االحكاية فيها إنّب، مثل شعبى يردده المصريون يشير إلى الشك تجاه شيء ما، تذكرته حينما نشرت شبكة اسى إن إنب الأمريكية تقريراً مغلوطاً قبل أيام تزعم أن ثلاثة مصادر لم تذكر أسماءهم ولا جنسياتهم!! قالوا إن مصر غيَّرت فى بنود وثيقة الهدنة التى عرضت على حماس وهو ما عرقل الاتقاق!!
يبدو أن صناعة الكذب فيبسى إن إنب أضحت فى أضعف حالاتها لتنتج هكذا كذبا ركيكا يفضح نفسه بنفسه
أولا: المفاوضات توقفت بين إسرائيل وحماس قبل أكثر من أسبوعين من نشر التقرير المكذوب, فهل تذكرت اسى إن إنب فجأة أن مصر غيَّرت بنود الوثيقة، أم أن سببا آخربجديدب أزعج طرفاً ما من مصرفقرر تكليف اسى إن إنب بهذه الكذبة؟ !لاسيما بعدما حذرت مصر بشكل رسمى قبل ساعات من نشر التقرير مؤكدة أن التزامها بالسلام كخيار استراتيجى لا يمنع من أنها منفتحة على كل السيناريوهات حال تعرض أمنها القومى للخطر، وبعدما اعلنت مصر نيتها الانضمام لجنوب أفريقيا فى دعواها ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، وبعدما كشرت مصر عن انيابها اعتراضا على الوضع الإنسانى الكارثى فى رفح الفلسطينية.
من المؤكد أن الذى اخترع الكذبة أراد بها أمرين، الأول تخفيف الضعط الدولى على إسرائيل بعدما أصبحت منبوذة أمام العالم جراء ما ترتكبه من جرائم فى غزة والثانى سوق المبررات لإسرائيل لتواصل الحرب.
ثانياً: الوثيقة يطلع عليها خمسة أطراف,هم حماس وإسرائيل ومصر وقطر والولايات المتحدة، وحين لم تذكربسى إن إنب مصادرها فقد فضحت نفسها لأن المنطق يقول إنهم حتما من الأطراف الخمسة وبالطبع لن يكونوا من مصر أو حماس أو قطر، يتبقى إسرائيل وهى صاحبة مصلحة والولايات المتحدة التى يهمها أيضا تخفيف الضعط على إسرائيل.
ثالثاً: من فرط غباء من روَّج الكذبة أنه تغافل أن من يغير البنود عند عرضها سيتم كشفه عند تنفيذها وهذا خطأ لا يقع فيه تلميذ ابتدائي.
رابعاً: مصر موقفها ثابت من القضية الفلسطينية وتدافع عن حق الشعب الفلسطينى فى قيام دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من يونيه 1967 وليس معنى أنها ملتزمة بمعاهدة سلام مع إسرائيل, أن تغض الطرف عن جرائم الإبادة التى يرتكبها جيش الاحتلال فى غزة وإعاقته دخول المساعدات الإنسانية باستيلائه على الجانب الفلسطينى من معبر رفح وإغلاقه معبر كرم أبو سالم مما تسبب فى تراكم أكثر من 500 شاحنة أمامه
خامساً: على مدار الخمسة عشر عاما الماضية كانت مصر ولا تزال مفتاح الحل والوحيدة القادرة على فك الاشتباك وانجاز الهدن بين فصائل المقاومة وإسرائيل باعتراف العالم كله وأولهم الولايات المتحدة، فهل يعقل أن مصر التى توسطت فى أكثر من خمس محطات سابقة ونجحت فى حقن الدماء تعرقل اتفاق بعد حرب 7 أشهر راح ضحيتها قرابة الأربعين ألف فلسطيني؟!
سادساً و أخيراً: مصر تزعجهم لأنها تقف الآن لمنع تصفية القضية الفلسطينية, وتزعجهم رسائل الردع المصرية دفاعا عن الأمن القومي،ومن ثم لجأ المنزعجون إليبسى إن إنب المعروفة بأنها لعبة فى يد االصهيو – أمريكيةب للدفاع عن إسرائيل.