قد يكون هناك أسرار متعددة وحكايات سجلها التاريخ عن نجاح المصريين القدماء، ومنها إنشاء أول حضارة مستقرة فى التاريخ.. وهناك أسباب ظاهرة لهذا الانجاز الشامخ الذى مازال جاذباً للعالم حتى الآن.. ونعنى به العلم الذى امتلك به الفراعنة خصائص وأدوات البناء الحضارى والمعمارى على النحو المنشود.. وهم أيضاً لم ينسوا أبداً العالم الآخر.. وأكدوا إيمانهم بأن هناك عالماً يستقبل الإنسان بعد الرحيل.. عالم ما وراء الحياة.. واستعدوا له بالعلم.. وبدأوا فى التحنيط للأجساد وحفظها تحسباً لليوم الموعود.. وحتى الأهرامات والجبانات وغرف للموتى والقرابين التى تركوها فى المقابر الملكية.. وسجلوا على جدرانها كل ما يمكن أن يفيد.
وهذا العلم.. امتد إلى الفلك والزراعة والعمارة والصناعة والفن وشبكات الري.. وغير ذلك.. وتركوا فى الجامعات القديمة مثل جامعة «هليوبوليس» شاهدا على ما وصلوا إليه.. ورسالة للأجيال تؤكد على أهمية ذلك العلم وبذل كل الجهود لرعاية المبدعين وإعلاء قيم الحكمة والإنسانية والرحمة.
نعم.. العلم والعمل بإخلاص.. التقيا معاً.. كاشفين لأسرار الحضارة.. وضرورة للحفاظ على سلامة وأمن الدول وحماية أمنها القومى فى مواجهة التهديدات الإقليمية والدولية.. وهى الجذور التى وضعها لنا الجد «أحمس» و»تحتمس» وغيرهما منذ أن وحد «مينا» القطرين – «الوجه البحرى والقبلي» – حافظوا على وحدتكم.. ولا تتنازلوا عن ذرة من تراب أرضكم.
إن الاهتمام بالتنمية المستدامة فى الصحة والثقافة والرياضة اليوم فى جمهوريتنا الجديدة.. وربط سوق العمل بالتعليم بداية جديدة لبناء المواطن.. ولعلها مناسبة.. مع بدايات عامنا الدراسى الجديد لنذكر بالقول للآباء والأبناء: اغرسوا بذور الحب فى الطرقات لتنعموا بأجمل الثمار.. وزراع الورد والود.. يحصدون النجاح والأفراح والسعادة.
والمطلوب دائماً فى هذه المرحلة أن نعلم أن العلم يمدنا بالقوة وصدق رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عندما حثنا على طلب العلم ولو فى الصين.
وبالطبع علينا اختيار المعلم الراشد.. الصادق.. الأمين.. والتفرقة بينه وبين ما يؤدى إلى طريق الدمار وأجواء الحروب.. إنها رسالة العلماء، وبحمد الله فإن مصر المحروسة تملك رصيداً عظيماً من العلماء والنابغين الذين خصصوا كل طاقاتهم وإمكانياتهم من أجل بناء الوطن ورفع مستوى معيشة المواطنين.
>>>
اللهم.. لا تدع لنا أمراً إلا يسرته ولا حلماً إلا حققته.. واجمع لنا صلاح الدنيا والدين.. واجعل لنا من كل هم فرجاً.. واحفظ أهلنا وجيشنا وشرطتنا وقيادتنا.. وبارك فى فلذات أكبادنا دائماً وأبداً لاستكمال مسيرة البناء والتنمية.