يتساوى أمام سلطانه الرجال والنساء، والأغنياء والفقراء، يستعيد به الإنسان نشاطه، وطاقته، والمخ وعيه وحيويته، والبدن عمله وحركته.
وجميع الكائنات تحتاج إلى النوم.. الإنسان والحيوان والطير.. لكن الحشرات لا تنام بل تحتاج إلى فترات من النشاط المحدود تعود بعدها إلى حركتها المعتادة.. وكذلك بعض الطيور التى تنام وهى واقفة.. وهذه لها قصة تتعلق بعنوان المقال سنرويها فى آخره.
يحتاج الإنسان إلى فترة نوم كل يوم حوالى ٨ ساعات، تزيد أحياناً أو تقل بمعدل ساعة تقريباً.
ويحتاج البعض إلى عدد ساعات أقل للحصول على كفايته من النوم، وهناك بعض المناطق الجبلية يشعر من ينام ساعتين فقط أنه نام ساعات طويلة ينهض بعدها وهو فى قمة النشاط والحيوية.
يطلق المخ على مدار ساعات الليل والنهار موجات كهربائية سريعة ومتتابعة يمكن قياسها بجهاز تخطيط المخ خلال ساعات اليقظة 10 موجات قصيرة فى الثانية.
وخلال ساعات النوم يقل عدد الموجات وتكون أطول وأبطأ عن ساعات اليقظة ويحتاج الأطفال الصغار إلى فترات أطول تتراوح بين 12 – 14 ساعة يومياً بينما يحتاج الكبار إلى فترات أقل تتراوح من 4 – 6 ساعات.
يغير الإنسان من وضعه أثناء النوم حوالى 12 مرة ويحرك رأسه وأطرافه أكثر من ذلك.. والإنسان يتقلب فى نومه حتى يحافظ على بدنه سليماً.
وهناك بعض الأشخاص يتحركون كثيراً ولا يستطيعون النوم على الأسرة خشية السقوط على الأرض.
تستمر العمليات الحيوية الداخلية للجسم ولكن تنخفض ضربات القلب وعدد مرات التنفس.
وكل الكائنات ترقد خلال النوم بينما ينام بعضها فى حالة الوقوف ومنها الخيل والغنم.
وبعد يوم واحد من عدم النوم تضطرب أحوال الإنسان.. يعانى من صعوبات فى الحركة والتفكير.. وفى اليوم الثانى يعانى من اضطراب فى الرؤية والسمع ويختلط الواقع عنده بالخيال.. وفى اليوم الثالث تصل الأمور إلى حد الهلوسة.
استمر البعض ١١ يوماً بدون نوم تصوروا بعدها أن الطبيب الذى جاء لفحصهم هو الحانوتى جاء لنقلهم من الدنيا إلى الدار الآخرة.
وقد استطاعت سيدة عربية أن تنقذ أهلها من هجوم الأعداء المباغت لهم من ملاحظتها تغير عادة نوع من الطيور «القطا» يوجد منه فى بعض قرى الريف المصرى اعتاد أن ينام بعد الغروب واقفاً على قدميه وتسكن حركته تماماً.
وفى هذه الليلة من هجوم الأعداء لاحظت أن أسراباً من هذا النوع بعد الطيور تحلق فى السماء بطريقة عصبية متلاحقة.. فأدركت هذه السيدة التى تسمى «حزام» أن الأعداء فى طريقهم إلى أهلها فطلبت منهم الصعود إلى الجبل والاختباء فى ثنياته.
وكان لهذا الموقف الذى صدقت فيه ملاحظة السيدة العربية وأقامت فيها حجتها على حركة الطير رواية أرخ لها زوجها الشاعر بقوله:
ولولا المزعجات من الليالي.. لما ترك «القطا» طيب المنام
إذا قالت «حزام» فصدقوها.. فإن القول ما قالت حزام