أكد سفير فرنسا لدى مصر ايريك شوفالييه أن بلاده تقدر وتدعم جهود الوساطة التى قامت بها مصر للوصول الى وقف إطلاق النار فى قطاع غزة.. مشددا على رفض بلاده لتهجير الفلسطينيين.
وأعرب شوفالييه – خلال المؤتمر الصحفى الدى عقده اليوم الاثنين – عن تقدير بلاده الدور المحورى و الرئيسي الذى تلعبه مصر لحل الازمات بالمنطقة.. مشيراً الى ان مصر تعد طرفاً لاعباً اساسياً و لاغنى عنه فى التوصل الى تهدئة والسلام فى المنطقة.
ووصف السفير مصر بانها شريكاً رئيسياً فيما يتعلق بالسلام والأمن فى المنطقة.. مؤكداً على توافق وجهات النظر بين البلدين حيال القضايا الإقليمية.
وأضاف أنه مع بدء مفاوضات المرحلة الثانية، فإننا نأمل ان تصل الى نتائج تحقق التهدئة.. معبرا عن الشكر لمصر فى الوساطة التى اتاحت اطلاق سراح رهينة فرنسية السبت الماضى.
وقال السفير ان بلاده تقيم أيضا جهود مصر فى التوصل الى اتفاق وهو ما سمح بدخول المساعدات الانسانية الى سكان غزة الذين عانوا لفترة طويلة.. مضيفا ان فرنسا كانت قد بذلت جهودا كبيرة بالتعاون مع مصر لايصال المساعدات الإنسانية الى غزة.
وأضاف شوفالييه ان فرنسا ستكثف الجهود خلال الفترة القادمة مع مصر والهلال الأحمر المصرى فيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية.. مشيرا الى انه بالتعاون مع الاتحاد الاوروبي تم اعادة فتح معبر رفح من خلال بعثة الاتحاد التى يشارك بها ثلاثة فرنسيين.
وشدد على موقف فرنسا الذى يرفض اى تهجير للفلسطينيين، وتم التأكيد على ذلك من خلال وزير الخارجية الفرنسي، وهو موقف يتوافق مع مواقف مصر والأردن.
وأوضح أن بلاده ترى انه من المهم بمكان الدفع باتجاه الحل السياسي .. مشيرا الى ان باريس قد اعلنت انها ستتراس مع المملكة العربية السعودية مؤتمرا فى يونيو القادم بالامم المتحدة حول حل الدولتين، وستواصل العمل حول حل الدولتين باعتباره الحل الوحيد لاقامة الامن والسلام فى المنطقة.
وأشار شوفالييه الى ان البيان الختامى الصادر عقب الاجتماع السداسي العربي بالقاهرة اشار الى اهمية مؤتمر يونيو المقبل كاحد الخطوات الهامة.
وأشار سفير فرنسا إلى توافق وتطابق الرؤى بين بلاده ومصر حيال عدد من القضايا الإقليمية.
وفيما يخص السودان.. ذكر شوفالييه ان فرنسا كانت قد استضافت مؤتمرا دوليا حول السودان بباريس لجذب اهتمام المجتمع الدولى حول ما يحدث بالسودان.
وأضاف أن فرنسا تعمل أيضاً مع مصر بخصوص لبنان حيث انها عضوين فى اللجنة الخماسية.
ومن جانب آخر .. قال أن مصر وفرنسا لديهما حوارا منتظما حول الموضوعات الامنية والاستراتيجية حيث قام مدير الشؤون الاستراتيجية والامنية مؤخرا بزيارة مصر لعقد لقاءات مع مسئولين من مصر.
وفيما يتعلق بالعلاقات الاقتصادية بين مصر وفرنسا.. قال السفير الفرنسي ان بلاده تعد عضوا فاعلا فى صندوق النقد الدولي والاتحاد الاوروبى ولعبت دورا كبيرا فى المساعدات التى قدمت لمصر.
وأشار إلى أن هناك ٢٠٠ شركة فرنسية تعمل فى مصر.. مشيراً الى ان الاستثمارات الفرنسية تبلغ ٧ مليارات يورو فى مصر.
وأضاف ان العديد من الشركات الفرنسية فى مصر تقوم ايضا بالتصدير مما يوفر عملة صعبة لمصر، حيث ان الشركات الفرنسية لا تهتم فقط بالسوق المصرية ولكن كون مصر بوابة للسوق الافريقية والمنطقة.
وقال السفير أن الشركات الفرنسية تهتم ايضا بجودة رأس المال البشرى.
