لم أكن أنوى كتابة جزء ثالث فى أزمة حرب الشائعات المنتشرة مؤخرا ضد مصر والقيادة السياسية ولكن خبران مستفزان كانا سببا فى كتابة المقال الثالث عن الخطر الداهم الذى تتعرض له مصر الآن.. الخبر أو الشائعة المغرضة الأولى والتى انتشرت كالنار فى الهشيم تقول إن مصر تستعد لبناء أكبر معبد يهودى بالعاصمة الإدارية بتكلفة 3 مليارات جنيه.. وبالطبع كان الهجوم عنيفا بشكل غير طبيعى بالمرة فكيف يمكن لدولة تعانى من أزمات اقتصادية أن تبنى معبدا لليهود بكل هذه التكلفة فى الوقت الذى لا يوجد بها أى يهود بالمرة اللهم إلا أعدادا لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة.
وبالبحث تبين كذب الشائعة كالعادة.. وأن الرئيس عبد الفتاح السيسى لم يصدر هذا القرار نهائيا حتى جريدة الوطن التى قيل إنها نشرت الخبر لم تنشر خبرا بهذا الشكل بالمرة.. ثم نكتشف أن هذه الشائعة تنتشر على فترات منذ عام 2019 ونفاها المتحدث باسم شركة العاصمة الإدارية من قبل.. أما الاقتراح ببناء معبد يهودى بالعاصمة الإدارية الجديدة فقد اقترحه د. أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، فى يناير 2017 وكان ببناء المعبد بجوار الكنيسة والمسجد فى العاصمة الإدارية، وأن يكون للكنيسة والمعبد اليهودى والمسجد اسم واحد وهو «مصر السلام».. لكن الحكومة لم تُنفذه.. وهذا الكلام تم تدقيقه وفحصه أكثر من مرة عن طريق جهات عديدة مهمتها فحص الأخبار الكاذبة والشائعات المغرضة.
الشائعة الثانية والأكثر خطورة أن بريطانيا تحذر مواطنيها من السفر لمصر خوفا على حياتهم ومحذرة من أن الوضع فى مصر يمثل خطرا شديدا على حياة مواطنيها. . ليتكرر نفس الأمر وتجد الكتائب واللجان والذباب الإلكترونى وخاصة على موقع (إكس) ينتشرون ويروجون للخبر الكاذب مؤكدين أن الوضع فى مصر وصل لمرحلة الخطر. . وكالعادة بالبحث عن الخبر نجد أن التحذير قد صدر بالفعل لمواطنى بريطانيا من السفر لمنطقة الشرق الأوسط بأكملها وليس مصر فقط.
وبالحرف الواحد نشر موقع passportnews الإخبارى الإسرائيلى إنه تم تحذير المواطنين البريطانيين من الإقامة فى 18 دولة.. بما فى ذلك إسرائيل.. وهذه الدول هي: مصر، الإمارات العربية المتحدة، قطر، البحرين، إيران، العراق، الكويت، سلطنة عمان، اليمن، المملكة العربية السعودية، الصومال، إريتريا، جيبوتي، فلسطين، إسرائيل، الأردن، سوريا ولبنان.
كذلك حذرت لندن من السفر إلى دول فى إفريقيا – الصومال وإريتريا وجيبوتى – القريبة من اليمن على الجانب الآخر من البحر الأحمر.. وأوضح الموقع الإسرائيلى أن التحذير البريطانى سببه النشاط العسكرى فى المنطقة مع احتمال أن تتغير توصيات السفر فى وقت قصير.
هذه هى الشائعات وتلك هى الحقائق وهذا هو الوضع بالنسبة لمروجى الشائعات ضد مصر على مواقع ومنصات التناحر الاجتماعي.. الغريب أننا لم نسمع تكذيبا واحدا من منصاتهم أو قنواتهم العميلة بعد كشف الحقائق التى يدعون أنهم يعملون لنشرها.. لم نر أو نسمع أن قنواتهم المأجورة مثلا نشرت تكذيبا لأى خبر يثبت كذبه أو تصحيحا للخبر ونفيا للشائعة.. ولم نر أو نسمع أحدا من لجان الذباب الإلكترونى يشعر بالخجل عندما يظهر كذبه وترويجه لشائعات مغرضة هدفها واضح ومعلن وهو إسقاط الدولة المصرية.. لكن الله لهم جميعا بالمرصاد وشعب مصر يعى ويدرك جيدا خطورة ما يحدث ولن يكون يوما ما ضد بلاده. فمصر كلها جيش وراءه شعب.. وشعب يؤيد جيشه وقيادته.
والسؤال الأهم هو كم واحد ممن قرأ أو سمع الشائعات بحث وتوصل للحقيقة وكم عدد الذين صدقوها وروجوا لها بغير قصد.. الإجابة يعلمها الجميع.. ولا تعليق !!