أحيت سفارة دولة فلسطين بالقاهرة، الذكرى السابعة والسبعين لنكبة الشعب الفلسطيني، بمشاركة قنصلية دولة فلسطين بالإسكندرية والمندوبة الدائمة لفلسطين بجامعة الدول العربية، ومشاركة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية بالقاهرة والمنظمات الشعبية، فى مقر السفارة بالقاهرة.
أكد سفير دولة فلسطين دياب اللوح أن إحياء ذكرى النكبة يأتى للعام الثانى على التوالى فى ظل استمرار حرب الإبادة الجماعية التى تشنها إسرائيل القوة القائمة بالإحتلال ضد الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة، مؤكدا أنه بالرغم من مرور سبعة وسبعين عاماً من النكبة المؤلمة على أبناء شعبنا باعتبارها التراجيديا الأطول فى تاريخ الإنسانية إلا أنه لا يزال هناك أكثر من سبعة ملايين لاجئ ونازح فلسطينى يعيشون فى أصقاع الأرض وفى المنافى ومخيمات اللجوء فى ظروف غير إنسانية وكارثية، خاصة ما يتعرض له الشعب الفلسطينى فى الوقت الراهن فى قطاع غزة و الضفة الغربية والقدس من إرهاب إسرائيلى وممارسات عنصرية، وإرهاب وجرائم المستوطنين وعصاباتهم المسلحة، وما تتعرض له سلطتنا الوطنية وحكومتنا من حصار اقتصادى ومالى وإفشال للحيلولة دون قيامها بدورها ومسؤولياتها تجاه أبناء شعبنا، ومحاولات فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية وتقطيع أوصالها إلى جزر جغرافية، وفصل وعزل مدينة القدس عن محيطها الفلسطيني- العربي، للحيلولة دون إقامة دولة فلسطينية متصلة جغرافياً قابلة للحياة، والانتهاك الصارخ للمقدسات الإسلامية والمسيحية على حدٍ سواء، وفى مقدمتها ما يتعرض له المسجد الأقصى المبارك من محاولات تهويد وتقسيم زمانى ومكاني، قائلا: ومن هنا من مقر سفارة دولة فلسطين، من القاهرة، نُبرق التحية بأسمى آيات الإجلال والإكبار لشعبنا الصامد المرابط فى قطاع غزة والضفة الغربية والقدس وفى المنافى ومخيمات اللجوء، ولا يسعنا إلا أن نقول ما قاله الرئيس محمود عباس- رئيس دولة فلسطين الذى أكد مراراً وتكراراً بأننا لن نترك وطننا ولن نغادر أرضنا، ونستذكر ما قاله وما تركه فينا الرئيس الشهيد ياسر عرفات (أبو عمار) بأننا لن نُفرط بذرة رمل من تراب القدس، وليس فينا وليس منا من يفعل ذلك، والذى قال سوف يأتى يوم ويرفع فيه شبل أو زهرة علم وراية فلسطين فوق أسوار ومآذن وقِباب وكنائس القدس، وأنه حتماً لقادم هذا اليوم، الذى سوف يتحقق فيه حلم الشهداء بإقامة دولة الشهداء والجرحى والأسري، دولة كل الفلسطينيين أينما كانوا وأينما وُجدوا، دولة القانون والمؤسسات، دولة المظلومين المرابطين فى بيت المقدس وأكناف بيت المقدس.
اللوح تقدم للشقيقة الكبرى مصر رئيساً وحكومةً وجيشاً وأجهزة سيادية وشعباً عظيماً بخالص الشكر، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى لكل ما قدمته من دعمٍ تاريخى مستمر لشعبنا المناضل ولكفاحه العادل، ولحقوقه الوطنية المشروعة، ولمنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعى والوحيد لشعبنا فى داخل وخارج فلسطين، ولموقف مصر الثابت والراسخ من منع تنفيذ مخطط التهجير، وجهودها المبذولة مع الأشقاء والشركاء لوقف حرب الإبادة الإسرائيلية ضد شعبنا وإغاثته وتعزيز وجوده على أرضه.
حذر السفير دياب اللوح من مخاطر المخططات الصهيونية لإفراغ الأرض من سكانها الفلسطينيين الأصليين، فى محاولة يائسة لتغيير الواقع الجغرافى والديموغرافى والتاريخى والقانونى فى الأراضى الفلسطينية المحتلة ومخالفة القانون الدولى واتفاقيات جنيف الرابعة، وفرض سياسة الأمر الواقع على الشعب الفلسطيني، والامعان فى سياسة التطهير العرقى ونفى وإنكار وجود الشعب الفلسطيني، وأكد أن هذا المخطط الاستعمارى الجديد- القديم لم يمر ولن يمر بفضل وعى وصمود ورباط المواطن الفلسطينى على أرضه، وبجوار ركام منزله المدمر تحت الحصار والقتل والتجويع والتعطيش وفقدان المسكن والدواء، ورغم استشهاد عشرات الآلاف من الشهداء الأبرار ومئات الآلاف من الجرحى والمصابين، وزيادة عدد الأسرى والمعتقلين الذين يتعرضون لأبشع أنواع التعذيب فى خرق فاضح للقوانين والشرائع الدولية على مسمعٍ ومشاهدةٍ وصمتٍ المجتمع الدولى وصناع السياسة الدولية فى وقت يتحدثون فيه عن الديمقراطية وحماية حقوق الإنسان التى تنتهكها إسرائيل فى فلسطين.
ووجه السفير دياب اللوح نداءه للعالم بكافة دولهِ ومؤسساته والمنظومة الدولية بالتدخل العاجل وتحمل مسؤولياتهم السياسية والتاريخية والإنسانية والأخلاقية، لوقف حرب الإبادة الجماعية الممنهجة التى يتعرض لها الشعب الفلسطيني، ووضع حد لمعاناته ونكبته المستمرة، وضرورة إنجاح الجهود المبذولة من الأشقاء فى مصر وقطر والشركاء الآخرين لوقف حرب الإبادة الجماعية والتوصل لوقف إطلاق نار مستدام، وإغاثة الشعب الفلسطينى وإنقاذه من خطر الموت عطشاً وجوعاً وفتكاً من المرض وآلة الحرب الإسرائيلية، والزامية الانخراط والعمل مع المبادرة المصرية لعقد مؤتمر دولى بالقاهرة لإعادة إعمار قطاع غزة، وتنفيذ الخطة المعتمدة من القمة العربية ومنظمة التعاون الإسلامى والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبى والبنك الدولى لإعادة إعمار قطاع غزة، وصولا إلى تنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية، والتدخل العاجل لعقد مؤتمر دولى للسلام فى الشرق الأوسط يقوم على أساس المرجعيات والقرارات الدولية ذات الصلة، ومبدأ الأرض مقابل السلام، ورؤية حل الدولتين، والمبادرة العربية للسلام، ورؤية الرئيس محمود عباس للسلام فى الشرق الأوسط، ومبادرة الرئيس الصينى شى جى بينج .