وأعلن شوفالييه انه بمبادرة فرنسية سيتم تنظيم منتدى كبير هو الأول من نوعه فى الفترة من الثامن إلى العاشر من شهر مايو المقبل بالقاهرة بمشاركة شركات كبرى من جنوب المتوسط وشمال إفريقيا.
وأوضح ان فرنسا ومصر سيواصلان التعاون فى المشروعات القومية ومنها مشروعات المترو سواء فى تجديد الخطوط القديمة أو إنشاء خطوط جديدة.
وقال السفير أن فرنسا تعد الشريك الأول لمصر فى مجال التنمية.
وأشار السفير الفرنسي ان هناك مشروعاً بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي لتعظيم القدرات التخزينية للحبوب فى مصر.
ومن جانب اخر.. قال ان التعليم العالي والبحث العلمى يحتل مكانة كبيرة فى التعاون مع مصر لاسيما مع وجود اعداد كبيرة من الشباب.. موضحاً ان هناك ثلاثة مشروعات سيتم تنفيذها هذا العام بالتعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي.
وأضاف انه يتم ايضا اعطاء دفعة جديدة للجامعة الفرنسية في مصر لخلق ديناميكية تتواكب مع مستوى العلاقات بين البلدين.. مشيرا الى انه تم توقيع اتفاقية بين البلدين بشأن المنح للطلبة المصريين لاستكمال دراساتهم فى درجة الدكتوراه وما بعدها بفرنسا.
وقال السفير الفرنسي ان اليوم يعد يوماً خاصاً اذ يتواكب مع مرور نصف قرن على رحيل كوكب الشرق “أم كلثوم”.. مشيرا الى العلاقات الثقافية القوية التى تربط بين البلدين.
ولفت إلى أن “أم كلثوم” كانت قد قدمت حفلين على مسرح اوليمبيا بباريس، والسفارة تتبنى عددا من الفعاليات الثقافية بباريس عن الفنانة الراحلة.
وأشار إلى ان هذه الفعاليات الثقافية تعكس الولع الفرنسي بكل ما هو مصرى وهناك أيضاً شغف من قبل المصريين بفرنسا.. موضحا ان الروابط بين الشعبين تتنوع فى مختلف المجالات.
وأبرز السفير التعاون بين بلاده ومصر فى المجال الثقافى.
ومن ناحية أخرى.. قال ان بلاده ستستضيف هذا العام ثلاث فعاليات كبرى تشارك بها مصر، حيث ستنظم باريس يومى العاشر والحادى عشر الجاري القمة العالمية للذكاء الاصطناعي بهدف توصيل تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي للشعوب كافة؛ وقمة فى مارس القادم حول التغذية من أجل النمو، كما ستنظم فى يونيو القادم فى مدينة نيس مؤتمر الامم للمحيطات.
وردا على سؤال لـ«الجمهورية» فيما يتعلق بالوضع الاقليمى وتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة.. قال السفير شوفالييه إن موقف فرنسا واضح ولم يتغير فى هذا الشأن، و أي تهجير قسري لسكان غزة سيكون غير مقبول، لن يشكل انتهاكا خطيرًا للقانون الدولي فحسب، بل سيكون أيضًا عقبة رئيسية أمام حل الدولتين وعاملاً مزعزعا لاستقرار شريكينا المقربين مصر والأردن.. مضيفا ان الموقف الفرنسي متسق تماما مع الموقف المصري والأردنى هذا الشأن، وأيضا موقف الدول العربية التى شاركت فى وزارى القاهرة السبت الماضى.
وأضاف أن موقف فرنسا كما الشركاء العرب يتمثل فى ان تنفيذ حل الدولتين هو السبيل الأمثل لتحقيق السلام الاقليمى.
وردا على سؤال لـ«الجمهورية» بشأن تصريحات ترامب بشأن الإتحاد الأوروبي.. أوضح انه بالنسبة للتجارة كما بالنسبة لتسوية النزاعات الأزمات التجارية الكبرى، تفضل فرنسا الحوار المتعدد الأطراف وفق القواعد المعمول بها فى هذا الشأن.. لافتا الى ان الاجراءات الأحادية بشأن التجارة الدولية لن تؤثر سلبيا فقط على الدول التى سيتم فرض اجراءات جمركية عليها بل ايضا ستعود بالسلب على الشعب الأمريكي نفسه.
وأشار الى التصريحات الأوروبية الصادرة فى هذا الشأن.. موضحا انه اذا ما أتخذت إجراءات أحادية سيكون هناك الرد عليها من جانب أوروبا.
