذى به تقوم عمارة الأرض بما ينفع الناس.. «سياسيا».. وبه تأتى قوامة ..«الحلم».. دون أن يتقدم عليه ..أما النوع الثانى فهو ..«باطل بغى العلم».. والذى دائما ما يقدمه ..«صاحبه».. على الحلم.. وببغى ذاك البطلان ..تفسد الأرض ويعم الضرر بالناس ..«سياسيا».. وذلك ما نشهد ..«خيانته» ..بزمان عصرنا القائم علينا ..«حاليا».
قدر الله ..«العلم».. بنوعية اختيارا أمام استلهام أنفس ..«الجن والإنس».. وذلك بما شاءه لهم وعليهم من ..«ابتلاء عبودي».. .. وحينذاك.. قد ذكرنا مثال أبينا ..«إبراهيم».. حين غرر به ..«علمه».. فقدمه على ..«حلمه».. وقاده مسرعا إلى ..«تحطيم أصنام قومه».. فألقاه قومه فى جحيم النار.. فلما أن تداركته رحمة ربه.. وقال له الله ..«أسلم».. فقال «أسلمت لرب العالمين».. (١٣١/ البقرة).. صار بعد ذلك ..حليم أواه وأواه حليم مقدما حلمه على علمه رحمة من الله به ..«وبالناس».. وهكذا صار إبراهيم الذى كان من ..«شيعة نوح».. إماما للناس بفضل وأمر ..«الله».. الذى اتخذه ..«خليلا».. وبالإسلام لله وصى إبراهيم بنيه ويعقوب.. وبها وصى يعقوب بنيه.. «بنى إسرائيل».. وآلا يموتن إلا وهم ..«مسلمون».. ومع ذلك ورغما عنه ..حين تقدم علم يعقوب على حلمه.. أصابه الحزن الشديد.. «حتى إبيضت عيناه».. فأناب إلى الله ..«فرد له بصره».. ويوسف بذلك ..»مكث فى السجن عدة سنين».. وداود أصابه ..«الخوف والفزع».. وسليمان ألقى على كرسيه ..«جسدا».. والكل بعد الآيات ..«لله أناب».. والكثير ممن ..«هادوا».. إن استفاقوا يعودوا لله مسلمين لا خوف عليهم ولا يحزنون.. ولكن ..«يهود بنى إسرائيل».. «لا يتناهون عن منكر فعلوه».. (٨٠/ المائدة).
والآن ..يظل أمامنا مثالين ..«هما موسى وعيسى ابن مريم».. وكلاهما من بنى إسرائيل ..بل .. وهما ومن ذكرنا من قبلهم ..«جميعهم أنبياء ورسل من الله».. جميعهم من الصالحين المقربين.. أقول ذلك وأذكره ..ليس نقدا منا وأعوذ بالله من ذلك ..«وليس تفريقا بين رسل الله قط».. بل محاولة بحث علمى في.. «احكامات حكمة وعظة الله لنا فى ملكه».. نعم.. محاولة مفتحة الأبواب للنقد والتصويب والتصحيح من ..«أهل الذكر».. فالحمد لله ..»نحن بالله وكتبه ورسله من المؤمنين».. ونجتهد فى إقامة ..«سياستنا».. على ذاك الحق الثابت.. وندعو بذلك إلى ..«التوبة».. إلى الله والتطهر من ما أصاب سياسة زماننا من ..«خيانة».. الجهالة والعمالة.. وينجينا من سوء دنس ذلك ..«وقبح أهله».
نعم.. وجه وتوجه ..«سياسة الخيانة قبيح».. وكذلك وجه وتوجه ..«سياسة الخائن».. سواء كان جاهل أو عميل لحزب شياطين ..«الإنس والجن».. فهو خائن للحق سبحانه وما أحق بأمره فى ملكه.. من عمارة للأرض بما ينفع الناس.. نعم.. فهو خائن حين يأتى سعيه ..«السياسي».. بخراب وفساد للأرض.. وقتل وتشريد وإضرار ..»وإفقار».. الناس بتدمير ..«شرابهم».. وغذائهم وما يطيب جراح سكينة أنفسهم ..ويسد أمان احتياجات بقائهم ورحمة تواد أسرهم.. نعم.. فمنذ متى باتت أسرى السجون ..«بنوكا بشرية سياسات».. تشترى بها الأرض والولاية حكما باطلا.. ومنذ بات القتل الجماعى عمدا ..«حقا سياسيا».. ودفاعا عن نفس ظالم مغتصب فى وجه.. حق مقاومة الظلم والاغتصاب الواقعين عليه ..ومنذ متى قامت وتقوم ..«المؤسسات السياسية».. على إمعات بشرية مهمتها ..«خيانة الحق».. ونصرة المجرم وإجرامه.. «وقهر كثرة الشعبية المناصرة للحق».. نعم.. بأى عالم أدمى بشرى إنسانى يحدث ذلك.. ويحكم بطغيان القوة المادية من دون ..«حق المعنوية».. ذاك يفرض ويعلو حكمه.. إنه مع شديد أسف التعجب الاستنكارى ..«يحدث الآن.. بغزه الفلسطينية كأكبر مثال على ما ذكرنا».. بعالم الإنسان المدعى العلم.. «علم باطل البغي».. وعلم الحق منه براء ..نعم.. عالم حكم طغيان ..«المال وعصابته».. على ما للإنسان من حق حياة كريمة.. نعم.. عالم توارى فيه الرجال الحق ..وتأمع أشباه الرجال على مواقع الحكم ..«إلا قليلا».. نعم.. عالم علو حكم ..«اليهود والذين أشركوا».. الذين هم أشد الناس عداوة للذين أمنوا ..ولكن.. لكل ليل حالك الظلمة وله نهار.. «بنور الله».. يدرك الرجال أولى العزم الشديد ..«حق سبيلهم».. سبيل تتبير علو من طغوا باستكبار أنفسهم ..وعلى ذلك أقسم بالله على حدوثه.. وأنا بذلك إن شاء الله من الصادقين.
وإلى لقاء إن الله شاء
ملاحظة هامة
اللهم إنى أعوذ بك فى هذا الشهر الكريم .. «أن أجهل أو يُجهل علي» ..أو علينا..