إذا قضيت يوماً فى محافظة الدقهلية واستقللت سيارة أجرة فستجد أن ونيس ورفيق السفر هو ذلك الصوت المؤثر العذب الذى يتلو سورة يوسف، إنه الشيخ سيد سعيد الملقب بسلطان القراء ولد فى 7 مارس عام 1943 فى قرية ميت مرجا سلسبيل التابعة لمركز الجمالية فى محافظة الدقهلية، بدأ رحلته مع القرآن الكريم فى سن السابعة حيث أتم حفظه كاملاً فى كتاب القرية دون الالتحاق بمعهد دينى رسمي، وكانت اولى خطوات الشيخ فى التلاوة من خلال حفل بسيط اقيم بقرية مجاورة حصل فيه على اجر رمزى قدره 25 قرشاً وبالرغم من أن هذه المناسبة كانت بسيطة فى قرية صغيرة إلا انها كانت نقطة الانطلاق نحو مسيرة طويلة ومليئة بالعطاء القرآني. وقد اعتبر كفر سليمان بمركز فارسكورفى محافظة دمياط المحطة التى شكلت نقطة تحول فى مسيرة الشيخ حيث تلقى الدعم والتشجيع اللازمين ما مكنه من تطوير موهبته وتوسيع نطاق تأثيره، وعن السبب الذى جعل فارسكورهى الانطلاقة الجماهيرية فهو حضوره الدائم فى المحافل والمناسبات الدينية التى كانت تقام فيها ويعد سلطان القراء أحد أعلام هذا المجال البارزين، ويقال ان سبب شهرته الواسعة محلياً وعالمياً ان لجنة الاستماع للقراء التى وقف امامها كان بها الشيخ محمود حافظ برانق رحمه الله وقد جلس ليستمع اليه وكان الشيخ سيد سعيد يتمنى ان يسجل سورة يوسف بطريقته الخاصة وراجعها معه، وقد سأله ان كان بها اخطاء فأكد له عدم وجود أى خطأ فسجلها بطريقته الخاصة وكانت سبب الشهرة وحقق الشريط الخاص بها نجاحاً كبيراً واصبح سبب شهرته العالمية. وسافر لتلاوة القرآن الكريم فى عدد من دول العالم منها 11 عاماً متتالية فى لبنان والإمارات كما سافر إلى ايران والسعودية وعمان وباكستان . وفى احد احاديثه الصحفية قال انه سافر إلى جنوب افريقيا على نفقة الملك فهد، واضاف انه كان يسافر بدعوات خاصة من الملوك العرب، وكان يعلن دائماً كرهه لمن يتخذ قراءة القرآن حرفة ويتعامل معها بنظام السمسرة، وان اقرب الشيوخ لقلبه حجاج الهنداوى وممدوح عامر وطه النعمانى ومحمود كشك، وقد تعلم أصول التجويد والقراءات على يد الشيخ ابراهيم غنيم بقرية الكردى وقد أتقن القراءات العشر إلا انه كان دائماً يعلن ان اقرب القراءات لقلبه قراءة حفص، وكانت تسجيلاته الصوتية تباع فى العالم كله وخاصة سورة يوسف التى أنعم الله عليه بتلاوة مميزة لها تفسر كلماتها بوضوح، وقد طالب كثيراً بتحسين مرتبات محفظى القرآن وكان يردد ان وزارة الاوقاف ليست فقيرة ولديها الموارد الكافية، وان عليها دوراً كبيراً بالتعاون مع الأزهر لتعليم الشباب القرآن وأنهم لو اتبعوا أسلوب الكتاتيب كقديم الزمان لكان أفضل فالكتاتيب خرجت علماء، ومن اشهر دعواته أن تسن نقابة القراء قانونا لمعاقبة القراء غير الملتزمين أو المخطئين الذين يخالفون طرق القراءات وتوفى السلطان بعد معاناة مع المرض أقعدته عن العمل عدة سنوات وقد نعته وزارة الاوقاف بكلمات مؤثرة حيث قال وزير الاوقاف «نودع حبة فريدة من سبحة الكبار»، كما كتبت اذاعة القرآن الكريم عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك» نعياً له طالبت فيه محبيه ومستمعيه بالدعاء له بالرحمة والمغفرة.