رحل المدرب الخلوق إيهاب جلال فى هدوء يوازى طبيعة شخصيته الهادئة الرزينة، كل من عرف إيهاب جلال منذ أن كان لاعباً فى الإسماعيلى وحتى رحيله فى نفس المكان والنادي.. يعلم إلى مدى كان صدق هذا الإنسان مع نفسه.. ومع الآخرين، كان أستاذاً فى فن التعامل الأخلاقى والنقاش فى هدوء حتى أصبح كل من تعامل معه صديقاً له ويشهد بوفاء هذا الرجل.
السقوط كان مفاجئاً عقب انتهاء الموسم الكروى المرهق والموقف الصعب الذى كان يمر به فريق الإسماعيلي، ولكن عندما يكون القلب هو بيت الداء وسبب الوعكة.. هنا تصبح الضغوط النفسية والعصبية من أهم أسباب المرض المفاجئ والوعكة السريعة التى كثيراً ما يكون الرحيل فيها هو نهاية المشوار!!
تذكروا يوم أن تولى إيهاب جلال مسئولية المنتخب، وما هى إلا أيام قليلة لعب خلالها المنتخب تحت قيادته مباراتين.. وقبل أن يبدأ المباراة الثانية.. صدر قرار بإقالة الرجل، وهو على متن الطائرة مع المنتخب فى الطريق للعب المباراة الثانية، ورغم ذلك تعامل إيهاب جلال برجولة وشهامة ابن البلد ولم يترك المهمة الوطنية ويرحل بل استمر رغم قرار الإقالة الذى لم يكن فى توقيت مناسب!!
هذا هو إيهاب جلال الذى وكأنه كان مقصوداً وهدفاً مرصوداً من رجال الجبلاية الذين انقسموا حوله من قبل تعيينه.. ثم ترصدوه ولم يمهلوه للعمل، بل عينوه وأقالوه فى أسبوع.. تنفيذاً لرغبات وإصرار عباقرة مجلس الجبلاية..!!
وقد تكون مفاجأة للجميع أن الراحل الطيب لم يتسلم راتبه عن نصف شهر عمله فى الجبلاية.. اللهم إلا الحرب التى واجهها والضرب الذى تلقاه من خبراء العك الكروى والفشل الإدارى فى الجبلاية!!
ذهب إيهاب جلال إلى أمريكا وكان يرفض العودة بعد الصدمة التى تلقاها من مجلس الجبلاية، حتى أقنعه الإسماعيلى بصعوبة بالعودة إلى الإدارة الفنية فى بيته القديم.. ليضع فريقاً جديداً تتهافت الأندية الآن لسرقة كل لاعبيه.
كيف ستكرم الجبلاية أحد مدربى المنتخبات وأول ضحية حقيقية لخبراء «الغبرة» الذين يتفرغون لتخليص الحسابات؟!!
الهدف ليس إيهاب جلال فقط الذى رحل بسبب الضغوط و بعض جماهير الإسماعيلى التى حاربت الرجل الذى كان هدوئه وكتمان مشاعر الضيق والألم سبباً فى علة قلبه الطيب.. ولكن هناك أيضاً من سقطوا فى عهد هذا المجلس الكروى من عمر الجبلاية مثل اللاعب أحمد رفعت داخل الملعب ورحلوا.. لماذا لم تكرم الجبلاية تلك الأسماء بما يليق بها؟!
لماذا لا توضع صور إيهاب جلال وأحمد رفعت مثلاً فى مدخل الاتحاد بتواريخ الميلاد والرحيل؟!