شعب سوريا لن ينسى خريف 2024 حيث فقدت سوريا درعها وسيفها بانهيار وتدمير جيشها واختفاء قواتها المسلحة ، ويظل قرار إنسحاب الجيش العربى السورى من مواقعه وتركه لاسلحته وهروب بشار الاسد لغزاً محيراً ، فقد استطاعت اسرائيل فى 3 ايام ان تحقق ما عجزت عن القيام به طوال 50 عاماً ، فقد قامت بتدمير المطارات والقواعد العسكرية والقدرات الجوية من مقاتلات ومروحيات وطائرات بما يقدر بحوالى 500 طائرة ، وتم تدمير كافة مدرجات وممرات الاقلاع وهبوط الطائرات وكافة مستودعات ومقرات الاسلحة الكيماوية وتم تدمير حوالي2700 دبابة وعشرات السفن التابعة للبحرية السورية والموانيء البحرية العسكرية فى اللاذقية وطرطوس وتفجير كل السفن والبوارج والزوارق والقطع الحربية السورية ،وتدمير كافة انظمة الدفاع الجوى بالكامل لكى تصبح سماء سوريا مستباحة امام اسرائيل، كما تم تدميرمراكز ابحاث واسلحة ومطارات واسراب طائرات ومخازن صواريخ بعيدة المدى وتدمير ثكنات القوات الخاصة والجنود وتدمير مراكز البحوث العسكرية ومقر الحرب الالكترونية ومراكز الرادار وتدمير كافة المواقع الاستراتيجية والحساسة للدولة السورية ومقرات المخابرات الحربية والعسكرية والاهداف الحيوية وأصول الحرس الجمهورى حيث اعلنت هيئة اذاعة البث الاسرائيلى ان الضربات العسكرية التى حققتها القوات الاسرائيلية هى الاكبر فى تاريخ سلاح الجو الاسرائيلى ، وبررت موقفها بانه لحماية امن اسرائيل والحفاظ على قوتها الاقليمية .
ما قامت به اسرائيل ليست نهاية الاحداث ولكنها البداية ، فهى قضت على سيادة سوريا ودمرت ترسانة الجيش السورى وتركت المجال الجوى السورى مفتوحاً أمام الطيران الحربى واتبعت سياسة الارض المحروقة ، واحتلت المنطقة العازلة على الحدود مع سوريا وأعلنت انهيار «اتفاقية فض الاشتباك» لعام 1974 مبررة ذلك لمنع تسلل الفصائل المسلحة إلى المنطقة ولحماية الإسرائيليين فى هضبة الجولان ولمحاولة تجنب أى سيناريوهات مستقبلية بحصول الفصائل المسلحة على هذه القدرات العسكرية ،وعلى الرغم مما قامت به اسرائيل لتدمير الجيش السورى وتحييده خارج المعادلة وتنفيذ اغتيالات واسعة ضد شخصيات عسكرية وعلمية واهمها اغتيال عالم الكيمياء العضوية د.حمدى اسماعيل ندى الا انها تزعم عدم تدخلها فى الصراع ضد سوريا ، فما تقوم به اسرائيل ادى لاختلال ميزان القوى فى المنطقة نتيجة انهيار الجيش الأول الميدانى وهو احد جيوش دول الطوق الذى شارك فى حرب أكتوبر 1973 بجانب الجيشين الثانى والثالث فى مصر،كما لا ينسى اى مواطن مصرى عبارة « من دمشق.. هنا القاهرة « والتى بثتها اذاعة سوريا بعد توقف الاذاعة المصرية فى العدوان الثلاثى ، فالشعب المصرى والشعب السورى شعب واحد ، وسوريا امتداد استراتيجى لأمن مصر القومى ، ولذلك يستشعر الجميع الحزن نتيجة انهيار مقدراتها وانهيار جيشها واقتصادها وبنيتها الاساسية ومعاناة شعبها منذ سنوات طويلة واحتمال تعرضها للتقسيم والاحتلال والازمات والصراعات الداخلية بعد انتهاء شهر العسل ونشوة الانتصار ، ولذلك من الضرورى مساعدة سوريا على تبنى عملية سياسية شاملة وان يولى الله من يصلح وان يكون هدفنا التمسك بقوميتنا العربية ووحدتنا الافريقية وعلاقتنا الخارجية والحفاظ على تماسكنا الداخلى والنسيج المجتمعى ووحدة الصف لمواجهة الشائعات والاكاذيب الى جانب نشر الوعى والانتماء والهوية الوطنية وتحقيق التنمية الاقتصادية والحفاظ على الوطن، حفظ الله مصر.