أفلام الكارتون هى بوابة الطفل للتعرف على العالم وارضاءً لصفة الفضول عنده، ومكمن الخطورة هنا ما يحويه المضمون الكارتونى الأجنبى على عقلية الطفل.
والحقيقة أن الدولة عهدت خلال السنوات القليلة الماضية إلى إنتاج دراما هادفة للجميع ومن هذا الإنتاج أفلام الكارتون للأطفال، حيث تألق مسلسل «سر المسجد» الذى تم عرضه مؤخراً ويستهدف المسلسل الأطفال من سن 7 إلى 12 عاماً، ويهدف إلى غرس القيم الإسلامية الحميدة فى نفوسهم وتعليمهم أهمية الصلاة والعبادة، وتقديم محتوى تربوى ودينى للأطفال وحبكة درامية وصراع بين الهاكرز الشرير (غلباوي) الذى يحاول الإضرار بتطبيق إلكترونى لشرح التعاليم الدينية للأطفال..ويُرسل «سر المسجد» رسالةً مُهمةً للأطفال وهى أن المسجد ليس مجرد مكان للصلاة، بل هو أيضاً مكانٌ للتعلم والتواصل واكتساب القيم الإيجابية.
الإنتاج الكارتونى للأطفال هذا العام 2024 حمل إشادات واسعة من المتابعين لما يقدمه من محتوى مفيد وتربوي، حيث إن الطفل لا يعى المحتوى الضار من المفيد، وخيرا ما فعلته الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية فى إنتاج دراما كارتونية للأطفال مستعينة بأفضل الخبرات فى التأليف والإخراج والأنيميشن والسيناريو.. لقد استمتع أطفالنا والكبار بمسلسل الأنيميشن «سر المسجد» وما قدمه من تربية دينية وأخلاقية وسر تعلق المسلمين بالمساجد كتوجيه نبوي.. كما قدم حلولا للمشكلات الحياتية فى إطار دينى مثل قضية التنمر وناقش مجموعة من القضايا المهمة التى يجب تعليمها للطفل وتأسيس النشء عليها مثل الصيام واحترام الآخرين وبر الوالدين.. إلخ، كما قدم المسلسل لمحة تاريخية عن أبرز المساجد وأشهرها فى مصر والعالم الإسلامي.
وفى الواقع الأطفال بحاجة إلى تعلم احترام وقت الصلاة، والتزام الصمت عندما يكون هناك شخص يصلى حولهم، وعدم العبور من أمام المصلي.. والخلاصة أتمنى إنتاج جزء لاحق لهذا المضمون عن مخاطر الذكاء الاصطناعى والتكنولوجيا المتقدمة فى حالة عدم السيطرة عليها، وكيف تصبح وبالا على البشرية كالروبوتات القاتلة والطائرات المسيرة.
وختاما إن الطفل ومنذ ولادته يعتبر والديه القدوة الأولى له، والقدوة الصالحة من أهم الوسائل الفعالة فى التربية الخلقية والدينية، ولها التأثير الكبير على الطفل، سواء فى محيط عائلته أو فى المدرسة وغير ذلك، والطفل يبحث دائماً عن قدوة؛ ليتمثل بأخلاقه وصفاته.
وهنا يتجلى دور الأسرة المصرية فى توجيه الأطفال للدراما الهادفة وعدم تركهم فريسة للدراما الأجنبية الهدامة ووسائل التواصل التى تنحرف بهم الى طريق لا يحمد عقباه.