للأسف، مازال هناك من ينتقد ويهاجم فكرة إقامة سوبر مصرى أو قارى خارج مصر وأفريقيا، متمسكا بضرورة حصر الأمر على دائرة أو نطاق تمثيل الحدث أو البطولة، سواء كانت داخل الجمهورية أو القارة بوجه عام.. والمؤكد أن هؤلاء لديهم ما يبرر موقفهم أو اتجاههم، وهو بعيد كل البعد عن حسابات التسويق وزيادة قيمة البطولة أو المواجهة، وتوفير العائد المادى الكبير للأطراف المتداخلة فى تنظيمه أو إقامته.
الفكرة يا سادة تتجاوز مرحلة الانتقال للعب فى أبوظبى أو الدوحة أو الرياض، إلى زيادة رقعة أو تأثير الحدث وجماهيرته والمردود المالى والتسويقى الناتج عنه، فبدلا من تسابق الفرق على السوبر المصرى بحثا عن درع أو كأس ثابت ومكرر، تجد الجميع يسعى وراء مكاسب مالية بالملايين، بخلاف الحقوق الأخرى والتى تقدر هى الأخرى بملايين إضافية يعلمها القائمون على الأمر داخل المؤسسة أو النادي.
كما تتزايد المنافسة فى النقل وجودته والإخراج، ويصل المنتج بكامل لياقته إلى المشاهد هنا وهناك، ويجد المواطن المقيم فى هذا البلد أو تلك ما يربطه بموطنه أكثر وأكثر، ويشم رائحة أهله وناسه وذكرياته فى مباراة لكرة القدم، لا يتحمل فيها مشقة السفر أو نفقاته المالية الكبيرة، يتجول المصرى المقيم فى الرياض مثلا فى شوارع العاصمة ليرى صورا لنجوم الأهلى والزمالك قبل السوبر الأفريقي، فيشعر بقيمة ومكانة فرق بلده، ونفس الأمر للمواطن المصرى المقيم فى أبوظبى أو العين أو دبى وباقى الاتحاد عندما يرى اهتمام وسائل الإعلام المختلفة بالسوبر المصرى والفرق المشاركة به.. وهو مكسب جديد فى حد ذاته.
عليك أن تتخلص من مدفوعاتك الشخصية عند الحكم على أى نوع من الأحداث أو التطورات، ولا يكون مبررك الوحيد غضبك أو خلافك مع فلان أو علان، وتمسكك بمعايير قديمة، لا وجود لها الآن فى عالم الاحتراف والبحث عن مردود مالى واستثمارى قوي، وزيادة قيمة البطولات والألقاب وغيرها من السلع الرياضية التى باتت منتشرة ومتنوعة ومتشعبة.. ووقتها فقط سيكون الحكم إيجابيا على الفكرةوغيرها من الأفكار المماثلة.