لم تنته قصة دجال اللاعب مؤمن زكريا الذى ثبت كذبه وأنه كان يبحث عن التريند إلا وسقط عدد كبير من الدجالين الذين يمارسون مهنة النصب والدجل فى محافظات مختلفة فى الجيزة سقط دجال جديد يمارس السحر والشعوذة والنصب على المواطنين فى منطقة الجيزة من خلال إيهام ضحاياه بالقدرة على علاجهم روحانيًا مقابل أموال الدجال استخدم السوشيال ميديا للترويج لنفسه وجذب زبائنه.
قبلها بأيام سقط دجالان آخران فى قبضة مباحث الآداب بالعجوزة كانا يمارسان الاحتيال على المواطنين باستخدام الدجل والشعوذة وادعاء العلاج الروحانى وفك السحر وزواج العانس اون لاين فى نفس التوقيت كان سقوط دجال آخر فى الدقهلية كان يروج لنفسه عبر الفيس بوك ويدعى قدرته على العلاج بالسحر فى الإسكندرية سقط أيضا دجال ومساعده كانا يزولان مهنة السحر والشعوذة عبر السوشيال ميديا بمنطقة كرموز مقابل الحصول على أموال بخداع الناس.
تقريبًا لا يمر يوم إلا ويسقط دجال جديد فى إحدى المحافظات، يمارس الدجل والشعوذة وايهام الناس بالكذب والحصول على أموال ضخمة واللافت أن السوشيال ميديا أصبحت منصة لهؤلاء للترويج لأنفسهم وخداع البسطاء حتى اصبح بعض هؤلاء أقرب إلى التريند الشهر الأخير فقط سقط نحو عشرة دجالين أو مدعين ممارسة الدجل والشعوذة وهو ما يكشف أن هذا أصبح وسيلة جديدة للنصب عبر السوشيال ميديا استغلالاً لمعاناة بعض المواطنين.
تلك القضية تؤكد أن الوعى لدى المصريين فى خطر بعدما أعلن علماء الاجتماع أن 63 ٪ من المصريين يؤمنون بالخرافات منهم 11 ٪ من المثقفين والرياضيين وذوى المناصب العليا.. «الجمهورية» فتحت الملف وناقشته مع علماء الدين والاجتماع والنفس.
أكد علماء الدين أن السحر والشعوذة أكذوبة كبيرة حيث أوضح د. حسن القصبى أستاذ الحديث بجامعة الأزهر أن السحر ثابت بالقرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة ولذلك سيدنا النبى صلى الله عليه وسلم ذكر فى نص الحديث اجتنبوا السبع الموبقات وذكر من بينهم السحر موضحا أن كون السحر حقيقة ثابتة لا يعنى كونه مؤثرا بذاته لأن التأثير بيد الله عز وجل وحده.
مشيرا إلى أن هناك فئة من الناس تخصصوا فى إيذاء العباد من خلال ممارسة بعض الأسحار أو الطلاسم التى يخدعون البسطاء من خلالها بقدرتهم على تحقيق المنافع ودفع الضرر عنهم أو تلبية مطامعهم العدوانية فى إيذاء غيرهم، وهؤلاء لا يعلمون أن النافع والضار هو الله، وأنه لن يستطيع إنسان أن يملك لأمر نفسه أو أمر غيره شيئا فضلا عن قدرته على إيذاء الغير أو نفعه، لكنهم يعاملون بسوء صنيعهم وخبث نواياهم لذلك فإنهم يوصفون ضمن جملة المفسدين فى الأرض الذين يجب أن يطبق عليهم القانون أغلظ العقوبات بما يتناسب وحد الحرابة الذى أورده الله تعالى فى كتابه الكريم بأن يتم قطع أيدى المفسدين وأرجلهم من خلاف أو قتلهم أو نفيهم.
فيما أشار د. مجدى عاشور من علماء الأزهر الشريف إلى أن الإسلام حرر الإنسان من الخرافات والشعوذة التى كانت تسيطر على عقول الجاهلين مما جعلهم يعتقدون النفع والضرر فى حجارة صماء فعبدوها وقدموا لها القرابين، الكهان والمشعوذين والدجالين واسطة بينهم وبين من خلقهم يبتزون أموالهم ويستعبدونهم أسوأ استعباد ، لذلك أعلن الاسلام حربا على المتلاعبين بمشاعر البسطاء تحت مزاعم الإحاطة بالغيب، مقررا أن الغيب لا يعلمه إلا الله ولا يمكن لنبى مرسل أو ملك مقرب أن يعرف من الغيب إلا بمقدار ما أذن الله تعالى له أن يعرف.
