بعد الاعلان عن انتهاء حقبة نظام آل الاسد الاحد الماضي ودخول الفصائل المسلحة دمشق بقيادة أبو محمد الجولانى تحت راية هيئة تحرير الشام عمت الاحتفالات الشوارع واقتحام المقار والقصور واطلاق سراح السجناء فى نفس الوقت يتوجس البعض من المستقبل المرسوم للدولة السورية فى ظل التخطيط للشرق الاوسط وصراع المشروعات الاقليمية.
لم تضيع اسرائيل الوقت فبعد الاعلان مباشرة عن وقوع دمشق فى يد الفصائل المسلحة قامت باحتلال اراض سورية جديدة والاعلان عن اسقاط قرار فض الاشتباك المبرم عام 1974 والتوغل بعمق ما بين 10 و30 كيلومتراً فى الاراضى السورية كمنطقة عازلة لم يقتصر الأمر على هذا بل استهدفت 100 هدف منها مطارات عسكرية طائرات ميج 29 و30 ومستودعات السلاح والصواريخ والرادارات ومنظومات الدفاع الجوى ومعامل التصنيع ونشر وحدات استخباراتية فى المنطقة.
كل هذا لايمكن تجاوزة أثناء تلك الفترة التى يتم فيها الترتيبات الجديدة لمستقبل النظام السياسى السورى
علاقة الكيان الصهيونى بالفصائل المسلحة السورية قديمة كما يتضح من تصريح يوسى كوهين مدير الموساد السابق الذى قال: نحن لم نقم بتدريب الفصائل السورية فقط بل تحملنا صرف رواتبهم.
هل هذه الغارات على مواقع الجيش السورى بجانب التفاهمات الايرانية الروسية الامريكية وراء الانسحابات التى شاهدناها خلال الـ 12 يوما عمر معركة الاستيلاء على اراضى سوريا دون قتال من جانب الجيش السوري؟
تحركات الجماعات المسلحة المفاجئ يوم 27 نوفمبر بعد وقف اطلاق النار بين اسرائيل ولبنان والذى مهدت له اسرائيل بالغارات الجوية طوال العام مما اضعف الجيش العربى السورى اضافة إلى انسحاب حزب الله ومغادرة جزء كبيرمن القوات الايرانية من سوريا تجنبا للاغتيالات على يد القوات الاسرائيلية وتسريح قوات «فاطميون» و»زينبون» و»انخفاض الوجود العسكرى الروسى ونشاط المخابرات الاوكرانية بضوء اخضر من أمريكا فى صفوف الفصائل المسلحة السورية ومدها بالمسيرات كل هذا اضعف الجيش السورى لينتهى الحال بوقوع سوريا وعاصمتها دمشق فى ايديهم وقبل أيام من تجديد قانون قيصر الذى حاصروا به سوريا وشعبها والمتوقع عدم تجديده لدعم الجولانى ولكن ما هو شكل النظام الذى سيدير الدولة.
ما يحدث فى سوريا ليس بعيداً عن رغبة أمريكا التى دعمت هذة الفصائل تسليحاً وتدريباً ومعلوماتياً لإسقاط النظام السورى من أجل تسهيل تقسيمها بإذكاء الصراعات بين الفصائل المسلحة.
ورغم الاحتفالات التى تعم الشوارع إلا ان منتديات السياسة تترقب إلى متى سيصمد تماسك هيئة تحرير الشام ومتى ستبدأ الحرب بين مكوناتها لتدخل سوريا الدولة حالة من التفكك ونفق الحروب الاهلية والعرقية والطائفية؟!