حادث مأساوي مروع شهدته منطقة السيدة زينب بالقاهرة.. راح ضحيته مجموعة من الأهالي البسطاء في لمح البصر ودون سابق انذار.. إنهار بهم العقار الذي يأويهم ليلًا لتنتهي حياتهم أسفل الأنقاض.. قوات الحماية المدنية تمكنت علي مدي عدة ساعات من انتشال 9 جثث وغيرهم مصابين.. وتواصل عملها بحثا عن آخرين.. وسط حضور مكثف من القيادات الأمنية والتنفيذية وأقارب الضحايا.
قصة العقار المنهار رقم 20 بشارع عنايت من شارع قدري بحي السيدة العريق.. بدأت بإقامته منذ عام 51 من خمس طوابق يعني عمره 74 عاما بالتمام والكمال وله خصوصية وأهمية كبيرة عند الأهالي لأنه شهد طفولة ونشأة الفنان الراحل نور الشريف وهو ماجعلهم يدونون ذلك التاريخ بلافتة مميزة أمام المنزل يعتزون بها رغم تركه البيت منذ زمن بعيد لتظل ذكرياته معهم تلازمهم يتوارثها الأجيال ويتحاكون بها حبا وتقديرا.
انهيار العقار
هكذا كانت البداية ليظل سكانة متمسكين بالإقامة بة اكثر من غيرة ببساطة شديدة رغم تهالكه وقدمة وتصدع جدرانه وتهالكها دون تقدير لعواقب الأمور وخطورتها حتي وقعت الكارثة المدمرة ليلا عندما شعر سكانه فجأة بترنح البيت “وطقطقة” الجدران والأسقف لينهار خلال ثوان معدودة وسط صرخات الإستغاثة ويصبح كوم تراب فوق الجميع ويهز سقوطة ارجاء الحي الهادي وتغطي الأتربة سماء المنطقة وتحدث حالة من الهياج بين الأهالي الذين تعالت صرخاتهم من هول الصدمة.

محافظ القاهرة
علي الفور وبطبيعة الأحياء الشعبية وشهامة أولاد البلد تجمع الجيران والأهالي من كل مكان في حالة فزع وانهيار منهم من سارع بإبلاغ الأجهزة الأمنية وغيرهم قاموا باقتحام المكان لإنقاذ مايمكن انقاذه بحرص وحذر شديدين خوفا من حدوث انهيارات آخري بسبب تهالك الكثير من المنازل الملاصقة.. في نفس الوقت الذي وصلت فيه سيارات الحماية المدنية والإسعاف والدكتور إبراهيم صابر محافظ العاصمة وباقي الأجهزة المعاونة واللواء طارق راشد مدير الأمن ليتم فصل الكهرباء والمرافق وتبدأ رحلة البحث ورفع الأنقاض بسباق مع الزمن وبمشاركة أولاد البلد الذين رفضوا المغادرة طوال الوقت ويدا بيد مع أصحاب الأزمة.

استخراج الضحايا
ظل الأهالي في حالة ترقب وتوتر يتابعون الموقف والمشاهد الدامية وهم يفترشون الأرض بمكان الحادث ..دموعهم تسبق كلماتهم وهم يروون قصصا مأساوية ومفارقات مبكية حزنا علي زويهم الذين ضاعوا في لمح البصر.. حتي تم انتشال ٩ جثث وغيرهم مصابين تباعا بعد ساعات من العمل المتواصل لقوات الإنقاذ.. منهم طفلين وطالب بالثانوية العامة يدعي “سمير” نقلوا جميعا مع المصابين للمستشفي تحت تصرف النيابة التي قامت بمعاينة مكان الحادث.

وزيرة التضامن
في نفس الوقت الذي تابعت فية الدكتورة مايا مرسي وزيرة التضامن الحادث وتداعياته مع دكتور إبراهيم صابر محافظ العاصمة وكلفت رئيس الادارة المركزية للحماية الاجتماعية بالتنسيق مع مدير التضامن الاجتماعي بالقاهرة وفريق الإغاثة بالهلال الأحمر والجمعيات الأهلية بحصر الخسائر في الأرواح والممتلكات لجميع السكان لسرعة دعم المضاربين وصرف التعويضات المناسبة مع توجية كل سبل الرعاية لهم رحمة بهم وأسرهم في تلك المأساة.

لجان فنية
تحرر محضرا بالواقعة ويتابع اللواء علاء بشندي مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة ونائبه اللواء علي نور الدين مع قوات الحماية المدنية الموقف بمكان الحادث لحين الانتهاء من رفع الأنقاض وحصر الضحايا.. وقد قررت النيابة انتداب لجنة فنية من مهندسي الحي للفحص وتحديد أسباب انهيار العقار مع فحص المنازل المجاورة لبيان تأثرها من عدمة.. وانتداب مفتشي الصحة لمعاينة الجثث قبل التصريح بالدفن وتسليمها للاهل وسؤال المصابين بعد تحسن حالتهم..