فنانة قديرة عاشقة للفن تبدع فى كل أعمالها ترى أن الفنان له دور فاعل ومؤثر فى الحياة ويجب أن يعيش مؤمنا بقضية يدافع عنها ويرتقى بها ،ولذلك نراها فى كل أفلامها ومسلسلاتها تقدم اعمالا هادفة تمس المجتمع وتؤثر فيه ويتفاعل معها الجمهور لأن شخصيتها الفنية دائما متفردة لها مضمون وغاية وتحمل رسالة وتصل لأهدافها، انها الفنانة القديرة سوسن بدر التى تعيش حاليا حالة من السعادة بعد تحقيق مسلسها الأخير «البحث عن علا» نجاحا كبيرا.. تحدثت عن أعمالها وتكريمها واختياراتها لأدوارها ورؤيتها لسينما الشباب وأسباب تشجيعها الدائم، والرسالة التى توجهها لهم، وانطباعاتها كعضو فى لجنان تحكيم المهرجانات الدولية والعربية كما تحدثت عن تكريمها فى مهرجان VS Film.
واختيارها كعضو لجنة تحكيم فى مهرجان البحرين التقيناها وكان معها هذا الحوار.
> كيف ترين مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، والتى انتهت دورته مؤخرا ودوره فى دعم السينما العربية والعالمية؟
هو واحد من أعرق المهرجانات الدولية، ودائمًا ما يثبت مكانته عالميًا، فهو ليس فقط منصة لعرض الأفلام، ولكنه أيضًا مساحة للحوار الثقافى والتبادل الفنى. كل مرة أشارك فيه، أجد نفسى أمام أعمال ملهمة ومواهب مبهرة.
> ما أسباب مشاركتك فى مسلسل «البحث عن علا »..؟
عندما عرض على العمل وقرأت السيناريو انبهرت من الطريقة المكتوب بها، ودورى الذى قدمته فى شخصية سهير كان به الكثير من التفاصيل التى لم أقدمها قبل ذلك فى شخصية الأم.
> وما المختلف فى دور «سهير» عما قدمته قبل ذلك؟
نجاح شخصية «سهير» والدة علا عبدالصبور، يأتى بسبب شبهها بشخصيات النساء المصريات ذوات المستوى المتوسط معيشياً، اللاتى تهتم كل واحدة منهن بتحسين ظروف أسرتها، ودعم أبنائها، خاصة الفتيات اللاتى يرغبن فى اختيار زوج مناسب.
كما أن هناك تشابهاً يجمعنى بشخصية «سهير» فى الحياة الحقيقية فكل ما أقدمه على الشاشة، لابد أن يحمل معى شيئاً من ملامحى الحقيقية، ورؤيتي للكثير من الأمور.
> هل كانت هناك استعدادات خاصة من جانبك للشخصية؟
بالفعل عندما قرأت شخصية سهير رسمت لها صفات فى الشكل وايضا فى طريقة الكلام فهى سيدة من طبقة متوسطة لابد ان يكون مظهرها يناسب ذلك ملابسها طريقة كلامها كل هذه الامور تحدثت فيها مع المخرج ووضعنا لها تصوراً لتخرج شخصية سهير بالشكل الذى شاهده الجمهور.
> هل كنت تتوقعين ردود الافعال التى حدثت على المسلسل؟
بصراحة كنت سعيدة جدا فردود الافعال كانت من اول حلقة تم عرضها و لم اكن اعلم ان الجمهور سيتفاعل مع العمل بهذا الشكل خصوصا ان الاحداث كانت ساخنة والحمد لله فرحت جدا بكم التفاعلات الإيجابية التى وصلتنى
> اتجهت فى الفترة الأخيرة الى المسلسلات التى تعبر فقط عن العائلة كمسلسل ابوالعروسة باجزائه واخيرا حدوتة منسية ثم البحث عن علا.. لماذا؟
الفنان يكون مشغولا دائما بتقديم الواقع وبالفعل انا أنجذب للاعمال التى تكن فيها قصة عائلة لان هذا هو اساسا الحياة والمشاكل العائلية هى أكثر ما يشغل المجتمع لان بها الكثير من الاحداث التى يتشوق الجمهور بشكل دائم لرؤيتها على الشاشة.
