مشاهد مؤلمة داخل وطننا العربى الكبير يبدو أننا اعتدنا رؤيتها فمنذ ما عُرف بـ «الفوضى الخلاقة» التى ابتدعتها وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كوندا ليزاريس مع بدايات الألفية الثالثة.. ونحن نرى كثيراً من الأنظمة بل والدول العربية نفسها تسقط فى مستنقع الفوضى الذى أودى بها وبجيوشها الوطنية فأين هى اليمن وليبيا والسودان والعراق والصومال وأخيراً سوريا.
ها خارجياً وداخلياً من خلال عملاء الداخل..
> الناظر المدقق للحالة السورية الحالية يلا حظ بما لا يدع مجالاً لشك أن هناك مخططاً محكماً قد وضع من أجل إشاعة الفوضى فى إقليم الشرق الأوسط. ولعل نقطة البدء فيه كانت طوفان الأقصي.. فى السابع من أكتوبر.. العام الماضي.. بقصد أولاً.. القضاء على أذرع المقاومة المسلحة سواء فى غزة عن طريق الإجهاز الكامل على قدرات كتائب القسام وشهداء الأقصى المسلحة داخل القطاع ثم بعد ذلك الاتجاه شمالاً نحو الجنوب اللبنانى حيث «حزب الله» اللبنانى المرتبط عقائدياً بنظام الملالى الإيرانى والذى يعتبر أحد أذرع إيران فى المنطقة العربية مع غيره من تنظيمات تتواجد فى سوريا والعراق واليمن وغيرها.. وبالفعل تم التخلص من قادة هذه التنظيمات فى غزة و»هنية والسنوار والضيف» وفى جنوب لبنان «حسن نصر الله وخليفته» أما عن المناوشات التى جرت على استحياء بين إيران وإسرائيل فكان السيناريو المتفق عليه سلفاً بهدف تحييد الجانب الإيرانى لتنفرد إسرائيل والولايات المتحدة برسم مستقبل المنطقة خاصة وأن روسيا تضع كل ثقلها فى حربها الدائرة مع أوكرانيا وتعطيها أولوية أولى عن غيرها لدرجة التى جعلتها تتخلى عن حليفها الأول فى المنطقة العربية «بشار الأسد» ليسقط سريعاً مع نظام حكمه بعد تخلى كل الحلفاء عنه..الواقع المرير هنا فى الاشكالية «السورية» هو أن السقوط كان لنظام «بشار» وكذلك أيضاً كان للدولة السورية «ذاتها».. النظام الذى ولد بصورة غير شرعية ولا دستورية انتهج سياسة غير متوازنة داخل مجتمع هو ذاته شيع وأحزاب متنافرة.. فكان العلويون على رأس الأمر دون سواهم وقرب منه ثلة لا تمثل سوى النذر اليسير من الشعب السورى وجعل من دونهم فى عداء معه..الحالة السورية تنتظر الآن المجهول الذى لا نرجوه لإخوة لنا فى الدين والعروبة والدم.. وبالتالى نقول إن الجامعة العربية ودول الجوار السورى مما يجرى فى سوريا ويدبر له بليل سواء من دول إقليمية أو خارج نطاق الشرق الأوسط.. فلا شك أن المشاهد التى تنقلها الفضائيات عن توغل القوات الإسرائيلية فى الجنوب السورى والاستيلاء على مناطق استراتيجية لم تستطع الوصول إليها منذ عام 47 وكذا الإخلاء القسرى الذى يمارس ضد قرى الجنوب السورى من جانب قوات الاحتلال الإسرائيلى واحتلال مرتفعات جبل الشيخ الاستراتيجية.. الأدهى والأمر من كل هذا هو السكوت غير المبرر من الجميع سواء من قاموا بإسقاط نظام بشار أو الجامعة العربية أو دول الجوار الإقليمى التى كثيراً ما ادعت وقوفها إلى جانب الشعب السورى فى محنته.
حقيقة إن السقوط هنا كان مزدوجاً.. سقوط الدولة السورية وسقوط النظام معاً.. فهل يفيق العرب وينتبهون إلى المخططات والمؤامرات التى تحاك ضدهم من عناصر خارجية وداخلية.