جاء القرآن الكريم بعقوبات رادعة وحاسمه لمواجه هؤلاء الهمج الذين يستغلون وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعى لنشر الأباطيل والأكاذيب بين الناس ويرسخون للاحباط بين النفوس .ويذكر الجميع بقول الحق سبحانه: «وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ «
رمى المحصنات مرض خطير والمؤسف أنه شائع فى كثير من وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، ونحن على ثقة من أننا لو طبقنا ما جاءت به هذه الآية الكريمة على بعض المتجاوزين لاختفت من مجتمعاتنا كل صور قذف الشرفاء واتهامهم ظلماً وعدواناً بما ليس فيهم. العقوبات التى نص عليها القرآن الكريم تستهدف نشر ثقافة «حسن الظن» وتعميق الصلات والعلاقات الإنسانية بين كل أفراد المجتمع، لما يترتب على ذلك من منافع ومكاسب للفرد والمجتمع، ومن شيوع للثقة بين الناس جميعاً.. ولذا كان شعار القرآن: إحسان الظن بالناس، وعدم التسرع فى اتهامهم دون أدلة أو برهان، وجعل هذا السلوك السوى خلقاً يحدد ملامح شخصيات أصحاب الأخلاق العالية والنفوس الطيبة.
إن القرآن الكريم يرفض بشكل حاسم سلوك هؤلاء الذين ينظرون إلى الآخرين من خلال منظار أسود، هؤلاء الذين يوزعون اتهاماتهم وشبهاتهم حول خلق الله دون برهان أو دليل لذلك فالأصل عند هؤلاء أن الناس جميعاً متهمون بل مدانون ومذنبون.
من الشخصيات النبيلة التى عملت معها وارتبطت بها حتى وفاته الراحل الكريم فضيلة العالم الجليل الشيخ محمد حسن القاضى وكيل وزاره الأوقاف الأسبق بالدقهلية دروس كثيرة تعلمتها من الراحل النبيل منها انه كان نبيلا فى تعامله مع الجميع حنونا عطوفا على كل زائريه فى المكتب كان حلالا للعقد كما يقولون.
كان عقلانيا ومنطقيا فى كل تصرفاته لم يرد السيئه بالسيئه بل كان يتعامل مع من أساء اليه بالحسنى والانصاف.
دروس كثيرة تعلمناها من هذا الرجل الأصيل .. فى دولاب العمل ومنذ الصباح كان يؤدى عمله بتفان واخلاص وبعد الانتهاء.
من العمل والجلوس معه كنت امام شخصيه متفرده ناصح أمين يدعوك دوما الى التروى وعدم التسرع والاجتهاد فى العمل والابتعاد عن مناطق الخلاف والجدال.
مرات عديده كنا نتحاور وكان يقدر رؤيتى ويحترمها بل كان يتباهى بها فى كثير من الجلسات امام الاخرين.
عندما تقدم جديدا فى العمل كان يثنى عليك ويشد على يديك .كنت معه رئيساً لأحد أقسام المديرية وأمتد الحوار عن المناصب والكراسى فسمعت منه الجديد والجديد فى عالم التجربة قال لى كلاما ربما لا يدركه كثيرون ولا يعلمه
وفى كل مرة كنت اتذكر أستاذى الراحل الشيخ القاضى وهو يقول كلما ارتفعت أصبحت ضعيفا وكلما علا الكرسى وهنت الأرجل التى تحمله.. دروس ليت من يتصدى للمسئولية يدركها جيداً.
نقطة نظام/ ليت من يجلسون على الكراسى يدركون ذلك ويفهمون الحقيقة المرة وهى ضعف أرجل الكرسي.. الحكماء فقط من يفهمون والمؤسف أنهم قله.