والآن.. وبما هو آت إن شاء الله.. سنقف بالذكر الحكيم على باب نهاية بحثنا العلمي.. وذلك بأمرين.. أولهما هو.. سمات صفات إشراك كفر ..«يهود».. بنى إسرائيل أمام وفى وجه ..«رحمة الله بهم».. لنرى رأى العين عجب جحود نكرانهم.. وغلف قسوة قلوبهم ..وكيف أنهم لا يتناهون عن منكر فعلوه.. وكيف أنهم صناع الانحراف عن الحق وتحريفه ..نعم.. سنرى نكرانا يتعجب الكفر من اكفاره.. «ولا يجد الاعقال له عقال».. أما الأمر الثانى فهو تساؤل.. ربما نجد له أسبابا واهية بها نجد له ..«شبه إجابات».. إذن.. علينا أولا رؤية عجب نكران المواقف العملية التى حدثت وتحدث من ..«كفران اليهود».. ثم نحاول البحث عن أسباب تبعية النصارى لهم.
(١) علمنا بحثيا بمقياس ..«الذكر الحكيم».. أن علم فرعون مصر ماديا دنيويا قد بلغ مبلغا لم يدركه أحد ..«حتى يومنا هذا».. وذاك ما أطغاه وصار ..«عاليا فى الأرض».. (٤/ القصص).. وذلك ما جعله ..«عدوا لدودا».. لما جاء به موسى من حق علم ..«دينى ودنيوي».. وعدوا للذين أمنوا مع موسي.. أى ..«لبنى إسرائيل».. خاصة من ..«هادوا منهم».. وهكذا وبما رأى فرعون.. قرر القضاء على موسى وأتباعه رغم ما بدا له من ..«آيات رب موسى وهارون».. ولم يكتف بتعذيبه لهم.. ولا إخلاء سبيل عودتهم إلى أرض ..«كنعان».. التى أتوا إلى ..«مصر منها».. وهكذا راح يطاردهم حتى بات خلفهم والبحر من أمامهم.. وظنوا أنهم مدركون (61/ الشعراء).. وحينذاك.. وقد راح الخوف يفتك بأفئدتهم.. قال لهم موسي.. «إن معى ربى سيهدين».. (62/ الشعراء).. فأمره الله بأن يضرب البحر بعصاه.. «ففعل».. وعن ذلك يقول من أمره بالقول ..»كن فيكون».. سبحانه ..»فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم « وأزلفنا ثم الآخرين «وأنجينا موسى ومن معه أجمعين » ثم أغرقنا الآخرين« إن فى ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين « وإن ربك لهو العزيز الرحيم».. (68/ الشعراء).. ويقول العزيز الرحيم أيضا ..«وإذ فرقنا بكم البحر فأنجيناكم وأغرقنا آل فرعون وأنتم تنظرون».. (50/ البقرة).. آية لا أقول بأنها تجعل الحجر مؤمنا إلى يوم البعث ..«لأن الحجر كذلك».. بل أقول تجعل الكافر يخر ساجدا لله إلى قيام الساعة.. «ولكن».. نحن نتحدث عن ..«من كفر من بنى إسرائيل».. نعم.. عن اليهود الذين قلوبهم أشد قسوة من الحجارة.. (74/ البقرة).. نعم.. فما كاد موسى يبتعد بهم قليلا عن البحر.. حتى رأوا قوما يعبدون تماثيل حجرية لهم.. فقالوا لموسى ما لا يتوقعه عاقل ..«ولا يقره إلا كفار جاحد».. وعن قولهم الإثم هذا.. يقول من قوله الحق تعالى ..«وجاوزنا ببنى إسرائيل البحر فأتوا على قوم يعكفون على أصنام لهم قالوا يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون « إن هؤلاء متبر ما هم فيه وباطل ما كانوا يعملون».. (139/ الأعراف).. وحينئذ.. «يعظنا الله».. بتساؤل تعجبى استنكاري.. فيقول سبحانه.. «أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون».. (75/ البقرة).
أيها القارئ العصرى العزيز.. رغم أن تساؤل الله هو ..«إجابة نافية».. هى أننى أراها.. والرؤية الحق لله ..«عظة لنا».. بل تحذير شديد من جحود ونكران وعصيان.. كفر سمات اليهود.. «الذين كفروا من بنى إسرائيل».. ونهجهم السياسى فى الأرض والناس.. الذى لا يأتى منه.. «عمارة للأرض ولا نفع للناس».. بل وأرى أن تلك العظة وذاك التحذير يمتد ليشمل.. «ضعاف الأنفس ومرضى القلوب منا».. الذين يطمعون فيما هو ليس.. «بمطمع حق».
ولكن.. كيف نفهم قول الحق تعالي.. «وإن جنحوا للسلم فاجنح لها».. وتوكل على الله ..(61/ الأنفال).. وحينئذ.. أرى أن السلم نقيض الحرب.. واليهود لا يتمنون الموت أبدا بما قدمت لهم أنفسهم من باطل.. وأنهم أحرص الناس على حياة.. ويطمع كل منهم لو يعمر ألف سنة.. إذن.. الحرب بعدتها هى الجابر لهم على السلم.. ولذا يقول الحق تعالي.. «وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم».. (60/ الأنفال).
وإلى لقاء إن الله شاء.
ملاحظة هامة: إعداد القوة شيء.. والأمر بتوظيفها شيء آخر.