مطالبا المواطنين بعدم الانخداع بأباطيل الدجالين والمشعوذين الذين ينشطون فى المجتمعات البسيطة فكريا وثقافيا ودينيا حيث يخدعون الأشخاص بأنهم يملكون ما يساعدهم على تحقيق مطالبهم، وهذا يستلزم على الجهات الدينية أن تبذل جهودها فى توعية المواطنين بأن السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة وأن التوكل على الله يقتضى الأخذ بالأسباب، وأن يحذروا على دينهم من أعمال الشرك أو الخروج عن العقيدة، فقد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلا: (ومن أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد)، وقال (من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد برئ مما أنزل على محمد).
متابعا أن السحرة أنفسهم شريرة شيطانية يستعملون أخبث الوسائل لإلحاق الضرر بالناس بحيث يفرقون بما يحيكونه من سحر بين الزوج وزوجته والأخ وأخيه فهم لا يحبون الخير للناس مما يجعلهم يعملون جاهدين بهدف تعكير صفو حياة الآمنين المطمئنين، إلا أن كيد هؤلاء السحرة لا يحيق بإذن الله فى المؤمن المتحصن بالإيمان الصادق المستعيذ به ولا يفلح الساحر حيث أتي.
كما أن سجل الدجالين جنائياً حافل بالنصب والاحتيال والممارسات غير الأخلاقية حيث نجحت الأجهزة الأمنية خلال الفترة الأخيرة فى مكافحة عدد كبير من جرائم الدجل الشعوذة والسيطرة على الناس بأى وسيلة لحملهم على رؤية الشيء على خلاف الحقيقة بقصد النصب عليهم مادياً واستغلالهم أوالتأثير على عقوله، تطبيقاً لنصوص القانون المصرى 336 بالحبس والغرامة التى لا تقل عن عشرين ألف جنيه كل من ارتكب أعمال السحر والشعوذة، سواء كان ذلك حقيقة أو عن طريق الخداع بمقابل مادى أو بدون مقابل.
آخر تلك الوقائع التى أثارت جدلا واسعا تخص اللاعب مؤمن زكريا بعدما كشفت أجهزة الأمن بمديرية أمن القاهرة تفاصيل ضبط المتهمين فى فبركة أعمال سحر تخص اللاعب، تلك الحادثة التى انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعى قد أظهرت شخصا يعثر على مواد سحر أمام مقبرة مما أدى إلى استنفار السلطات لتحديد هوية المتورطين، وتم كشف تفاصيل الواقعة وتبين أن المتهم الرئيسى عامل مقابر «تربي» قام بفبركة القصة هو ومجموعة من المتعاونين معه من أجل الحصول على أعلى نسب مشاهدة دون أن يدرى أنه سوف يقع فى يد رجال الأمن وينكشف أمره ويقبع خلف الأسوار.
وفى واقعة مماثلة تمكنت الأجهزة الأمنية بمديرة أمن الاسكندرية من ضبط دجال يروج لأعمال السحر والشعوذة بهدف النصب والاحتيال على المواطنين من خلال ادعاء قدرته على مزاولة الدخل والسحر أو إيهامهم بقدرته على العلاج الروحانى مقابل مبلغ مالي.. وبتقنين الاجراءات تم ضبطه وبحوزته هاتف محمول وبفحصه فنياً وجد عليه آثار تثبت جريمته وتم اتخاذ الاجراءات القانونية حياله.. وفى الاسكندرية نفسها تلقت أجهزة الأمن بلاغا من مواطن أن طليقته اصطحبت ابنتهما التى تعيش فى حضانتها إلى أحد الدجالين لاستغلالها جنسيًا بدعوى تسخير الجان له زعمًا منها أن الدجال هو من تمكن من تطليقها بعد مواقعته لها، وتمكنت الشرطة من إلقاء القبض على الدجال الذى اعترف بالواقعة وتم تحرير محضر إدارى وتباشر النيابة العامة حاليا التحقيق فى الواقعة، ودجال الدقى سقط فى يد الشرطة بعدما أكدت معلومات الإدارة العامة لحماية الآداب بقطاع الشرطة المتخصصة قيام عاطل مقيم بمحافظة الجيزة بالنصب والاحتيال على المواطنين من خلال مزاولة أعمال الدجل والسحر وإيهامهم بقدرته على العلاج الروحانى مقابل مبالغ مالية، والترويج لنشاطه الإجرامى عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
المتهمون بممارسة أعمال الدجل والشعوذة، يتم محاكمتهم بتهمة النصب، حيث إنه لا توجد عقوبة خاصة بأعمال الدجل بل يندرج الشخص المتهم بممارسة تلك الأفعال تحت تهمة النصب وطبقا للمادة رقم 336 من قانون العقوبات، تكون مدة العقوبة الحبس من 24 ساعة إلى 3 سنوات مع الشغل.
