ونستكمل تفصيل ما سبق ذكره.. بإذن ومشيئة الله بمقياس ..»ذكره الحكيم».. مع التأكيد على أن مقصدنا سياسى ..وحينئذ.. وبما أرانا الله تعالى سنقف أمام مفاهيم أربعة.. لنوعية وكمية وكيفية كل منها .. (1).. «مفهوم البيعة» .. ومقتضاه أن الله سبحانه اشترى من .. «المؤمنين» .. أنفسهم وأموالهم بأن لهم .. «الجنة» .. وحينئذ .. علينا فهم وإدراك أن المؤمنين .. «بايعوا الله» .. باختيار حرية أنفسهم ..نعم.. «باختيارهم المستبصر» (111/ التوبة) .. (2).. «مفهوم القتال» .. هو أن يقاتلوا .. «فى سبيل الله» .. أى .. «يَقْتلون ويُقْتلون» .. وهم على استبصار بأن ذلك .. «هو الخير لهم» .. أي.. أنهم استبدلوا .. «كره القتال بحبه» .. فى أنفسهم .. (216/ البقرة) (3) .. «مفهوم» .. المؤمنين المشار إليهم .. «أنهم» .. الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين.. «من آمن منهم وعمل صالحا» .. (62/ البقرة) .. وهكذا صارت البيعة .. «وعد حق من الله» .. مذكورا فى .. «التوراة والإنجيل والقرآن» .. (111/ التوبة).. (4) .. «مفهوم» .. أن .. «اليهود والذين أشركوا» .. وبمقتضى أنهم .. «أشد الناس عداوة للذين آمنوا» .. (82/ المائدة) .. ليس .. «معنيين» .. بحق البيعة وحق الجنة بل وحق القتال فى سبيل الله.. بل هم المعنيون ..بوعيد الله عليهم.. بالتدمير لبغى .. «علوهم الكبير» .. وتسوء وجهوهم .. وبقتلهم على يد المؤمنين بحق .. «القتال» .. (من 4: 7 / الإسراء).. إذن.. هؤلاء من دون .. «الذين هادوا» .. لا يحق لهم معاهدات .. «سلام» .. من المؤمنين لأنهم.. من كفروا من بنى إسرائيل.. ولأنهم أهل .. نقض لما يعاهدون عليه.
باحتساب واعقال.. حق الذكر السابق.. وكذا واقع ما أصابنا .. «كأمة إيمان بالله وإسلام له» .. من غفلة ونسيان قد أدوا ..إلى أصابتنا .. «بمرض الوهن» .. ونقض .. «بيعتنا مع الله» .. فإننى أود تأكيد أمرين .. «بت أراهما رأى العين» .. والرؤية الحق لله.. وهما.. (ا) أن .. «العلو الكبير» .. لبنى إسرائيل .. «بصفة عامة» .. قامت على ما بينهم من .. «مداد عرقى أيديولوجى باطل» .. ولتحالف اليهود منهم مع الذين أشركوا .. «من أهل الكتب جميعا» .. بصفة خاصة.. قد بات على أعتاب .. «اكتماله» .. وقيام قوامة باطلة.. فوق رءوس الذين آمنوا جميعا ..نعم.. ولم يعد أمام ذاك الاكتمال سوي.. «الصخرة المصرية» .. التى أكد .. «الذكر الحكيم» .. والتاريخ من بعده.. «رفعة حق انتصارها» .. حتى لو من بعد شيء من .. «الانكسار والهزيمة»!! (ب) من سمات ظلمة وجهالة .. «الإنسان» .. أنه لا يتذكر حق ربه.. إلا حين يمتلكه الضعف وقلة .. «الحيلة» .. المهددة لكرامة تواجده.. «وبقائه» .. حينذاك.. يهرول باللجوء إلى .. «ربه الأعلي» .. بيقين إيمانى به وإسلام له.. «راجيا منه نجدته» .. وقبول .. «مبايعته له» .. وتلك من الحالات .. «الاجبارية» .. التى يرتضى .. «الإنسان فيها» .. القبول اليقينى .. «لتمحيص» .. ربه له.. والتحول بذلك إلى .. «عابد لله» .. أولى بأس شديد ..وأننى لأرى رأى العين أيضا.. والرؤية الحق لله.. أن ذاك .. «التائب» .. بات كثرة فى سبيلها للحاق بمن.. بايعوا الله من قبل .. «باختيار أنفسهم الحر» .. على بيعة .. «تدمير» .. «علو اليهود والذين أشركوا الكبير» .. نعم.. ذاك واقع يحدث الآن وفى سبيله .. «للاكتمال أيضا» .. والعلم كله والحكم لله.
والآن.. ولكى ندرك أسباب تفاعل المكنون النفسى .. «إنسانيا شعبيا» .. والتى بمقتضاها للإصابة بمرض .. «الوهن» .. سياسيا وكذا التطهر منه.. بالتحول الجبرى إلى الأخذ رضاء .. «بتمحيص الله» .. والسعى الحق بتأثيره إلى .. «مبايعة الله» .. على القتال فى سبيله.. فعلينا أن نتساءل عن هل تجمعت تلك الأسباب فى سبب واحد كما تدعى .. «مقولة» ..»أن الشعوب على دين ملوكها» .. أم أن ذاك الدين السياسي.. ظل مشاركة بين .. «ولى الأمر وشعبه» .. بمقياس .. «وعى علم الشعب أو جهالته»؟.. وحينئذ.. قد توجب علينا بحث وتدرس .. «ثلاث حالات سياسية» .. تاريخية وعقائدية بمقياس .. «الذكر الحكيم» .
ولكن.. قبل أن نستعرض .. «الحالات الثلاث» .. فعلينا التذكير ببعض.. الأسباب المؤثرة واقعيا فى .. «وعى أو جهالة الشريك الشعبي» .. وفردية جماعته الاجتماعية والتى أهمها ما يلي.. (1) دائما أبدا ما تتسم .. «الفردية الشعبية» .. بعدم بلوغها لتكاملية .. «الوعى العلمى سياسيا» .. سواء كان ذلك بتأثير سياسى من ولى الأمر بقصد منه .. «أو بغير قصد مباشر» .. (2) دائما أبدا.. ما تقع الفردية الشعبية .. «بل وجماعتها الاجتماعية» .. تحت قهرية السعى الدؤوب .. «لسد احتياجاتها المادية والمعنوية» .. التى دونها يتهدد بقاؤها الدنيوى .. «شبه الكريم» .. (3) تتميز السياسة.. بصفة عامة وشبيهتها بصفة خاصة .. «بالتدافع وحتى الصراع» .. وذلك ما يقيم .. «للفردية الشعبية وعليها» .. فرصة تعظيم سد احتياجاتها .. «كسلعة انتخابية أو عصابية سياسيا» .. مما يجعلها مرجحة دائما لعدم الوعى العلمي.. حتى تظل سلعة سياسية .. «تحت وطأة الاستخفاف السياسي» .. (4) حين تصاب السياسة العامة .. «بمحنة» .. لا تجد الشعبية .. «ملجأ لها» .. ولمكنونها العقائدى سوى .. «الله» .. وتلك منحة .. «تمحيصها» .. وقبول بيعتها معه سبحانه .. بالقتال فى سبيله.. بأن لهم كرامة الدنيا .. «والجنة بالآخرة».
وإلى لقاء إن الله شاء.
ملاحظة مهمة إن كان الموت لا مفر منه.. فليكن استشهادا فى سبيل الله …