وبلمحة فكرية بإذن الله عن.. «الصبر».. عسانا بها ندرك اكتمال حديثنا عنه.. وعن قيمته الإسلامية لله.. «منا».. بل وبذلك نستطيع إدراك قيمة.. الحلم أيضا.. وتلك اللمحة هي.. أنه ليس منا من بنفسه رجاء من الله.. لم يتحقق رغم أخذنا بكل أسباب الحق لتحقيقه.. «وصبرنا على ذلك».. وربما يعتصر بعضنا تساؤله.. عن عدم تحقيق الله.. «ذاك الرجاء له».. رغم أن الله سبحانه قال.. «ادعونى أستجب لكم».. وحينئذ نقول.. ـ والقول الحق لله ـ (١) هل ما دعونا الله به هو.. رجاء حق أم أمنية نفسية.. أمنية ربما بها بعض من أهواء النفس وسوسة الشياطين.. وقليل من رغبة العلو بالأرض.. نعم.. علينا مراجعة ذلك حتى يكتمل لنا.. «حق الرجاء الذى يستجيب الله له».. (٢) من يدعى أن.. «رجاءه مكتمل».. هل تفكر فى قول الحق الذى يقول.. «وما أوتيتم من العلم إلا قليلا».. (85/ الإسراء).. كذا قوله.. «إن الله يعلم وأنتم لا تعلمون».. (74/ النحل).. وهل تفكر.. «بقدر إيمانه وإسلامه له».. خاصة وأن الله أكمل لنا الدين وأتم علينا نعمته وارتضي.. «الإسلام لنا دينا».. (٣) لو أن.. «الداع».. أدرك ما سبق.. «لحق له الصبر الجميل».. الذى ارتضاه.. (٤) حينذاك.. «سيتحول صبره الجميل».. استباقا لفهم الدين وحق الإسلام لله ويدرك كيف كان.. «صبر رسوله».. على شدة الابتلاء.. (٥) بما سبق.. «أعتقد».. أن الرجاء سيصبح.. «فقط».. قبول الله لنا بوسع رحمته.. وحينئذ.. أعتقد أيضا أن كل ما اجتهدنا به.. «هو أقل من حق الذكر».. فمن شاء حق الذكر.. فليس أمامه وله سوي.. «القرآن الكريم».
الحلم.. وبداية نراه ـ والرؤية الحق لله ـ أنه من أهم.. «نعماء الله».. على بنى أدم بصفة عامة.. «سياسيا».. فى الأرض والناس.. «حكما».. وعلى ذرية.. «إبراهيم».. الذى كان من شيعة.. «نوح».. بصفة خاصة.. وخاصة منهم بنى إسرائيل.. «بنى يعقوب ابن إسحاق العليم».. أتباع موسى أهل.. «التوراة».. الذين.. «هادوا».. من دون.. «اليهود».. الذين كفروا منهم.. وأتباع عيسى ابن مريم أهل.. «الإنجيل».. وهم.. «النصاري».. أهل الود ورأفة الرحمة والرهبانية.. من دون الذين.. «أشركوا».. ثم بصفة التخصيص الخاص.. أتباع محمد أهل.. «القرآن».. المهيمن على ما قبله من كتب.. وهم الذين أسماهم إبراهيم بالمسلمين.. (78/ الحج).. وذلك أيضا من دون.. «الذين أشركوا».. وحينئذ.. علينا أن نفهم وندرك بالحق.. «ما سبق».. أنه ليس تفريقا منا بين.. «رسل الله».. بداية من إسماعيل وإسحاق.. وصولاً إلى موسى وعيسى ابن مريم ومحمد.. وذاك ما أمرنا الله به.. حيث قال.. «آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير».. (285/ البقرة).. ولكن.. يقول العزيز الحكيم سبحانه.. «تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات وأتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البينات ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد».. (253/ البقرة).
وقبل أن نتحدث عن الحلم.. أود أن أقف.. «وقفة».. أمام الآية السابقة بما هو آت:.. (١) ما جاء بالآية من.. «حق علم منتسب لعلم الحق».. هو جزء لا يتجزأ من حق العلم المقيم.. «للحلم وسياسة الحليم».. (٢) نحن لا نفرق بين.. «الرسل».. فجميعهم عباد لله مخلصين ومن المقربين.. وكل منهم.. «آية حق».. بزمانها ومكانها.. حتى اكتمل الدين.. «وعلمه».. وتمت نعمته على من شاء.. «عدل حق السياسة».. فى الأرض والناس.. حينئذ.. أرسل الله رسوله الأمي.. «محمد».. للعالمين حتى آخر الزمان.. «بعلم القرآن».. لمن يشاء رحمة وعدل السياسة.. (٣) انظر يا من تسمع وتبصر ولك.. «فؤاد».. وقدرة على التفكر والتدبر والاعقال بمقتضي.. «علم الحق وحق العلم».. انظر للآية السابقة ولما هو آت.. من قول الحق الذى يقول.. «نحن قدرنا بينكم الموت وما نحن بمسبوقين ❊ على أن نبدل أمثالكم وننشئكم فيما لا تعلمون ❊ ولقد علمتم النشأة الأولى فلولا تذكرون».. (62/ الواقعة).. وقْف طويلا بالذكر والتذكر أمام.. «وننشئكم فيما لا تعلمون».. نعم.. فالله سبحانه ينشئ مما يشاء ما يشاء إلى ما شاء.. نعم.. ما لنا وعلينا سوى محاولة.. «الفهم والتذكر».. وهكذا نحاول التذكير.. دون تفريق بين رسل الله.. الذى له التفضيل والفضل ورفع الدرجات.. بيننا جميعا.. «وبين من درجاتهم رفيعة».. (٤) انظر للآية رقم.. (253/ البقرة).. والتى أتت على ذكر.. «بنى إسرائيل».. وعظم وكثرة آيات الله لهم.. «بموسى وعيسى ابن مريم».. وكيف أن سمة بنى إسرائيل.. «بصفة خاصة».. هى الاختلاف والاقتتال الباطل.
وإلى لقاء إن الله شاء.
ملاحظة هامة:
فما فساد الأرض وضرر الناس.. سوى من عمى جهالة السياسي.