الدستور الجديد يحتاج على الأقل إلى 3 سنوات للانتهاء منه
بعد مرور قرابة شهر على ما حدث فى سوريا من انسحاب للجيش السورى من مختلف المدن السورية.. وفرار بشار الأسد ومغادرته سوريا.. وسقوط النظام السوري.. وانتهاء حقبة حكم عائلة الأسد التى جاوزت 50 عاماً.. أقول إنى لست من المتفائلين بمستقبل سوريا خاصة مع تعيين الوزارء الذين كانو يحكمون ادلب..
كل مؤهلاتهم هى الانضمام لفصائل وجماعات مختلفة ممن حملت السلاح.. وكانت إلى وقت قريب وقبل سقوط سوريا مطلوبة عالمياً لاشتراكها فى الكثير من العمليات الإرهابية.. ولكن سبحان مغير الأحوال يتغير الحال وتسقط المطالبات الأمريكية للعديد منهم وفى مقدمتهم أحمد الشرع.. ورويداً رويداً يتمكن الشرع أكثر وأكثر من مفاصل الدولة السورية من خلال تعيين أهل الثقة.. ويخرج ليعلن أن أى انتخابات فى سوريا لن تحدث قبل 4 سنوات.. وان الدستور الجديد يحتاج على الأقل إلى 3 سنوات للانتهاء منه.. ويتكلم وكأن الأربع سنوات سيمرون خلال أيام قليلة.. ويعلن ذلك وهو متأكد انه أصبح أمراً واقعاً.. بعد ان أصبح الشعب السورى يقف متفرجاً.. ينتظر ما سيحدث.. ولكنى اثق أنه لا أحد سيوافق على هذه المدد الطويلة لفترة انتقال لن تساعد على أى استقرار أو تنمية.. وهكذا يبدو وكأن الشعب السورى قد كتب عليه الشقاء مع حكم عائلة الأسد التى بطشت بكل معارضيه.. واسكنتهم السجون لسنوات طويلة.. حتى من كان منهم طليقاً.. كان يعيش مسجونا داخل منزله أو مكتبه أو مقر عمله.. الكل ممنوع من الكلام.. ويعيشون حالة اللاحرب واللاسلم.. فهم لا يحاربون إسرائيل.. ولا يعيشون فى سلام معها.
كان العام الأخير منذ اندلاع الحرب فى غزة من الأعوام القاسية التى عاشها الشعب السوري.. وكثيراً ما كنا نفاجأ بالأنباء التى تفيد اقتحام الطيران الإسرائيلى المجال الجوى السوري.. دون ان تكون هناك أى مواجهات أو رد فعل من جانب الجيش السوري.. الذى يبدو كأنه كان جيشاً يحمى نظام الأسد فقط لا غير.. ولا يحمى الاراضى السورية.
مع الساعات الأولى من سقوط نظام الأسد كان العدو الإسرائيلى جاهزاً للانقضاض على الأراضى السورية واحتلال ما يزيد على 240 كيلو متراً وفى مقدمتهم منطقة جبل الشيخ.. وامتدت إلى القنيطرة.. ولم يجد العدو الإسرائيلى مقاومة من الجيش السورى الذى انسحب من مدينة تلو الأخري.. واختفى تماماً.. ولم يعد له وجود على الأرض.. وقامت قوات العدو الإسرائيلى بتدمير كل أسلحته أرضاً وجواً وبحراً.. ولم يعد هناك وجود للجيش السوري.. ومع هذا لم نسمع ممن تولى أمر سوريا حتى كلمة ادانة لما اقترفته إسرائيل من عمليات تدمير واستيلاء واحتلال لأراض بسوريا.. ولم تكتف بما كانت تحتله من الجولان.
مع كل يوم يمر تزداد علامات الاستفهام على ما يحدث فى سوريا.. ونشعر بالأسى والألم للشعب السوري.. الذى لم يجد من يحنو عليه.. الكل يتآمر عليه.. ولم يصبروا أياماً على سقوط نظام الأسد حتى يقاسموا الغنيمة.. ومع كل يوم يمر يكشف من تولى أمور سوريا عن نواياهم.. وأهدافهم.. ومن المتوقع ان يكون المستقبل غامضاً.. فهل يترك من جلس على كرسى السلطة فرصة للديمقراطية أو تمثيل جميع الأطراف السورية.. وهل ستكون هناك فرصة لابداء رأيهم فى مستقبل بلدهم؟.. أسئلة قد يحمل المستقبل إجاباتها.
كل ما نرجوه ألا تكون سوريا قد سقطت.. والا كسرت قلوبنا جميعاً.. خاصة من اتيحت له فرصة زيارة سوريا فى الماضي.. وقضاء عدة أيام بين شعبها الطيب المضياف.. وقد رأينا بعض رموز الجماعة الإرهابية يظهرون فى دمشق.. خاصة ممن تلوثت أيديهم بدماء العديد من الضحايا.. وعلينا ان نرقب كيف سيتطور الموقف مع هذه الجماعة الإرهابية.. فهل ستكون هناك فرصة للعيش فى أمان وحرية افتقدتهما فى عهد عائلة الأسد؟.. ولا نريد ان نستبق الأحداث.. ولكن هل المستقبل يمكن ان يشهد تغير المشهد وعودة سوريا لأبنائها جميعاً أصحاب البلد بلا تمييز؟..
نأمل ذلك.. وإن كانت الشواهد حتى الآن غير واضحة.. وتحيا مصر.