أعربت الصين عن أسفها لانهيار وقف إطلاق النار في غزة، كما أدانت بشدة قيام إسرائيل باستئناف الحرب على القطاع، مشيرة في ذلك إلى أن لغة القوة ليست الحل للقضية الفلسطينية وأنه على الجانب الإسرائيلي التخلي عن إصراره على اللجوء للقوة، وسرعة وقف عملياته العسكرية في غزة، ووقف العقاب الجماعي المفروض على المدنيين في غزة، ودعوة الأطراف المعنية إلى تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بشكل شامل ومتسق.
وقال لياو ليتشيانج سفير الصين بالقاهرة ردًا على سؤال لـ«الجمهورية»، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقدته السفارة أمس للإطلاع على نتائج الدورتين للحزب الشيوعي الصيني – عن أمله في أن تتخذ الدول الضامنة لاتفاق وقف إطلاق النار لموقف منصف ومسؤول لتعزيز التنفيذ المتسق للاتفاق المكون من ثلاث مراحل وضمان دوام وقف إطلاق نار في غزة.
وقال: ” أن الصين تعارض بشدة تسليح وتسييس المساعدات الإنسانية، وتحث إسرائيل على الوفاء بالتزاماتها كقوة احتلال بموجب القانون الإنساني الدولي وإعادة السماح للمساعدات الإنسانية بدخول غزة على الفور”.
اضاف أن “حل الدولتين” هو السبيل الوحيد القابل للتنفيذ لحل القضية الفلسطينية. وأن قطاع غزة والضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، جزء لا يتجزأ من دولة فلسطين.
وأشاد السفير بدور مصر الإيجابي والبناء في حل قضية غزة. وقال: ” أن الصين تدعم خطة إنعاش وإعادة إعمار غزة التي أطلقتها مصر والدول العربية بشكل مشترك. وتؤكد على أهمية إعادة الإعمار في أقرب وقت ممكن، على أساس مبدأ “حكم فلسطين من قبل الفلسطينيين”، ليتمكن الشعب الفلسطيني من إعادة بناء دياره على أرضه”.
أضاف أن الصين كشريك استراتيجي لدول الشرق الأوسط وصديق مخلص للإخوة العرب، ستواصل الوقوف إلى جانب شعوب الشرق الأوسط بكل ثبات لكسب العدل والسلام والتنمية، وتدعم دول الشرق الأوسط للتحكم في مستقبلها ومصيرها واستكشاف الطرق التنموية بإرادتها المستقلة، بما يحقق السلام والنهضة اللتين تحلم بهما.
وقال السفير في كلمته خلال المؤتمر: ” أن العلاقات بين الصين ومصر تتمتع بأهمية استراتيجية تتجاوز النطاق الثنائي. وفي عام 2025، ترغب الصين في العمل مع مصر لتقديم المزيد من المساهمات لتسريع التنمية في الجنوب العالمي وتتطلع إلى مشاركة مصر الفعالة في مختلف أجندات منظمة شنغهاي للتعاون هذا العام ودعم عمل الصين خلال رئاستها للمنظمة. واوضح ان العلاقات الصينية المصرية تقف عند نقطة انطلاق جديدة. ويصادف العام المقبل الذكرى السبعين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين ومصر، وستستضيف الصين القمة الصينية العربية الثانية. ولذلك يجب مواصلة تعزيز أسس مجتمع المستقبل المشترك بين الصين ومصر، ودفع الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين إلى مستوى أعلى. وسيتم تنفيذ إنجازات دبلوماسية لرئيسي الدولتين، وتعزيز التبادلات بين الحكومتين والهيئتين التشريعيتين والحكومات المحلية، وتعزيز تبادل الخبرات في مجال الحكم والإدارة، إضافة إلى مواصلة مراعاة المصالح الأساسية والهموم الرئيسية لكلا البلدين مع درجة عالية من الثقة السياسية المتبادلة كدعم أساسي، ودعم جهود البلدين لحماية السيادة والأمن ومصالح التنمية”.
أضاف أن هناك تعاون على أعلى مستوى بين مصر والصين لدعم البناء المشترك عالي الجودة لـ “الحزام والطريق”، وزيادة التعاون في المجالات الناشئة مثل الطاقة الجديدة، والفضاء والسيارة الكهربائية والجيل الخامس، والتكنولوجيا الزراعية، والذكاء الاصطناعي، والاقتصاد الرقمي، إضافة إلى استخدام التبادلات الثقافية الرائعة كجسر للتواصل، لتعزيز التفاعلات بين الشباب، وتعزيز التعلم المتبادل للحضارات والثقافات.