جاء حديث نتنياهو فى تصريحات إلى قناة أمريكية بعد يومين فقط، من الطرح الأمريكى بتهجير الفلسطينيين قائلاً إن مصر هى من تمنع تهجير أهل غزة.. وبقراءة هذا التصريح فإنه اعتراف بالتورط فى جريمة ضد الإنسانية، ومساع غير قانونية ولا أخلاقية للإبادة والتطهير العرقى، بينما تقف القاهرة فى صف الضمير والقانون والحقوق العادلة، وتظل سردية مصر ثابتة لا تتغير حول القضية الفلسطينية، بالدفاع عن حقوق الشعب الفلسطينى وحل الدولتين وإقامة دولتهم المستقلة.
ونتن ياهو لا يكترث بثغرات ولا منطقية ما يسوقه للعالم.. فإسرائيل لم تعد معنية منذ زمن بعيد بالتصرف كدولة طبيعية، ولا باحترام النظام الدولى القائم على القواعد، رغم أنها حصلت على شهادة ميلادها كدولة من خلال تلك المنظومة، ولا يعنى الخروج عليها إلَا تقويض شرعية إسرائيل نفسِها بالطعن فى منشئها.
وإذا كانت القمة العربية الطارئة فى السابع والعشرين من فبراير ستنشغِل فى المقام الأول بمسألة التهجير، وتؤكد على الموقف الإقليمى الجامع بوجوب تثبيت الفلسطينيين على أرضهم، استنادًا إلى ما طرحته مصر من بديل يبدأ بالشراكة الدولية فى إعادة الإعمار، وتسريع وتيرة العودة للحياة الطبيعية دون حاجة لنقل أى مواطن من غزة.
لا يمكن فهم هذه القمة بمعزل عن السياق الذى تجرى فيه فمنذ عقود، تسعى إسرائيل، بدعم من قوى دولية، إلى فرض واقع جديد على الأرض، من خلال سياسات استيطانية توسعية، وتهويد القدس، وتقويض حل الدولتين.
هذه القمة، التى تعقد فى ظل هذه الظروف العصيبة، مطالبة بأن تكون على مستوى الحدث، لمواجهة هذا المخطط الخطير.. وذلك من خلال:
> التأكيد على مركزية القضية الفلسطينية وأنها قضية العرب المركزية.
> رفض مخطط التهجير.. واعتباره جريمة ضد الإنسانية، ومحاولة لتصفية القضية الفلسطينية.
> دعم صمود الشعب الفلسطينى.. وذلك بتقديم الدعم المادى والمعنوى للشعب الفلسطينى، وتمكينه من الصمود على أرضه، ومواجهة التحديات التى تواجهه.
> الخروج من القمة بموقف عربى موحد، تجاه القضية الفلسطينية.
> تفعيل الدبلوماسية العربية، وتحركها على كافة المستويات الدولية، لفضح الممارسات الإسرائيلية، وكشف مخططات التهجير، وحشد الدعم الدولى للقضية الفلسطينية.