الإدارة الناجحة هى السر فى تحقيق النجاحات والوصول الى الأهداف .. الإدارة فى المنزل .. أو المدرسة .. أو المطعم .. أو المصنع .. أو الشركة والمؤسسة .. أو حتى فى الرحلات والسهرات .. أى عمل وأى مهمة وأى نشاط .. يحتاج الى إدارة .. أعتقد أننا نتفق جميعا على ذلك .. ولكننا قد نختلف فى تحديد هوية الإدارة .. هل هى علم ؟ أم مهارة ؟ أو موهبة؟
البروفيسور الكندى هنرى بيتزبرج ذكر فى كتابه الشهير الذى صدر عام 1989 .. أنه يرى ان الإدارة الناجحة هى خليط من كل ذلك .. فهى مهارة يكتسبها أحد الموهوبين بعد الدراسة والممارسة .. وذكر الكاتب أن نجاح اى إدارة تعتمد على جودة التواصل مع الآخرين والمقدرة على التحفيز وتحسين الأداء وجمع البيانات والمعلومات من أجل التعرف على الحقائق واستخدامها من قبله ومن العاملين معه .. ووضوح الرؤية والأهداف لديه .. والمقدرة على التخطيط واتخاذ القرارات والتعامل مع الأزمات .. والحرص على التقييم المستمر من أجل الوصول الى أهداف معينة .. ولابد أن يتم كل ذلك بشفافية تامة والرغبة فى تحقيق النجاحات.
ولأننا الآن نمر بمرحلة إعادة البناء .. والتصدى للعقبات والمعوقات .. واستعادة الأمجاد ان شاء الله .. فلابد أن نضع جودة الإدارة وحسن اختيار من يقوم بها هى النهج الذى نتبعه .. وهى الرؤية والأسلوب الذى نسعى من خلاله لتحقيق أداء أكثر نجاحا وأعظم أثرا على كافة المستويات وفى كل مكان.
لعلنا نعى جيدا أيضا أن الإدارات الحكومية .. فى بلدنا .. وفى كل بلدان العالم .. معنية فى الدرجة الأولى بوضع السياسات والتخطيط والمتابعة والتقييم .. غالبية من يعمل بها من الإداريين والذين تتناسب خبرتهم مع العمل المكتبى وفى ظل النظم واللوائح الحكومية التى غالبا لاتتطور بنفس القدر أو السرعة التى تحدث حاليا مع التقدم المذهل لأمور الأداء المهنى على كافة المستويات والأنظمة .. لذلك فإن الإدارات التى تلتزم وتتقيد بنهج النظم الحكومية ولوائحها .. ليست هى القادرة على تنفيذ أى أنشطة خدمية أو استثمارية .. هذه الحقيقة عرفها العالم كله .. وحتى المجتمعات الإشتراكية والتى حققت نجاحات اقتصادية مؤخرا .. استطاعت أن تصل الى هذا النجاح لأنها أيقنت هذه الحقيقة .. وعملت بها .. وتخلت كثيرا عما كانت تنادى به من سيطرة الحزب على الشعب .. وهذا مايذكرنى بأيام أن كانت الحكومة عندنا فى مصر تشوى السمك .. وتقلى الطعمية .. وحتى الآن عند التعامل مع محطات البترول التى تديرها الحكومة .. وأيضا ماحدث لكل المنشآت التى أسست فى ظل أيام توجهنا الى الإشتراكية .
ويحضرنى هنا .. المزارات السياحية .. بداية من المطار والهرم وآثار الأقصر وكل المزارات السياحية الأخرى والتى تستطيع أن تساهم الى حد كبير فى تخطى العقبات الإقتصادية .. لو أحسنا إدارتها .. هذه المزارات السياحية يتمنى كل إنسان على ظهر الأرض أن يراها .. ولكن لا يأتى لرؤيتها الا القليل منهم فلابد إذن أن نطور ونحسن من إدارتها .. التواجد الأمنى فى هذه المناطق يقوم بواجبه على أكمل وأعظم وجه .. ولكننا لانرى غيرهم فى المزارات السياحية .. أين وزارة السياحة .. وأين هيئة تنشيط السياحة .. وأين شركاتنا الوطنية للسياحة .. واين المستثمرون؟ .. من سيقوم بخدمة السائح .. «مين ح يدلعه»..مين سيجاوب على أسئلته .. من سيلجأ اليه .. أين مراكز الاستعلامات التى نجدها فى الخارج فى الميادين ومحطات القطار والمطارات .. والتى يلجأ اليها السائحون لأنها وجدت من أجل راحتهم ومن أجل مساعدتهم فى الاستمتاع بوقتهم .. وغالبا ما يعمل بها شباب زى الورد .. لاتفارقهم الابتسامة .. وتشعر وأنت تتعامل معهم بصدق النوايا والشفافية التامة والحرص على مصلحة السائح فى المقام الأول .. اصطحبت أحفادى الى إحدى الدول .. وزرنا مصنعا للجبنة فى قرية فيها .. قضينا هناك يوما كاملا .. لم نمل .. بل غمرتنا السعادة والسرور .. شاهدنا فيلما تسجيليا .. وأحفادى قاموا بحلب البقر .. وتثقفنا عن تربية البقر وأنواعها.. وعرفنا الفرق بينها .. كنا سعداء بذلك .. وقمنا بشراء كمية غير قليلة من الجبن .. لقد استطاعوا أن «يدلعونا» ونقضى يوما لاينسى .. وكله «بثمنه» .. فهل هذا ما يحدث فى المزارات السياحية عندنا؟ .. اطرحوا مزايدة محلية وعالمية لإدارة المزارات السياحية العملاقة فى بلدنا .. سيكون هناك الخير الكثير .. والكثير جدا .. إن شاء الله.