ليست كل الكوارث الطبيعية ناتجة عن الطبيعة ولكن هناك ما يعرف بالسلاح «التكتوني» وهو نظام يمكن أن يؤدى إلى حدوث زلازل وبراكين فى مواقع محددة عن طريق التدخل فى العمليات الجيولوجية الطبيعية للأرض.. على مدى نصف قرن سعت الجيوش لتطوير تقنيات لتحويل المناخ والظواهر البيئية المتطرفة إلى أسلحة ذات قدرة تدميرية هائلة إذ لوحظ فى السنوات الأخيرة تزامن وقوع العديد من الأحداث المناخية مع التأثيرات التى تحدثها هذه التقنيات العسكرية.. وقد كشف برنامج أبحاث الشفق القطبى النشط عالى التردد المعروف بمشروع «هارب» وهو أقوى سخان لديه القدرة على التأثير على المناخ من خلال النبضات الكهرومغناطيسية عالية الطاقة التى يتم توليدها فى القشرة الأرضية من خلال «مولد مغناطيسي» عالى التردد.. هذه التكنولوجيا المعروفة بأسلحة الطاقة الموجهة تم تطويرها منذ السبعينيات لإثارة الزلازل واشعال الحرائق المدمرة من مسافة بعيدة من خلال استخدام «الهندسة الجيولوجية الشمسية» والتى تقف وراء تلك الزيادة الكبيرة فى الكوارث الطبيعية.. من بين الدراسات التى لابد من أخذها فى الاعتبار هى استخدام «الفيضانات» كسلاح فى جنوب غرب هولندا من خلال التدخل البشرى فى وقت الحرب والتى تعادل قوتها التدميرية الفيضانات التى تنجم عن السيول والعواصف.. وفى الدراسة التى اجراها الباحث الهولندي»أدريان دى كراكر» ونشرت فى مجلة هيدرولوجيا وعلوم نظام الأرض التابعة للاتحاد الأوروبى أن المتمردين الهولنديين قاموا بتدمير الأسوار البحرية فى الأماكن الاستراتيجية بهدف إحداث فيضانات واسعة النطاق.. بيد أن ما يجب التركيز عليه هو ما أكد عليه «ديفيد بوت» من هيئة المسح الجيولوجى من أن السدود هى أخطر الهياكل التى صنعها الإنسان والتى يمكن أن تؤدى إلى حدوث الزلازل والهزات الأرضية العنيفة..ويؤكد «ديفيد» على أن احتجاز كميات كبيرة من المياه بشكل مصطنع فى مكان واحد يزيد الضغط على الكسور الموجودة تحت سطح الأرض علاوة على تخفيف المياه لدرجة الاحتكاك مما يسهل انزلاقها.. وقد وقع أكبر زلازل ناجم عن السد فى منطقة كوينا بالهند فى 1967 وكانت من أكثر المناطق الآمنة والخالية من الزلازل وبعد وقت قصير من بناء سد كبير وملء خزانه وقع الزلزال بقوة 7.5 درجة وتكرر بعد ذلك وقوع الزلازل.. وقد نفى «ديفيد» دور التجارب النووية فى تولد الزلازل لأنها على خلاف السدود تنتج ضغوطاً جيولوجية لحظية وقصيرة المدى وعندما تتحرك عبر الصخور تهتز الجزئيات الموجودة بداخلها وتعود بسرعة إلى موضعها الأصلي.. من المخاطر الأخرى هى ما يعرف «بتلقيح السحب» الذى يؤدى إلى تعديل الطقس والتسبب فى فيضانات ضخمة «كطوفان نوح» ففى 1972 سقط أكثر من 35 سنتيمتر من المياه أى بما يعادل عام من الأمطار فى خلال 6ساعات فوق «بلاك هيلز» فى داكوتا وأسفر عن انهيار سد بحيرة كانيون وفيضانات مدمرة فى مدينة «رابيد سيتي».. لذلك علينا أن ننتبه فى ظل تلك العيوب الانشائية لسد النهضة والمنطقة التى بنى عليها وهى منطقة الأخدود الأفريقى غير المستقرة والضغوط التى يمكن أن تنجم عن هذه الكمية الضخمة من المياه والتى تنذر بإنهيار السد فى أية لحظة.