> تم تكريمك فى الدورة التأسيسية لمهرجان VS Film، للأفلام القصيرة فكيف ترين ذلك؟
التكريم دائمًا شعور رائع لأنه يعكس التقدير لمسيرتى الفنية التى بذلت فيها كل جهدى، المهرجان يحمل أهمية خاصة بالنسبة لى كونه يحتفى بالسينما من زوايا مبتكرة ويشجع على الإبداع أشعر بالفخر بأن أكون جزءًا من هذا المشهد الفنى.
> هذا التكريم من مهرجان مخصص للأفلام القصيرة جدًا تتراوح مدتها بين دقيقة إلى 10 دقائق، كيف وجدت هذه التجربة؟
كان تكريمًا مميزًا للغاية، لأن هذه النوعية من الأفلام تمثل تحديًا كبيرًا لصناع السينما، أن تقدم قصة متكاملة ومؤثرة فى وقت قصير هو فن بحد ذاته، أؤمن أن هذه الأفلام ستكون جزءًا كبيرًا من مستقبل السينما، خاصة مع التغيرات السريعة فى أنماط المشاهدة التى تفضل الإيجاز والتركيز.
> هل تعتقدين أن الأفلام القصيرة جدًا يمكن أن تنافس الطويلة فى التأثير؟
بالتأكيد القصيرة جدًا تمتلك قوة استثنائية لأنها تعتمد على تكثيف الرسالة واستخدام كل ثانية بحكمة، و تجبر المخرج على التركيز والإبداع، وهذا ما يجعلها تترك أثرًا عميقًا رغم قصر مدتها.
> كيف ترين مستقبل السينما مع ظهور هذه الأنواع من الأفلام؟
أعتقد أن المستقبل سيكون مليئًا بالتنوع، الأفلام القصيرة جدًا ستكتسب شعبية أكبر، خاصة مع تطور المنصات الرقمية التى تتيح مشاهدتها بسهولة، لكنها لن تلغى أهمية الأفلام الطويلة، بل ستضيف بعدًا جديدًا للصناعة.
> هل انت مع وجود مثل هذه الأفلام؟
وجود مهرجان يعنى بالأفلام القصيرة، تمثل بدايات لمخرجين واعدين من الأجيال الجديدة يملكون مفردات عصرهم، وأدوات تتوافق مع ايقاع العصر، وما يشهده من تكنولوجيا حديثة.
> ما هى الرسالة التى تودين توجيهها لصناع السينما الشباب؟
أن يؤمنوا بأفكارهم ويجتهدوا فى تحويلها إلى أعمال مبدعة، لا تخافوا من تقديم الجديد والمختلف، السينما تحتاج إلى شجاعة، وكل فكرة صغيرة يمكن أن تتحول إلى عمل عظيم إذا تم تقديمها بصدق، لابد من احترام قيمة العمل مهما كان صغيرًا، وأن تتعاملوا مع الفن بشغف وحب، والاهتمام بالثقافة والقراءة فى مختلف المجالات، وهذا ينطبق على كل الأعمال وليس الفن فقط.
> تشاركين الشباب فى مشاريع تخرجهم من معهد السينما.. لماذا؟
بعض الفنانين الكبار تأخذهم الاحترافية لمنطقة الثبات، ومن هنا يكون العمل مع الشباب مفيد فى تجديد الأفكار والرؤى، والتعرف على تجارب جديدة ومختلفة وأكثر تحررا وانا حريصة على التواجد بمثل هذه الأعمال، لأنها تحدد نشاطى وتمنحنى طاقة جديدة وأفكارًا شابة.
> شاركتِ أيضًا كعضو لجنة تحكيم فى مهرجان البحرين. كيف ترين هذه التجربة؟
عضوية لجان التحكيم تجربة مليئة بالتحديات، و ممتعة للغاية. أحب الغوص فى تفاصيل الأعمال الفنية واكتشاف مواهب شابة مبدعة. مهرجان البحرين يملك روحًا خاصة ويمثل منصة حيوية لدعم صناع الأفلام العرب.