أيها القارئ.. «العزيز».. دعنى أدعوك ونفسى لوقفة تفكرية.. «أمام رسول الله محمد».. الذى كان معلوم عنه أنه.. «أمى».. وقد أقر هو على نفسه بذلك حين أتاه رسول الله.. «جبرائيل».. لينزل عليه رسالة.. «القرآن».. وقد ذكرنا بعضا عن ذلك.. وعن أن.. «أميته».. دليل حق رسالته بما أنزله الله عليه من.. «قرآن».. بل وتفك.. «شفرة».. أميته بل وتزيدها علما بما هو.. «غيب».. لا يعلمه إلا الله تعالى.. وقد تجلى ذاك الغيب فى حديثه.. «بل أحاديثه».. عن عسقلان وشهدائها.. بل وعن ما يحدث بها الآن بعد.. «أكثر من ألف وأربعمائة وخمسين عاما».. إلخ..
ولكن.. ما أدعو إليه هو.. التوقف أمام ماهية.. «سر».. فك شفرة القراءة لدى رسول الله محمد.. عليه وعلى كل رسل الله الصلاة والسلام..وحينئذ.. فيصبح السر فى ماهية.. «القراءة وكيفية الاستقراء».. دون التغول رجوعا إلى.. «التاريخ».. وكيفية التعارف بين البشر.. بل وتعريف الأمور ومعانيها بينهم.. وكذا تعريف الأشياء والاتفاق بينهم على ذلك.. بل وكيف نشأت تعددية اللغات.. «ولهجاتها».. بتعدد فصائل وقبائل وأمم البشر.. باختلاف تعدد المكان بالأرض.. بل واختلاف ما يعمر به كل مكان من أشياء.. إلخ.. إذن دون كل ذلك والكثير غيره.. علينا أن نقف أمام ما جعله.. «وأقره».. الله العليم بكل شىء قدره وخلقه.. «من نعماء».. «السمع والبصر والفؤاد».. لعلنا نعقل الأشياء والأمور.. «بالقلوب».. المهيمن عليها الفؤاد وبمملكة كلية علم الحق بها.. «نشأ الاستقراء».. والتعرف والتعارف البينى بين.. كل مخلوقات الله.. ومنهم البشر الناس.. «الإنسان».. إذن أول.. «قراءة».. واستقراء تعارفى هو.. «القراءة السمعية».. ولكنها تظل مختلفة باختلاف.. «اسم الإنسان».. وقبيلته بحكم أغيار الزمان والمكان..أى.. «باسم الإنسان وسكنه».. وما به من سكينة نسبية.
والآن.. نعود للقرآن وواقعه..فك شفرة القراءة السمعية.. «لدى محمد».. من خلال.. «جبرائيل».. فى كهف أو غار.. «حراء».. وهو يحتضنه بشدة.. «عصرا».. وكأنه يصفيه للحق ويطهره من أى باطل دنيوى.. وهو يقول له.. «اقرأ».. ويرد محمد قائلا.. «ما أنا بقارئ».. وراح ذلك يتكرر حتى بات محمد.. بحال استواء لتقبل رسالة الله سبحانه وتعالى.. أى.. بحال التحول إلى.. «رسول لله إلى العالمين».. رسول رحمة من الرحمن سبحانه.. هنالك راح جبرائيل يفك له شفرة القراءة.. ويمنحه سرها الأعظم وهو.. «بسم الله».. وليس باسم ما دونه من مخلوق.. حينذاك.. راح جبرائيل يتلو على محمد الآتى.. بسم الله الرحمن الرحيم.. «اقرأ بسم ربك الذى خلق .. خلق الإنسان من علق .. اقرأ وربك الأكرم .. الذى علم بالقلم .. علم الإنسان ما لم يعلم».. «5/ العلق».. هكذا صار محمد رسولا مرسلا من الله..يقرأ كل ما يسمع..يقرأ كل ما يرى.. يقرأ ويفهم كل مدلولات وعمق معانى.. ما يسمع ويبصر ويعقل ذلك بقلب سليم..»مثل أبيه إبراهيم».. الذى بعثه الله على ملته.. وكل ذلك.. «بسم الله»….
«2» ربما يفهم البعض منا أن السابق ذكره.. هو حديث دينى.. «عقائدى».. لا دخل له فى السياسة.. «أو بالسياسة».. وحينئذ.. أرى بجلاء يقينى والرؤية الحق لله ـ أنه القاعدة.. «الأم».. لمعنى ومفهوم السياسة.. «هى».. ما من سياسة إلا ومنطقها التأسيسى.. «عقائدى».. وذلك بدليل.. «واقعى تاريخيا».. وهو أن.. «أمة الإسلام».. ساست حكم العالم قرابة.. «ألف سنة».. وحينئذ.. ندرك أن واقع السياسة دنيويا حتى قيام الساعة.. «هو ثلاثة صور نوعية».. هم.. «ا» سياسة باسم الله.. «ب» سياسة باسم إبليس وشياطين الإنس والجن.. وتلك سياسة معتقدها هو..لا دين فى السياسة ولا سياسة فى الدين.. «الحق».. «ج» سياسة..»اليهود».. الذين كفروا من بنى إسرائيل.. «بنى يعقوب».. وتبعهم فى ذاك.. «الانحراف وتحريفه».. الذين أشركوا من أهل حق الكتاب السماوية الثلاثة.. «توراة وإنجيل وقرآن».. وهكذا بات.. «اليهود والذين أشركوا».. بمخلوط تحريف معتقدهم.. «هم».. أشد الناس جميعا.. «عداوة».. للذين آمنوا..نعم.. أشد عداوة.. «سياسية».. للمؤمنين والذين هادوا والنصارى والصابئين.. «أى المؤمنين جميعا».. وتكمن شدة خطورة عداوتهم.. فى خداع سياستهم باسم.. «دينهم».. الذى يدعون أنه.. «الدين».. وما هو بالدين الحق القائم.. «باسم الله».. نعم.. فالله نهى عن تحريف الكلم..وعن الكذب.. وعن الفساد فى الأرض والناس.. وعن عدم الانتهاء عن فعل السوء.. وعن القتل العمد بدون حق مبين.. «أى عن الاغتيال».. بل وشدد فى نهيه على.. «انعدام».. قتل الأسرى والأطفال والنساء وكبار السن.. «فاقدى قدرة الدفاع عن أنفسهم».. إلخ.. بينما اليهود يفعلون سياسيا عمليا كل تلك المنكرات المنهى عنها.. وصولا إلى تبنيهم..»للإبادة الجماعية»..
وإلى لقاء إن الله شاء.
ملاحظة هامة
حق القراءة..»نعمة عظمى».. إذا بلغت حق استبيان مدلولات ومعانى المقروء
بشرط سلامة القلوب….