أكد علماء النفس والاجتماع ان الدوافع التى تجعل الناس يترددون على الدجالين والمشعوذين 99 ٪ منها نفسى ولا علاقة له بالجن أو السحر أو المس وأن اعمال الشعوذة هى شكل من أشكال الثقافة المرئية وجزء من الثقافة الشعبية تتميز بالسرية وكل ما يعرض هو المفارقة بين الظاهر والخفى كما ان تعدد المفاهيم المرتبطة بالشعوذة يجعل مجال الانتماءات متعددة وان اللجوء الى الشعوذة يؤكد وجود أزمة ثقافية واجتماعية كبيرة كما أن اللجوء للمشعوذ للتداوى من بعض الأمراض العضوية أو النفسية مرتبط بانعدام الوعى والفكر.
أوضح د. وليد هندى استشارى الصحة النفسية أن الواقع الاجتماعى لمن يؤمنون بالدجل والشعوذة ويتعايشون بالسحر يكون معظمهم لأسباب نفسية مشيرا إلى أن 63 ٪ من المصريين يؤمنون بالخرافات منهم 11 ٪ من المثقفين والرياضيين وذوى المراكز الثقافية ، مبينا أن مصر بها ما يقرب من 300 الف مشعوذ ودجال إضافة إلى 50٪ من السيدات يؤمنون بالقدرة على حل مشاكلهم من خلال السحر والشعوذة والامور الغيبية، مبينا أن أنماط التنشئة الاجتماعية فيها غيبيات « العفريت والبومة وأبو رجل مسلوخة « وأن السيدة إن لم تنجب تضع «مشاهرات» ولو أنجبت تضع السبع حبات، وتقوم بـ «دق الهون» وخمسة وخميسة والخرزة الزرقاء، وكل هذا تفكير خرافى وعدم ربط بين السبب والنتيجة بما يؤدى الى قناعة الانسان بالسحر والشعوذة، درجة اعتقاد البعض أن السماء غضبانة لوجود البرق والرعد، فالتفكير العلمى المنظم ليس موجودا عند الكثيرين من الأفراد، إضافة الى الموروثات الشعبية وصناعة الأساطير، كما أن الأمور الغيبية جعلت الناس تلجأ للشعوذة وخلط الدين ببعض الامور الشعبوية.
تابع د.وليد هندى أن شخصية الساحر بها ذكاء ودهاء وقدرة على السيطرة النفسية على الضحايا، ويضاف لذلك فإن ندرة الاطباء النفسيين ممن يقاومون المشعوذين فى علاج الحالات النفسية والتى يرتكز معظمها فى التحول الهيسترى وفقدان الوعى والخيالات والهلاووس السمعية والبصرية نتيجة وجود خلل هرمونى بالمخ أو وسواس قهرى أو صرع مما يجعل الأفراد يلجأون الى الدجالين والمشعوذين، مما يخلق جيلا يؤمن بالجهل والخرافات مع ضعف الوازع الديني.
ينصح د. هندى بعمل قنوات للاستنارة والتركيز على مواضيع الدجل والشعوذة وتريسخ احكام العقل وزيادة الجرعة التوعوية والحملات التنورية فى مراكز العلوم والتكنولوجيا بالمدارس وبرامج التليفزيون وتفعيل دور رجال الدين فى خطب الجمعة، إضافة الى تغليظ العقوبات التشريعية على المشعوذ ومن يذهب إليه على السواء ويجب عمل خط ساخن للاستشارات النفسية من وزارة الصحة مجانا لوضع حلول علمية لحل المشكلات مثل الخلافات الزوجية والمشكلات الجسمانية مثل تساقط الشعر.
