والآن.. سنحاول بإذن الله استكمال وقفتنا الفكرية.. «عن الحلم وعلاقته بالعلم».. وكذا الفارق بين.. «الحلم والصبر».. وأين محل الصبر بين الحلم والعلم.. عسانا ندرك مقام إسماعيل وإسحاق وذرية كل منهما.. «كرسول محوري».. فيما قدره الله تعالى من.. «ابتلاء عبودي».. على الجن والإنس سواء.. وذلك دون إغفال محورية.. «إبليس».. وحزبه من شياطين الإنس والجن فى ذاك.. «الابتلاء»..
العلم.. بصفة عامة هو.. محدد استبيان ماهية ما يدركه.. «السمع والبصر».. وما بعدهما من حواس.. «الشم والتذوق واللمس من حواس إدراكية».. من مدركات أشياء وكذا أمور.. نعم.. «مدركات مادية ومعنوية».. وبداية العلم قد جاءت من.. «ما علمه الله لأدم من كلية أسماء».. وتوارثها بذريته.. بداية من زوجه ونهاية بأخر أفراد ذريته قبل قيام الساعة.. ويتحدد ذاك الموروث بأفراد ذرية أدم.. «بقدر ذكرهم لله».. والذى تم انتقاصه.. «بنسيان أدم وقلة عزمه»..»115/ طه».. وقد أورث ذريته ذلك أيضا.. وقد استغل.. «إبليس».. ذلك بالتأثير علي.. «أدم وزوجه».. وعلى ذريتهما حتى قيام الساعة.. وذلك أحد أسباب العصيان وأهمها.. بدعمه.. «لأهواء النفس وزخارف زينة الحياة الدنيا».. ولكن.. «برحمة الله الواسعة».. يمكننا الأخذ بالآتي.. : «ا» قدر ومكن الله بكل نفس.. «الفؤاد».. كحافظ حق العلم ومبلغ به دعما لما يدركه ويحس به كل إنسان.. ومصحح لما يوسوس به الشياطين وكذا أهواء الأنفس وتزينه لهم زخارف الدنيا.. ورغم أن ذلك كافي.. إلا أن الله.. «الرحمن».. قد أرسل رسله بحق العلم.. «تترا».. إرسالا يتناسب عدلا مع كل.. «زمان ومكان وما بينهما من أغيار».. دعما.. «للذكر والتذكير به».. بل وشمل ما يتم من.. «عصيان».. أتت به.. «الغفلة والنسيان».. بالتوبة المفتحة الأبواب للغفران.. بل ولتبديل السيئات حسنات.. «لمن يشاء».. أما من استحب الكفر المبين.. فعليه عدلا ما لن يطيقه من عذاب الحريق الأليم .
هكذا.. «حق العلم وعلم الحق» ..واتاحته.. «كقاعدة أم».. لا تلد سوى نور حق الإدراك.. «والتوظيف السياسى فى الأرض والناس».. المستهدف بكل الأسباب غاية.. «عمارة الأرض بما ينفع الناس».. إذن.. ما دون مقياس.. «نفع الناس».. دنيا وأخرة.. هو بغى باطل العلم.. «المنتج».. للفساد فى الأرض والناس.. والهادم لعمارة الأرض.. والداعم لنسيان الذكر.. والمستبق للعذاب الأليم.. وحينئذ.. حين يقول الله تعالى أنه.. «وهب».. إبراهيم غلاما عليما.. «وهو إسحاق».. فعلينا أن.. «نعلم يقينا».. أن الله لا يهب سوي.. «حق».. أى أن علم إسحاق نبى الله ورسوله هو.. «علم حق وحق علم».. وقد ورث ذلك.. نبى الله ورسوله يعقوب.. «أى إسرائيل».. والذى قال لبنيه ناصحا إياهم.. وخاصة العصاة منهم الذين خانوا عهدهم له.. «بالحفاظ على يوسف».. قال.. «إنى أعلم من الله ما لا تعلمون».. «86/ يوسف».. بل وحين جاءه الموت أوصاهم.. «بألا يموتن إلا وهم مسلمون».. «132/ البقرة».. متمثلا بحق ما أوصى به.. «إبراهيم».. بنيه.. فتلك أمة قد خلت لها ما كسبت.. «134/ البقرة».. ولمن بعدهم ما.. «كسبوا وعليهم ما اكتسبوا».. فلننظر لمن كفر من بنى إسرائيل.. «ولمن أشركوا».. وماذا فعلوا ومازالوا يفعلون.. وكل فعلهم عمليا.. «سياسيا».. نابع من شدة عداوتهم.. «للذين أمنوا جميعا»!!
الصبر.. هناك فيما بيننا.. «سياسيا عمليا».. ظاهر باطل يظنه البعض.. «صبرا».. ويدعى بباطله البعض أيضا.. وهو ليس.. «بحق صبر».. إنما هو.. «قلة».. علم وحيلة إمكانيات مبطلة.. أو ربما هو ضعفا وخوفا أو حتى به.. أهواء النفس والمشاع من إيحاءات شياطين الإنس والجن.. «طاعة لإبليس».. عدو ذرية أدم المبين.. نعم.. خوفا على ما اكتسبوا.. أو خوفا من بطش وفساد المفسدين.. وبه يهيمن الفساد وانتشار طغيان.. «الفراعين».. وذاك ما يستدعى عذابات عقاب الله على من فرطوا فى ذكره.. «ونسوا أنه ناصر من ينصره ومعلى شأنه».. فالصبر الذى وصفه الله.. «بالصبر الجميل».. هو علم القنوت لله.. وذلك بتفعيل كل إمكانيات الحق المتاحة.. «للفرد».. إصلاحا فى الأرض والناس.. «تفعيلا مستمسك بأدب وأدبيات الحق».. فإذا لم تأتى النتائج أو بعضها كما كان يرجو الإنسان.. وقد فنت وانتهت من بين يديه.. «الأسباب».. فعليه أن يقنت لله انتظارًا.. «لأمره».. وهو مطمئن.. فذاك القنوت الانتظارى المطمئن.. «هو الصبر الجميل».. المطمئن بالله الذي.. «وعد بالنصر ولو بعد حين».. فذاك صبر انتظار.. «الحين».
ولكن.. هذا جميل صبر العامة من المؤمنين.. وله من أجر الصابرين أجرا.. إذن.. فما هو الصبر الجميل المكتمل الأركان ؟؟..»إنه الصبر الذى أوحى به الفؤاد».. وذلك هو النقص في.. «قنوت».. العامة قليلى العلم.. نعم.. فليس بزمن حياة الإنسان بأرض الدنيا.. «زمنا».. مفرغ من وحى الله للمؤمنين.. «الصابرين حقا».. والذى تسبيح الله بزمن صبرهم.. يفتح لهم الباب المؤدي.. «لمقام الحلم».
وإلى لقاء إن الله شاء