وقال: ” أن اليد ممدودة لصالح الشراكة مع الجميع ولكن الاتحاد الأوروبي يمثل مجموعة قوية على المستوى الاقتصادي والتجاري ولديه العديد من القدرات الكبيرة”.
وعن اتفاق وقف اطلاق النار فى غزة.. قال اننا ندعم ونقدر جهود الوساطة للتوصل إلى وقف إطلاق النار، وندعم مفاوضات المرحلة الثانية، ونحن على اتصال مع عدد من دول المنطقة.. موضحا ان فرنسا وأوروبا يدعمان اتفاق وقف اطلاق النار بمراحله كافة.
وأضاف انه كلما حققنا وحدة فى المواقف سواء على المستوى الاقليمي أو الاتحاد الأوروبي والاطراف الفاعلة دولياً سيتثنى لنا تحقيق ثقلا لتحقيق وقف اطلاق النار وايضا تنفيذ حل الدولتين، وفى هذا الاطار، ستترأس فرنسا والسعودية المؤتمر المقرر فى يونيو القادم بنيويورك.
وفيما يتعلق بخطة التعافى واعادة اعمار غزة.. قال السفير الفرنسي لدى مصر إنه من الاهمية بمكان وجود موقف عربي موحد وموقف اوروبي موحد وموقف عربي اوروبي، ليتسنى لنا ان نمثل ثقلا لتحريك الامور نحو الاتجاه الصحيح لتنفيذ حل الدولتين وايضا للعمل على المستوى الانساني وما يتعلق باعادة الاعمار وهو ما تعمل عليها الدبلوماسية خاصة فى مصر وفرنسا.
وعن الدعم الاوروبى لمصر.. اوضح ان بلاده لعبت دورا كبيرا من اجل ان يتم تنفيذ برامج الدعم فى اقرب وقت ممكن.
أعلن سفير فرنسا أن بلاده ستنظم فى الثالث عشر من الشهر الجاري مؤتمراً وزارياً حول سوريا.
وقال شوفالييه أن مصر ستشارك فى أعمال المؤتمر الذى يعد الثالث من نوعه بعد المؤتمرين الذين عقدا بالأردن والمملكة العربية السعودية.
قال السفير أن بلاده تأمل أن تسير المرحلة الانتقالية على مستوى تطلعات الشعب السورى، وأن تكون سلمية ويتم خلالها احترام تعددية المجتمع بكافة أطيافه وكذلك حقوق المرأة واستعادة استقرار سوريا لصالح سوريا وأيضا المنطقة.
وأضاف أن هناك رسالة يتعين إيصالها للادارة السورية خلال المؤتمر الذى سيفتح المجال ايضا لمشاركة المجتمع المدنى السوري.
وقال: ” أن فرنسا تتحلى بالفطنة والذكاء لايصال الرسائل للسلطة الانتقالية فى سوريا لكى تمر المرحلة الانتقالية بسلام”.
وذكر أن فرنسا كانت قد اعربت عن سعادتها لسقوط النظام السورى السابق نظرا للانتهاكات التى كانت تحدث فى البلاد والتى دفعت حوالي نصف الشعب الى مغادرة البلاد.
وردا على سؤال عما اذا كان سيتم قريبا رفع العقوبات عن سوريا.. أشار السفير إلى أن الموقف الأوروبى الذى تم التعبير عنه مؤخرا يتصور رفع بعض العقوبات على سوريا ويذكر فى الوقت نفسه ببعض المبادىء التى يتعين على النظام السورى احترامها.. لافتا إلى أن الموقف الفرنسي يرتكز على اربعة معايير هى ان العملية الانتقالية يجب أن تكون سلمية وان يتم تمثيل كافة اطياف المجتمع السورى فيها، وان تحترم كافة حقوق السوريين والسوريات، وأن تحافظ على مؤسسات الدولة ووحدة وسلامة الاراضى، وان يتم تنفيذ المرحلة الانتقالية فى اطار الامم المتحدة.
وأشار إلى أن بلاده تأمل ان يتم الحفاظ على الامن والاستقرار فى سوريا، وأن تقوم سوريا الجديدة بدور سلمى فى المنطقة.
وحول تقييم فرنسا لوقف اطلاق النار فى لبنان.. أكد ان فرنسا تشارك فى الية متابعة وقف إطلاق النار فى لبنان والأمر يستلزم جهودا يومية لاقناع الأطراف باهمية استدامة وقف اطلاق النار، وفى الوقت نفسه هناك دور كبير يتعين ان تقوم به المؤسسات اللبنانية.
وأضاف اننا نؤكد على اهمية الحفاظ على الاطر والعناصر الحاكمة لوقف اطلاق النار فى لبنان .