فيما أوضح د. طه أبو حسين أستاذ الصحة النفسية بكلية التربية بجامعة الأزهر وجود دوافع اجتماعية بهدف نشر الدجل فى المجتمع نتيجة غياب ثقافة كاملة أو افتقار المعرفة الكافية حول الأمور العلمية والمنطقية بجعل الأفراد فى المجتمع أكثر عرضة لتصديق المزاعم المشعوذ فيجعلهم فريسة لهم، داعيا أفراد المجتمع إلى اتباع سبل التفكير السليم والثقافة الدينية والمجتمعية، مشيرا إلى أن الفئات الأكثر عرضة للنصابين من الدجالين والمشعوذين هم ضعفاء العلم والتفكير، منددا ببعض الأعمال الفنية التى كان لها دور مزدوج فيما يتعلق بالإيمان بالدجل والشعوذة والترويج لها حسب سياق ونوعية العمل الفنى بما يعطى الناس صورة غير واقعية فى المجتمع بصناعة الوهم فيكون مسلكاً اجتماعياً خطراً ورديئاً.
فيما أشار د. حسن الخولى استاذ علم الاجتماع بجامعة عبن شمس إلى أن الإيمان بالدجالين والمشعوذين ظاهرة قديمة جدا كانت منتشرة بالمجتمع ولكن اختفت بالتدريج وظهرت وانتشرت مرة اخرى عن طريق السوشيال ميديا وصفحات التواصل الاجتماعي، مبينا أن السحر والشعوذة موجود فى كل المجتمعات وثقافات العالم ممن يستغلون البسطاء للحصول على الأموال بطريقة غير مشروعة باستغلال نقاط الضعف النفسية للأفراد من اجل التلاعب بهم عن طريق الإحباط والأزمات التى يمر بها الضحايا فيعطونهم أملاً بتحقيق أمانيهم وإصلاح ما يحبطهم وهناك من يستجيب لهم حيث يوجد مصطلح فى علم النفس يسمى «القابلية بالإيحاء»، مشيرا إلى أن مكافحة هذه الظاهرة يكون بنشر الوعى والثقافة بالمؤسسات الإعلامية والدينية لإنقاذ المواطنين من الوقوع فريسة للوهم المصطنع على أيدى الدجالين.
فيما أوضحت د. هناء أبو شهبة أستاذ علم النفس وعميد كلية التربية سابقا بجامعة الأزهر أن الحالة النفسية للدجال نفسه يتم تصنيفها فى علم النفس سيكوباتية وهو الشخص الذى يشعر بالسعادة واللذة عندما يؤذى الآخرين ويرجع ذلك لجينات وراثية من الأب أو الجد أو العم أو الخال أو عنصر آخر وهو عدم وجود القدوة الصالحة امامه بجانب التربية الخاطئة ولذلك فشخصيته تتحول لإيذاء الاخرين والانتقام والنصب مع سعيه لكسب المال بأسرع وسيلة، ولديه جانب آخر وهو شعوره بالعظمة وتخيله المريض بالقدرة على العلاج ويمارس عمله فى بيئة مليئة بالأفكار الخرافية مثل الحسد والتمسك بشعارات ورموز كحدوة الحصان والخمسة وخميسة.
أضافت أنه بالنسبة للحالة النفسية للمترددين على هؤلاء الدجالين تكون حالتهم شديدة اليأس ومن شدة يأسهم يثقون ثقة عمياء فى المشعوذين وفى كلامهم وأساليبهم ويتبعون ما يملونه عليهم بالحرف الواحد دون تفكير أو وعى بدلاً من التضرع الى الله والصلاة أو اللجوء إلى أشخاص مقربين ويكونون محل ثقة لمساندتهم نفسياً ورفع الحالة المعنوية لهم بعد خطوة اللجوء إلى الله عز وجل، وهناك فئة أخرى تذهب إلى الدجال بدافع أذى شخص معين وتقوم بدفع مبالغ مالية ليقوم الدجال برصد هذا الشخص بالأذى بطرق عديدة لهم منها اعطائه صورة للشخص او شيء من ملابسه ليقوم المشعوذ بكتابة طلاسم وعمل خطوات يتبعونها ثم يتم القاؤها فى مكان معين كالمقابر أو فى البحر.
