فخورون بك رئيساً لجمهورية مصر العربية.. حامياً وأميناً على حياة ومصالح ومعيشة أكثر من 011 ملايين مصري.. مدافعاً صلباً عن الأمن القومى المصرى بمفهومه الشامل.. حائط صد قوى ضد كل ما يهدد الأمن القومى العربي.. وينذر بضياع بعض دوله.. وتغيير خريطة المنطقة بكاملها عبر مخططات لا تنتهى لتفتيت الدولة الوطنية الواحدة.. ونهب ثرواتها وإرهاب حكوماتها وشعوبها.. شجاعاً فى مواجهة كل التحديات.. عادلاً وحكيماً رفضت كل مخططات التهجير القسرى للأشقاء الفلسطينيين.. وكل مؤامرات تصفية القضية الفلسطينية.. عاشقاً متيماً بمصر الأرض والشعب والدولة والمؤسسات.. روحك فوق كفيك وضعتها فداءً لمصر الأرض والعرض.. الثقافة والحضارة والتاريخ مصر سيناء وأسوان والأقصر والوادى الجديد ومطروح والسلوم والبحر الأحمر.
.. فخورون بك زعيماً.. تنبأت مبكراً بمخططات التآمر وشرق أوسط جديد وتركيع الدول.. فكان سعيك الدائب ومنذ اللحظة الأولى لتوليكم أمانة الحكم ومسئولياته لبناء الوطن بكامل مشتملاته واتجاهاته وتطلعاته ومصالحه.. أدركت مبكراً.. وقبل أن يدرك كثيرون منا.. أن الأمن القومى المصرى يواجه.. وسوف يواجه الكثير من التحديات.. فكان قراركم بإعادة بناء القوات المسلحة المصرية دفاعاً عن الحقوق المصرية والعربية والإسلامية.. واتجهتم إلى «تنويع» مصادر السلاح.. والأخذ بأحدث ما أنتجه العالم فى مجالات الدفاع والتسليح ردعاً لقوى البطش والعدوان.. وإرهاباً لكل من تسول له نفسه المساس بمصر وأمنها القومي.
.. ونأسف سيادة الرئيس أن قطاعاً عريضاً منا لم يستطع حينئذ ومنذ 01 سنوات استيعاب ما تفكر فيه وما تنبأت به مبكراً فغاب عن البعض منا الحكمة.. وسقط فى بئر الشك وعدم اليقين.
.. فخورون بك قائداً شجاعاً لمسيرة الأمن القومى المصرى والعربي.. فى قلبك الآية الكريمة «أعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم».. فكان قرارك الصائب مليون فى المائة توفير كل ما يلزم من أموال بكل عملات العالم لشراء الرافال وميج 92 إم٢ والهيل الهجومية من طراز كاموى 25 وغيرها.. عمل على تطوير وتحديث ورفع كفاءة منظومة الدفاع الجوى ورادارات من مختلف الطرازات لتأمين مختلف الارتفاعات وفصائل الصواريخ المحمولة على الكتف من طراز إيجلا إس وتطوير مراكز القيادة الخاصة بالدفاع الجوى وغيرها.
.. وأنشأت سيادة الرئيس عدداً من القواعد البحرية الجديدة لخدمة تمركزات وإدارة عمل الأسطولين الجنوبى والشمالى وإنشاء عدد من القواعد من بينها 3 يوليو وشرق بورسعيد وتطوير قاعدة برنيس الجو بحرية العسكرية وتزويدها جميعاً بأنظمة القيادة والسيطرة ومنظومات التعاون مع مختلف القوات العسكرية والأجهزة الحديثة فى البحرين الأبيض والأحمر.
لم ترهبك تهديدات «المساعدات» السابقة والحالية واللاحقة.. ومن خلفك وحولك أكثر من 011 ملايين مصرى وأكثر من 004 مليون عربي.. وشطر واسع من شعوب العالم فإن العالم أصبح اليوم بفضل جهودك أكثر اقتناعاً بأن التهجير للفلسطينيين الذين يتشبثون بأرضهم وتراب بلادهم يخالف القانون الدولى الذى يرفض التهجير القسري.. ويخالف اتفاقية جنيف الرابعة لعام 9491 التى تحظر النقل الجبرى للسكان فى الأراضى المحتلة.. واعتبارها جريمة حرب.. وما استقرت عليه المحكمة الجنائية الدولية بروما عام 8991 بتجريم التهجير غير القانونى بوصفه «جريمة ضد الإنسانية» والإعلان العالمى لحقوق الإنسان الذى يركز على حق الأفراد فى التنقل والإقامة.. ثم قرارات الأمم المتحدة 242 لسنة 76 والقرار 491 لسنة 84 بشأن التقسيم والذى ينص على رفض الاستيلاء على الأراضى بالقوة وضمان حق العودة للاجئين الفلسطينيين.. فإن هذه الدعوة بالتهجير ضد الشرعية الدولية وتؤسس لشرعية الغاب وتضرب فى مقتل حقائق التاريخ والجغرافيا.
.. فخورون بك قائداً سياسياً محنكاً وحكيماً.. لا ترهبك التهديدات ولا ينال من صلابة قلبك الصراخ والوعيد.. تدير بكل القوة والثبات أعنف المعارك السياسية والدبلوماسية بأقل القليل من الكلمات.. وأشد وأعتى وأقوى حكمة.. لا تحيد عن أهدافك.. ولا تأخذك التفاصيل إلى بئر التوهان.
.. يساعدك صفاء ذهنك ونقاء سريرتك فى استلهام الخطط وأكثر المسارات أماناً.
.. منحك الله رباطة جأش.. واجهت مخططات التهجير من لحظته الأولي.. ولم تخطئك بصيرتك فكان تحذيرك الذى لم يفهمه الكثيرون فى حينه بعد ساعات من السابع من أكتوبر قبل الماضى عام 3202 عندما حذرتم مبكراً من التهجير.. ففشلت المحاولة الأولى عقب 7 أكتوبر.. وعندما أعيد الطرح مرة أخرى لم تهتز.. ولم تتردد وأعلنتها بكل قوة مصر.. وما حباك به الله من عزيمة وإصرار.. لن نشارك فى ظلم الفلسطينيين.. والتهجير خط أحمر.. غير مقبول مصرياً وفلسطينياً وعربياً.. بل وحشدت العالم أجمع فى مواجهة الخطة الجديدة للتهجير المدمر.
.. بحكمتك سيادة الرئيس.. لم تقابل الطروحات الخبيثة والمدمرة بالعنتريات التى انتهى زمانها.. وإنما تملكتك قوة المنطق.. وصفاء العقل.. وسعة الصدر والصبر.. وقادك الهدوء والحكمة إلى حشد العالم كله.. وحتى أصدقاء أمريكا المقربين فى ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وأسبانيا لتبنى الموقف المصرى القوى الرافض للتهجير.. ودعم مساعى الحفاظ على مسار السلام وحل الدولتين باعتباره الطريق الوحيد لحل الصراع العربى الإسرائيلي.. وأصبح الجميع على يقين من أن الانحياز لطرف معين جريمة لا تغتفر وينذر بسقوط سقف السلام.