فيما أكد د. حسن الببلاوى أستاذ علم الاجتماع بجامعة حلوان أن الاعمال الفنية التى تناولت مهنة الدجل والشعوذة أدت إلى الوصول إلى نتيجة سلبية فى المجتمع وهى ثقة الناس فى الدجالين واللجوء لهم كثيراً، وهذه الاعمال تعكس الواقع الذى يعيشه الكثير من المهوسين بالدجل ولذلك كان لابد من قيام القائمين على هذه الاعمال الفنية بالارتقاء بعقل المتفرج ثقافيا وفنيا لمحاربة هذا التخلف والضعف الذى آثر على المجتمع ويجب تضافر كل القوى من الجهات الاعلامية والتعليم والمثقفين لكسب ثقة المواطن حتى يتسنى له الاستجابة للأفكار البناءة والبعد عن الافكار الهدامة التى يدعو لها الدجالين ، فيتمثل دور هذه القوى فى تنوير العقل وإعمال التفكير لهذا الانحدار الثقافي.
ومن هذه الأفلام فيلم «المرأة التى غلبت الشيطان»، وفيلم «الإنس والجن «، وفيه عشق الجن بطلة الفيلم وحاول أن يتزوجها ويظهر لها فى كل مكان ويتحدث معها حتى اصابتها حالة الجنون وفى النهاية انتصرت عليه بقراءة القرآن الكريم، وفيلم «الفيل الأزرق»، ومن الأفلام التى حققت نجاحات من هذه النوعية فيلم «البيضة والحجر»، حيث يمارس البطل اعمال السحر والشعوذة بالصدف.. إلى أن نال شهرة ووصل لكل المستويات، وفيلم «يا انا يا خالتي» بطولة محمد هنيدى ودنيا سمير غانم وحسن حسنى وعلاء مرسى ولطفى لبيب، حيث تناولت هذه الأفلام السحر والشعوذة للتحذير من المخاطر الاجتماعية والثقافية المرتبطة بهذه الممارسات وسلطت الضوء على العواقب السلبية لاستخدام السحر، مثل تدمير العلاقات الأسرية والمجتمعية، وقدمت دروسًا تحذيرية فى توعية الجمهور بضرورة اتباع القيم الدينية والأخلاقية سعيا إلى بناء مجتمع أكثر وعيًا بتراثه الثقافي.
على الجانب التاريخى فقد اشتهرت مصر منذ آلاف السنين بالسِحْرِ وكان السحر لدى القدماء المصريين من الأشياء المهمة فى حياتهم بل ارتبط السحر لدى القدماء المصريين بالدين وبناء عليه ارتفعت مكانة الكهنة لدى الفراعنة بتعليمهم السحر وكان السحر الأكثر شيوعًا عند المصرى القديم هو السحر الدفاعى بهدف طرد الأرواح الشريرة.
أكد د. على أبو دشيش خبير الآثار المصرية أن السحر عند المصرى القديم له نوعان السحر الأبيض وكان يستخدم لأغراض إيجابية مثل الشفاء وحماية الممتلكات وجلب الحظ وتأمين الرحلة إلى العالم الآخر، والسحر الأسود وكان يستخدم لأغراض سلبية مثل الإيذاء والانتقام ويُعتبر عملا محظورا ويعاقب عليه المجتمع، مضيفا أن عديد من الأدلة تؤكد استخدام الفراعنة السحر الأسود، وعلى سبيل المثال تم العثور على العديد من التمائم والطلاسم التى كانت تستخدم للحماية من السحر الأسود فى المقابر والمعابد المصرية كما تم العثور على العديد من النصوص السحرية التى تتضمن تعويذات وأعمال سحرية تُستخدم لأغراض ضارة، ومن الأمثلة الشهيرة على استخدام السحر الأسود فى مصر القديمة قصة سحرة فرعون الذين حاولوا تقليد معجزات موسى وفى هذه القصة قام سحرة فرعون بأداء أعمال سحرية قوية بما فى ذلك تحويل عصيهم إلى ثعابين. ومع ذلك لم تكن سحرهم قوية بما يكفى للتفوق على عصا موسى التى ابتلعت عصيهم.
فيما أشار د. مجدى شاكر كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار إلى أن أول تاريخ لوثيقة طبية فى مصر القديمة يرجع إلى عهد الملك دن رابع ملوك الأسرة الأولي، ورغم التفوق والتقدم الذى حققه المصرى القديم فى الطب إلا أنه كان يقترن فى بعض أطواره بالسحر، وقد استعمل المصرى السحر والتعاويذ السحرية فى علاج أمراضه، وكان يرجع إلى اعتقاده فى وجود قوى خفية تسيطر على الكون وتسبب الكثير من المتاعب للبشر، ولذلك أصبح السحر هو وسيلة تهدف إلى التغلب على هذه القوى الخفية، وعُرف السحر باسم «حكا»، وقد استخدمه البشر فى كافة مجالات الحياة.